تاريخ الرياضة
المقدمة :
قبل ثلاثة قرون , نادى الفيلسوف الاغريقي كومبينوس بالمثل العليا التي تتضمن العلاقة بين السلام والتربية بالدور الذي يمكن أن يلعبه ( المعلم ) في تحسين العلاقات بين الدويلات , والرياضة كجزء من التربية العامة , لعبت في الماضي دورا بارزا في تحقيق السلام وتحسين العلاقات بين الشعوب والأمم وخير دليل على ذلك عقد اتفاقيات الهدنة بين الشعوب المتحاربه عند حلول موعد اقامه الدورات الأولمبية القديمه في عهد الاغريق . الا ان الروح الرياضية التي كانت سائده لدى الشعوب القديمة لم تترك اثارها الايجابيه في نفوس الرياضيين والقائمين على الاداره الرياضيه المعاصرة كما ان روح المحبة والتسامح التي كانت المثل الأعلى للرياضي لم يعد لها وجود حقيقي في ملاعبنا اليوم وحل محلها الصدام والخصام احيانا والعدوان حينا اخر حتى اصبح من مظاهر الرياضة الحديثه ( الشغب ) . ويؤكد المؤرخون والباحثون ان من اسباب ظهور السمات السلبية في الملاعب الرياضية المعاصرة هي تسييس الرياضة , وأن استغلال الملاعب الرياضيه لتحقيق اهداف سياسيه هو سبب رئيس من الاسباب التي ادت إلى تحول الساحة الرياضيه إلى مسرح للصراعات الايدولوجية والفكرية وخير دليل على ذلك مقاطعة الولايات المتحده الامريكية مع بعض الدول الاوروبية للدورة الاولمبية الثانيه والعشرين في موسكو عام 1980 والمقاطعة المضادة لروسيا وبعض دول اوروبا الشرقية للدوره الاولمبية الثالثة والعشرين في لوس انجلوس عام 1984 . تسييس الرياضة عامة , والتمييز العنصري في الدورات الاولمبية خاصة قديم قدم الالعاب الاولمبية الحديثة ففي الدورة الخامسة في ستكهولم عام 1912 تم شطب احد الأبطال الامريكان لا لشيء الا لأنه من الهنود الحمر وهتلر النازي غادر منصة ستاد برلين عندما سجل الامريكي الزنجي ( جونسون ) رقما عالميا جديدا في الوثب العالي , وامتنع عن مصافحه البطل الاولمبي الاسطوري جيسي اونيزا الزنجي الامريكي . يكاد لا يمر حدث رياضي بين فريقين من دولتين أو اكثر دون ان تقحم السياسة بطريقة او اخرى فيه وإن ما نشاهده اليوم من انسحاب او مقاطعة الدول لدوره بطولة رياضية يكون سببه الرئيسي موقف سياسي
سياسة التربية البدنية في المجتمع البدائي :
على الرغم من الصعوبات الكثيرة التي واجهها المؤرخون في مجالات البحث التاريخي كي يتمكنو من اعطائنا صورة واضحة وذلك من خلال المخلفات الحجريه التي اصبحت فيما بعد دليلا يعطي صوره جزئية عن حياته . كانت الاغراض الرئيسية للتربيه البدنية في المجتمع البدائي هي تنمية الكفاية البدنية اولا , ثم تقوية روح العضوية والمشاركة داخل العشيرة ثانيا ثم توفير عنصر الترويح ثالثا . إن قسوة الحياه اليوميه والبيئة الطبيعية تجبر الانسان البدائي ان يمتاز بالكفاية البدنية للحفاظ على مقدرته لتنميه جسم يوفر له امكانية تحمل شدة العراء والاعباء الملقاة علية . ثم التصدي للاعداء المحيطين به , والقيام بتوفير غذائه من خلال حملات الصيد . وهذة الصفات كانت لا بد منها للانسان القديم وكانت اكثر ضرورة للانسان الذي يعيش في القرن العشرين , كما ان بقاء العشيرة كان يعتمد على تمتع اعضائها بصفات بدنية ممتازة كالقوة والرشاقة والسرعة , وقد كانت العشيرة تشجع الاطفال في الاهتمام بالكفاية البدنية لانهم كانوا يعتبرونها وسيلة لضمان فرص البقاء . لقد استغل قادة القبائل الالعاب والرقصات الجماعية لتنمية روح