Admin Admin
عدد المساهمات : 34923 نقاط : 160669 السٌّمعَة : 1074 تاريخ التسجيل : 14/05/2009 الموقع : http://www.autoformer.net/
| موضوع: تأملات : حول العنف الأحد أغسطس 28 2011, 12:40 | |
| الدكتور : زارو عبد الله
نعتبر غالبا أن العنف طبيعي، كما لو أنه بداهة و قانون الحالة الطبيعية، فكما لو أن كل كائن لكي يضمن استمراره يجب عليه أن يحمي ذاته ضد تهديد الآخر، ليس هناك من يمارس العنف ويقول أنه يرغب في العنف بل يبرر لجوءه إلى العنف بمفهوم الدفاع عن ما يعتقد أنه مهدد بالزوال و هي في حالتنا الإسلام(إسلام وتدين صحيح ضد إسلام و تدين فاسد ومنحرف) فالعنف لن يكون أبدا غاية بل مجرد وسيلة. مهما يكن الأمر هل يمكن اعتبار الأمر بديهي؟ لأن العنف هو كل ما يواجه و يوقف من الخارج الحركة الداخلية الطبيعية لشيء ما أو لكائن ما.
إن جزءا من المشكلة لحظة تأملنا في ظاهرة العنف/الإرهاب هو حين نخلط بين مفهوم العنف و مفهوم القوة، ليس كل استعمال للقوة عنفا. بين علاقات عنف وعلاقات قوة التي نلاحظ مظاهرها في الطبيعة، والقصد التي تنطبق به؟ فالقصد من خلط العنف بالقوة هو الإحراج و التضليل. فحين نشبه كارثة طبيعية(زلزال، بركان، تسونامي،...) بكارثة إنسانية تاريخية (حروب ، إبادة جماعية، تطهير عرقي) نكون أمام أسوأ مقارنة و تحليل ألا وهو محاولة جعل العنف أمرا عاديا، واعتبار الحروب الدينية عادية و مقدسة وإضفاء المشروعية عليها وعدم نقدها و التأليف فيها للأطفال ونشرها قصد التأسي بها في إطار التنشئة الدينية هو نفسه عنفا، فالعنف لا يقتصر على طابعه المنكشف لنا، بل إن أخطر مظاهر العنف هو الذي يتم عبر السطور في الخفاء في كل مظاهر حياتنا اليومية ويتم السكوت عنه. بمعنى أننا أمام نوعين من العنف عنف مادي يمارس إكراها ته المؤلمة على الجسد، وعنف معنوي يمارس على شخص الإنسان ويمس بكرامته. أليس هناك من مخرج فهل استعمال اللغة واعتماد الحوار قد يجعلنا نأمل في التخلي عن اللجوء إلى العنف؟ يبدو أن الخطاب بدوره حتى في أشكاله الأكثر عقلانية يمكن أن يكون قاتلا وإرهابا. فهناك عنف حين يكون الخطاب محتكرا و مغلقا يستعمل لخدمة مصالح البعض و مشحون بالانفعالات(الغضب، الكراهية و الحقد). مهما كان الأمر فما يزرعه المجتمع يحصده الفرد. فمبررات العنف موجود داخل كل واحد منا، داخل المجتمع والدولة، ولا يهم هل هو فطرى أم مكتسب بل أن نواجهه في كل مناحي حياتنا. الدينية، النفسية، الاقتصادية، التاريخية، السياسية، إنها تغذي بعضها البعض. فإذا كانت الدولة المعاصرة تحتكر وحدها مشروعية استعمال العنف المادي كما ذهب إلى ذلك ماكس فيبر ، فهي دولة مطالبة بأن تكون دولة للحق و القانون، تخضع لمنظومة قيم إنسانية كونية وليس لإكراهات الأخلاق الاجتماعية، أو لإكراهات الواقع. و الطارئ بكل تأكيد هو العمل من أجل التحرر من العادات المدمرة حتى وإن كانت الحياة تقتضي قمع الغرائز، فتجنب تدمير أكبر من طرف المؤسسات هو حيوي بالنسبة للأشخاص. فأشكال العنف متعددة لكن ما أسبابها؟ الجهل و التعطش و الغضب تغذي الخلافات و عدم الإتفاق بين البشر، بين الدول وبين الديانات. يجب أن يتحلى الشخص بشجاعة أكبر لكي لا يكون عنيفا من ما يجب عليه لكي يتقبل العنف. فمن أين يمكن أن نستمد هذه الشجاعة، هذه القوة وهذه الفضيلة؟ إنها داخل كل واحد منا، في وعينا بتداخل استقلالنا، بل وفي المساواة بين جميع البشر على اختلاف عقائدهم و جنسهم، وفي الاعتراف بالحق في الاختلاف. 1)فالوعي بمبدأ الإرتباط في الوجود الإنساني يسمح بالتخلي عن العنف. 2)الوعي بالاستقلالية تسمح ب الإفلاة من تبسيط العلاقات التي هي من نوع: أنا على حق والآخر خاطئ. فهذا النوع من الوعي يجعل التفكير الموضوعي ممكنا فيما يخص العلاقات الإنسانية، وتوجه نحو أن يتحمل كل طرف مسؤوليته. وراء الجهل، التعطش و الغضب يختفي الخوف من التهديد الذي بتواطئه مع الكسل في عدم الرغبة في بذل المجهود المضني من أجل التلاقي و التوافق هو الذي ينتج و يشجع علاقات الهيمنة. فقط صيرورة تربوية ثورية داخل كل انسان منفتحة على الوعي بحق الجميع في الكرامة هو الشرط الذي يسمح باحترام حقوق الإنسان في فضاء ديموقراطي.(يجب قتل كل رغبة في القتل) سيكون تأكيدا لقوة أصيلة وقاهرة التي تساهم في إقامة نظام إنقاذ " “soft : فالحوار له سلطة صلبة سلطوية و موجه. بالنسبة للسؤال : ماهو طريق السلام؟ فالجواب الذي قدمه غاندي " السلام هو الطريق". | |
|