النص:
”
يعتبر أغلب الفلاسفة وعلماء اللاهوت، أن دراسة الوظائف العليا للدماغ مجال
من مجالات اختصاصهم، ويصرون بقوة على ذلك؛ ولاسيما وأن الوظائف الدماغية
لم تخضع بعد للتحليل العلمي الدقيق. وليس في هذا الأمر ما يقلقني، لأن هذه
الوظائف الدماغية ستصبح، عاجلا
أو آجلا، موضوعا للبحث العلمي؛ بل إن ما يقلقني هوالمجهود الجبار الذي يجب بذله للابتعاد عن الخطابات الأدبية حول الموضوع.
من
الطبيعي، بالنسبة لي وباعتباري عالم بيولوجيا الأعصاب، أن أعتبر كل نشاط
عقلي، كيفما كان، سواء كان تفكيرا، أو اتخاذا لقرار، أو انفعالا، أو شعورا
أو وعيا بالذات، عبارة عن نشاط عصبي مشروط فزيولوجيا، بحيث تكون خلايا
عصبية محددة، هي التي تستجيب، أولا، لمنبهات خارجية. وقد أذهب أبعد من هذا،
فأقول: ليس النشاط العقلي سوى النشاط العصبي… وتؤكد العديد من نتائج
التجارب النفسية- الفيزيائية على الطابع المادي للصور العقلية. لهذا فإن
فرضيتنا تقول: إن الصور العقلية هي موضوعات مادية محددة بفضل “خريطة”
دينامية للخلايا العصبية وللسيالات* العصبية التي تغذيها وتسري داخلها”.
————————-
*السيالات العصبية: تيار عصبي كهربائي ينقل إشارة من خلية عصبية إلى أخرى تتضمن رسالة
الأسئلة:
1- كيف يمكن تحديد مفهوم الوعي انطلاقا من النص ؟ (4ن)
2- حدد، انطلاقا من النص، علاقة الدماغ بالوعي. (4ن)
3- استخرج الأساليب الحجاجية الواردة في النص، وبين مضامينها. (5ن)
4- من خلال النص ومما درسته، أجب عن السؤال التالي:
هل الإدراكات الحسية شرط ضروري لتشكل الوعي ؟ (7ن)
الأستاذ محمد الشبة