الجماعة والوعي الجماعي , كما كان الانسان البدائي يمارس الوانا من النشاطات المختلفه لاغراض ترويحية على الرغم من انها كانت حرفا جديدة تؤدي يوميا كما انه كان يسعى لخلق لحظات للراحة عن طريق الرقص واللعب . وكانت التربية عملية يتولاها الوالدان وعلى الطفل ان يقلد والدة في رمي الحربة وتعلم بعض النشاطات البدنية التي تؤهله لمقاومة ظروف الحياة وصعوبتها وعلى الرغم من هذا كانت الطبيعة هي المدرسة الوحيدة لتربية المجتمع الاول . فالاشجار كانت تستخدم للتسلق والانهار للسباحة والارض بكافة اشكالها للقفز . وكان الطفل يتربى على هذة السياسة منذ طفولته , إذ كانت للعب اهمية كبرى في حياة الانسان الفطري واستغلت التجارب التي يتيحها اللعب للطفل لإعداده لتحمل مسؤوليات البالغين وبصفة خاصة العاب المحاكاة التي تحتل جانبا كبيرا من نشاط الصغار في البيئات الفطرية التي تعيش حاليا اذ يلهون كثيرا بتخيل ممارسة الصيد والعبادة وصيد الاسماك وصناعة الاسلحة , اضافة للقيام بالاعمال المنزلية , فضلا عن الاشتراك في عدد كبير من العاب القوة والعاب الكرة والمضرب , والمبارزة والسباحة والتجديف . وهكذا كانت تتجه سياسة المجتمع البدائي نحو التربية البدنية وقد احتلت هذة السياسة مكانا هاما بين افراد المجتمع البدائي لان طبيعة البيئة كانت تتطلب عدم اهمال اللياقة البدنية للفرد الذي كان مجبرا على ان يوفر لنفسه جسما قويا مقتدرا حتى يتمكن من حفظ وجوده والحصول على عيشه , وحتى يتمكن من حماية نفسه واسرته من خطر عدوه انسانا كان ام حيوانا .
سياسة التربية البدنية في الشرق :
انتقل الانسان من حالته البدائية إلى مختلف بقاع الارض وقد كانت دول الشرق ضمن البقاع التي تمكن سكانها من الوصول إلى مستوى حضاري مرموق , فقد تمكن السكان من خلق مجتمعات اكثر استقرارا وابتعدوا عن عاداتهم في الترحال وتمكنوا منان يكسبوا وسائل افضل للتغلب على الطبيعة وتمكنوا من صناعة ادواتهم واسلحتهم المختلفة وقد رافق هذا التعقيد في حياتهم الاقتصادية , وقد ظهرت طوائف وطبقات كثيرة مما ادى إلى اختلاف في مظاهر التربية , فالتربية العليا كانت تلقن فقط لرجال الحرب والدين اما الطبقه العامة فقد ابتعدوا عن التعلم . والمبدأ السياسي الذي كان سائدا عند الثقافات الشرقية بشكل عام هو ان الطبقة الحاكمة تعمل جاهدة للمحافظة على التقاليد والعادات العامة للمجتمع , وتعمل على عدم تشجيع الميول الفردية والاقتناع بحياتهم الراهنة وقد استغلت الطبقة المتحكمة هذا لتدريب الاطفال على اساليب الحياة ومنع أي محاولة للانحراف عن الطرق المرسومة لذلك والتوجه نحو بلورة الحياة عند الطفل في العمل الجماعي والابتعاد عن الفردية .
سياسة التربية البدنية في الصين :
اخذت التربية في الصين تتجه الى الاهتمام بالعقل والجسم للطفل ومن خلال مراحل الدراسة والاختبار يتم اختيار افضل الناس فاعلية ولياقة ليصبحوا قاده الدولة , فان الصينيين يعتمدون على قدرة الفرد ولياقته , لان القائد اذا لم يكن صاحب لياقة بدنية ممتازة , فانه باعتقادهم لن يتمكن من قيادة الدولة . وقد كان اختيار الموظف الحكومي يتم على اساس لياقتة البدنية ومقدرتة ومهاراته في اللعب على السلالم الموسيقية والرماية وركوب الخيل اضافه إلى القراءة .
اما اختبارات الخدمة العسكرية فكانت تشمل تمرينات بدنية مثل رفع الاثقال وشد القوس واستخدام السيف والمصارعة والملاكمة وكرة القدم .
وقد كانت الضرورة احيانا تدعو الصينيين إلى العناية بالناحية البدنية لزيادة قدراتهم الحربية على الرغم من انهم لم يهتموا بهذا الجانب كباقي الشعوب الاخرى , ولا سيما انهم كانو ينظرون إلى الواجب العسكري على انه عمل من اعمال الشيطان لا من اعمال الوطنية . فالصينيون بطبيعتهم الجغرافية شعب هاديء عملت الطبيعة على حمايتهم من هجوم الاخرين ولم تتولد عندهم الرغبة في التغلب على الغير .
كان الصينيون يمارسون التدريبات الخفيفة لتكسبهم القدرة البدنية الازمة للعمل اليومي فقط , كما كانوا يرون ان المرض مصدرة الخمول الحركي للجسم , ولكي تطول الحياة البشرية كانوا يلجأون إلى استخدام التمرينات العلاجية الخفيفة . وكانت الضرورة احيانا تدعو الصينيين إلى العناية بالناحية الجمالية عند التعبير الحركي في اقامة شعائرهم الدينية , كما كان الرقص والموسيقى من المهارات الاساسية التي كانت تعلم للشباب من الاثرياء . وكان الرقص من الأسس الهامة التي كانت تتبع ابان الحكم الاقطاعي للحكم على شخصية الفرد , أما الرقصات فكانت تتميز بطابع هجومي , دفاعي , وتعبير صامت
سياسة التربية البدنية في الهند :
لم تكن فلسفة الهنود الدينية تقر النشاط البدني , لا سيما ان الزهد في الحياة كان يتعارض مباشرة مع الأحتفاظ بالصحة والحيوية البدنية وعلى الرغم من ذلك فان التربية البدنية لم تكن مهملة اهمالا كليا بل كانت مقتصرة على فئة محدودة من الشعب . فقد اختصت بها الفتيات الرقصات وطبقه المحاربين مع ان الروح العسكرية لم تكن من السمات المميزة للهنود بسبب حاجتهم الى القيام بالاحتفالات الدينية لان بعض الرقصات اصبحت جزءا من شعائرهم الدينية وان الهدف الرئيسي كان دينيا بحتا . وللحصول على القوة الخارقة قام اولئك الزاهدون القدماء باتباع نظام للتربية البدنية والعقلية يرمي الى ربط الحس والجسم والعقل في اطار واحد (اليوجا ) وكانوا عادة من اللذين يتمتعون بامتيازات خاصة , ومن بين تدريباتهم التزام الصمت والتعرض لتحمل اقصى درجات الحرارة والبرودة والاحتفاظ باوضاع مؤلمة للجسم .
سياسة التربية البدنية في بلاد فارس :
نشأ الشعب الفارسي على الصبغة الحربية الى درجة جعلتة يستولي على الكثير من المناطق المحيطه به ليكون الامبراطورية الفارسية العظيمة . وقد المت بفارس بعد ذلك نكبات وهزائم حطمت عظمتهم على يد الاسكندر الاكبر الذي اخضع تلك البلاد لحكمه عام (331 ق . م ) ومع ان الفرس اعتقدوا بوجود اله واحد خالق للجميع الا انهم امنوا بحتمية الحرب الى جانب النواحي الخلقية والروحية التي امتازت بها ديانتهم . وقد اتخذوا من تدريب الطبقة الحربية وسيلة للمحافظة على المؤسسات والمنظمات الحكومية حتى تصبح هيئات لها فاعليتها في المحافظة على قوة البلاد وتوسيعها . ولما كان الجيش هو الاداة الوحيدة لتحقيق مطامعهم لغزو الشعوب المحيطة بهم والسيطرة عليها , فقد حظي التدريب البدني للشباب بالاهتمام الاول , وبينما اعتبر العلماء الروحيون في الهند التدريب البدني عارا مشينا يلحق بهم , اشتمل الطابع الرياضي العام المتبع , حسب رواية هيردوت على ثلاث مراحل هي : ركوب الخيل , واستخدام القوس والنشاب وقول الدق , وذلك في المرحلة من سن الخامسة وحتى العشرين وكان الشباب يبدأون تمريناتهم قبل شروق الشمس بممارسة الجري ورمي الحجارة بالمقلاع ورمي الرمح وكانوا يتحملون اقصى درجات الحرارة والمشي لمسافات طويلة . كما كانوا يدربون على عبور الانهار دون تبتل الاسلحة التي يحملونها , والنوم في العراء , والتدريب على ركوب الخيل والنزول عنها بأقصى سرعة . وهذا البرنامج القاسي الذي كان يعطي الشباب الفارسي لعرض الاداء والسيطرة على بلاد الاخرين المجاورين لهم كان يعتمد على قدرة لياقتهم البدنية في الوصول لهذه الاهداف العدائية لذا كان الفرس يستخدمون النشاط البدني جزءا هاما من سياستهم لتوسيع امبراطوريتهم , هذه التعاليم لم تكن فقط في المجال النظري بل كان الشباب الفارسي يشارك ميدانيا في تطبيق الدراسة النظرية التحليلة , حيث كان الاولاد ابتداء من سن السابعة يعتبرون ملكا للدولة ويستمرون في خدمتهم حتى بلوغ سن التفاعد في الخدمة العسكرية , وهذا اول مثال معروف في التاريخ على سيطرة الحكومة على التربية وتوجيهها في سبيل عظمة الدولة ومجدها , بعد ذلك كان الاولاد يتلقون المباديء الاساسية للتدريب العسكري والبدني كي يتمكن من القيام بواجباته الحربية .
سياسة التربية البدنية عند الأغريق :
كانت التربية البدنية عند الاغريق جزءا حيويا من نظام التربية الاغريقية التي تهدف الى تنمية قوى الفرد من النواحي كافة لكي يصبح الفرد مواطنا مستعدا لخدمة امته . من هنا كانت التربية البدنية الاغريقية عاملا مهما في لياقه الشعب وحيويته, وقد اتخذها الاغريق وسيلة لاكتساب الصحة والقوة البدنية وتنمية الثقة بالنفس . ان اكثر المهتمين في دراسة التربية البدنية عند الاغريق يؤكدون على ان (جميع المهرجانات الرياضية اليونانية عي عبارة عن احتفالات جنائزية تقام في ذكرى الابطال ) وهذا يعني ان الاغريق كانو يسخرون الرياضة لاظهار مفهوم الهيبه , كما عكسته حروبهم مع غيرهم . ومفهوم الهيبة يتم ايضا في عصرنا الحاضر من خلال المشاركة في الالعاب الاولمبية والعروض العسكرية . فقد كان الغرض الاساسي للتربية البدنية هو العمل على تكوين جيش قوي قدير . فحياة الفرد في اسبارطة كانت للمجتمع وكان الفرد تابعا للدولة وخاضعا لها ومطالبا بالدفاع عنها ضد كل اعدائها . كما كانت النساء ايضا مطالبات بأن يكن في لياقة بدنية مناسبة فكان المعتقد بان الام التي تمتلك صحة جيدة تلد اطفالا اصحاء اقوياء مما يعمل بدوره على تقويه الدولة . وكانت العادة في اسبارطة تحتم ترك الاطفال حديثي الولادة اذا كان بهم نقص او كانوا ضعفاء , على جبل ( تايجيتينيوس ) ليموتوا فالاطفال الاقوياء ذوو الحيوية العالية فقط هم الذين كانت اسبارطة الحربية ترحب بهم , وقيل ان الامهات كن يغسلن اطفالهن بالنبيذ ليختبرن اجسامهم ولاعدادهم للتجارب والمحن المرتقبة وكان الطفل لا يسمح له بالبقاء في المنزل الا في السنوات الست الاولى من حياتة فقط , ثم يطالب بعيد ذلك بالانتقال الى الثكنات العامة والدخول في نظام التدريب العام الاجباري , وهذا النظام كان يضمن لاسبارطه جيشا قويا لا يمكن ان يفوقه جيش اخر اما في اثينا فكان الوضع مختلفا تماما , ففيها كانت الحياة الديمقراطية مزدهرة وظهرت اثار ذلك الازدهار على اغراض التربية البدنية , فأهل اثينا كلهم مارسوا النشاط البدني لتنمية وتقوية اجسامهم لما في ذلك من قيم جمالية ولكي يتمتعوا بحياة اكثر رفاها . وكانت التربية المثالية الاثينية هي الحصول على توازن مناسب في النواحي المعنوية والعقلية والجمالية .لفد كانت ( اولمبيا ) كعبه الاغريق وارضهم المقدسة وكانت مسرح الالعاب الاولمبية فضلا عما كان لها من اهمية سياسية وقد اصبحت مع الايام مركزا لحلف ديني مقدس يضم شعوب غرب شبه جزيرة المورة . وهكذا اصبحت اولمبيا مقرا مقدسا وحرما لجامعة الشعوب الاغريقية وفي صعيدها التقت اراؤهم وعبثت قواهم الروحية التي اصبحت دعائم للحضارة اليونانية ومنذ قبل ميلاد المسيح بنحو عشرة قرون بدأت تدب في اوصال بلاد الاغريق عوامل التجمع والقومية وكانت على رأس هذه العوامل : الاعياد الدينية والرياضية . كانت الالعاب الاولمبية اول الامر مقصورة على الاغريق الخلص , ثم بدات تفتح ابوابها لسائر الشعوب ولا سيما الرومان الذين لمع ابطالهم في تلك المباريات زمنا طويلا . وبعد ان سلخت الالعاب الاولمبية من عمر الزمن الفين ومائتي متصلة رأي الامبراطور ( ثيودوسيدس ) عام 94 م ان يلغيها لما كان يصحبها من طقوس وشعائر لا يقرها الدين المسيحي . وعلى الرغم من ولع الاغريق الشديد بحب الرياضة فانهم لم يكونوا عمالقه في الاجسام كما يظن , ولم تكن القوة الجسمانية المجردة او الضخامة لتستهويهم بالنسبة للجسم البشري اا من ناحية الفن اذ لم يكن لهم طول الجسم ولا العضلات نامية بل قاموا بالتركيز على الموازنة في ممارسة النشاط اكثر من الاهتمام بالتكوين العضلي الضخم فقاموا غيرهم من الشعوب التي عاشت في ايامهم من حيث تقديرهم لجمال الجسم وتقديس تلك الهبة . فلقد قال افلاطون الفيلسوف الاغريقي واحد ابطال الالعاب الاولمبية القديمة ( الرياضه توصل المرء الى دور الكمال الادبي ) وكذلك اوصى افلاطون بوضع الرجل الصالح في مكانه الصحيح فلا يتولى الحكم الحمقى من غير ذوي الاستعداد للحياة العقلية والبدنية
من هذا يتضح لنا ان افلاطون اعطى اهتماما كبيرا لقائد الدوله الذي يجب ان يمتاز بلياقة بدنية ممتازة كي يتمكنوا من ادارة البلاد بحيوية ونشاط . كما قال بان الدول قد سارت قبل كل شيء في العناية بالطفولة لان مستقبل الامة يقوم على اكتاف الطفل القوي الذي ينشأ نشأة صحيحة من كل وجة
سياسة التربية البدنية في العصر المسيحي :
لقد كانت السياسة التربوية المسيحية في العصور الوسطى تتسم بالسمو والوضوح وهدفها اعداد الفرد في ظل الايمان باله المقدس وايجاد علاقات انسانية بين الافراد , وقد ركز الدين المسيحي في الفترة الاولى من القرون الوسطى على الجوانب الروحية وايجاد مثل تربوية وخلقية لذا نجد اكثرية رجال الدين المسيحي قد عارضوا التربية البدينة الا القليل منهم امثال ( كليمنت ) الاسكندري , الذي كانت له افكار واراء فلسفية لذا نجدة قد حاول ان يوازن بين الفلسفه الاغريقية والتعاليم الدينية وذلك لاعتقادة بان التمرينات الرياضية والالعاب المختلفة ذات فاوئد صحية , ورغم ذلك نجد ان السياسة التي نهجتها الكنيسة في هذا المجال هي ابعاد كل ما له صله بالرياضة البدنية من وسائلها التربيوية والتعليميه واسباب هذا المعارضه هي :
1- طريقه الالعاب الرومانية الوضيعه والصله ما بين الالعاب الرياضيه والنشاط البدني الروماني والديانه الوثنية والفكرية المهيمنة الخاصة بالاخلاق الشريرة في البدن . لذلك من الطبيعي ان تكون فكرة الرياضة عند المسيحيين متاثرة بالتجارب التي قاسوها في الساحة الرومانية
2- كان رجال الكنيسة قلقين من ناحية دور الانشطة الرياضية على الدين فوجدوها كان بمنزله القيام بتمثيل عباده الامبراطور كما كان يحدث في كثير من الاحتفالات التي اقيمت لشرف الالهة الوثنية وقد احتوت هذه المهرجانات على طقوس دينية وثنية عرف اباء الكنيسة ان لها تاثيرا خطيرا على المسيحية ولذلك حاولو منعها تماما .
3- اعتقادهم بان الجسد اداة للائم والخطيئة لذلك يجب اهمالة والعناية بالنواحي الروحية وكانت صيحة المسيحية في ذلك الحين ( انقذوا ارواحكم ) .
سياسة التربية البدنية في العصر الجاهلي :
تتمثل سياسة التربية البدنية في العصر الجاهلي في اعداد النشيء للمستقبل والتفاعل مع مجتمعه وتعليمه مهن الاباء , واعداده الاعداد البدني وتدربيه على استعمال السلاح وركوب الخيل واساليب الدفاع عن النفس والعشيرة في سبيل الوطن , كما تهدف الى معرفه اسليب الاغاره على الاعداء وفنون القتال والصيد والرمي . اضافه الى ذلك تجري عملية تعويده على الخلق والعادات والتقاليد والمثل السائدة بين افراد قومه وعشيرتة , من هذا يتضح ان للاسره دورا كبيرا في تريبة الطف البدوي وفرض تقاليدها وعاداتها واخلاقها . يمكننا القول ان السياسة العرب الجاهلي هي ممارسة التدريب البدني وذلك لتنمية الكفاية البدنية التي تعتز بها كل العرب بما لدية من قوة وشجاعه ووضع تلك الكفاية البدنية تحت تصرف عشيرتة للدفاع عنها والاغاره على الاعداء اضافه الى الجانب الترويحي من خلال عملية التدريب على استعمال السلاح والصيد والمسابقات التي كانت في ذلك العصر كسباق الخيل والمصارعة والمبارزة والمشي والرماية وغيرها .
سياسة التربية البدنية في العصر الاسلامي :
لقد عني الاسلام بجسم الانسان عناية فائقة بكل قدراته العقلية والنفسية والجسدية وقد حرص الاسلام على التوازن الدائم بينهما , وهذا التوازن يكون بان تؤدى كل قدرة من هذه القدرات الثلاث دورها الصحيح فالعقل يدور في فلك العلم , والنفس تتحرك في افاق العقيدة والسلوك والجسم يبنى بالحماية اليقظة , وكل قدرة تؤثر في غيرها , وتتاثر بها وجميعها تعمل في نطاق هذه النظرية , فيعيش الفرد امنا في نفسه , معافى في بدنه , سالما في عقلة يعطي للاخرين ما يراه له حقا عليهم ويظهر في المجتمع المعنى العملي لقوله صلى الله عليه وسلم ( مثل المؤمنين في توادهم وتعاطفهم وتراحمهم مثل الجسد اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى ) . وقد شدد العلماء المسلمون على عدم ارهاق الانسان بجسمه في سبيل التطور العلمي , وطالبوا باعطاء الجسم فترة راحه وممارسة النشاط الرياضي ليستطيع العقل استيعاب العلوم , كما اكد المربون المسلمون ان طبيعة الطفل لن يكون نشيطا كثير الحركة لان الجسم اذا اخلد الى الراحه واستمر في نعومة العيش ترهل وضعف عن القيام بواجبه , فلا بد اذا من ممارسه الرياضه البدنية , وقد ادرك محمد بن احمد الغزالي شأن معظم المربين المسلمين اهمية اللعب للطفل وحاجته الى النشاط البدني لذلك نصح بالسماح الى الاطفال باللعب بعد الانتهاء من وقت الدروس ( فان منع الصبي عن اللعب وارهاقه الى التعلم دائما يميت قلبه ويبطل ذكائه وينغص عليه العيش ثم ان الرياضة البدنية لا تؤدي دورها الايجابي الصحيح بمعزل عن الاستقامه النفسيه و التفكير العقلي فهذان الاثنان يشكلان القانون الظابط للرياضه البدنية , وبغيرها تصبح الرياضة ضرورة عارمة تهدم كل ما ينتجه العقل وتدمر كل الاسباب التي تساعد على انشاء الاستقامة النفسية في حياة الفرد والجماعة يمكننا القول ان سياسة الاسلام في التربية البدنية دينية ودنيوية لا سيما انهم كانوا يهدفون الى اعداد الفرد لعملي الدنيا والاخرة . وهذا ما اكدته الايات الكريمة التالية :
وجاء في القران الكريم ( وإتبع فيما اتاك الله الدار الاخرة ولا تنسى نصيبك من الدنيا ) وجاء ايضا ( انا خلقنا الانسان في احسن تقويم ) وفي الحديث الشريف : ( اعمل لدنياك كأنك تعيش ابدا واعمل لأخرتك كأنك تموت غدا )
وصدق الشاعر حينما قال :
حيي الرياضة ما استطعت فانها في كل شعب للاخاء شعار
يتفرق الافراد في اهوائهم ولدى الرياضة كلهم اخوان
المصادر والمراجع :
الرياضة في السياسة الدولية