تحليل قصيدة تجديد الرؤيا

شهد الشعرالعربي تحولا بدء بالتيار الإحيائي و مرورا بالاتجاه الوجداني وصولا إلى الشعرالعربي الحديث الذي يعد انعطافة شعرية نحو التجديد ؛نتيجة مجموعة من العواملأسهمتها الأحداث والأزمات السياسية والثقافية و الاجتماعية ،و على رأسها نكبةفلسطين و الانفتاح على أفاق معرفية غربية ؛مما افرز موجة إبداعية تعيد تشكيلالعناصر الفنية و الجمالية بالتوفيق بين الوحدة العضوية والتناسق الموسيقي مع توظيفالانزياح والرموز والأساطيرلتشكيل موضوعات و ر ؤى حضارية وفلسفية جديدة على يد روادأمثال :نازك الملائكة ،بدر شاكر السياب ،محمود درويش…(الختم بكاتب القصيدة) ،وهذاالأخير شاعر( فلسطيني -مصري- مغربي …)له عدة دواوين شعرية منها (اسم الديوان الذيأقتطفت منه القصيدة قيد الدراسة ) والعنوان من الناحية التركيبية (…) ومن الناحيةالدلالية (…) و بربط العنوان ب(الأسطر الشعرية التي لها علاقة بموضوع القصيدة)نفترضأن القصيدة ستتناول تغني الشاعر ب(…).فما هي المضامين التي تدور حولها القصيدة؟وما هي خصائصها الفنية و الى أي حد جسد الشاعر خصائص تجديد الرؤيا في قصيدته؟

الأسئلة المطروحة تقودنا إلى ولوج عالم النص الشعري وتتبع مساراتهومنعرجاته الدلالية ، وأول محطة تستوقفنا بعد قراءة أبيات القصيدة استخلاص مضمونهاالعام الذي يتمحور حول (…) ،وعن هذا المضمون العام تتفرع الوحدات الدلاليةالتالية: (إذا كانت القصيدة تتشكل من مقاطع فيجب استخلاص الوحدات حسب المقاطع وإذاكانت تتشكل من أسطر شعرية يجب تحديد الأسطر التي تجملها الفكرة على الشكل التالي من سطر…إلى السطر…). غير أن الاكتفاء برصد الوحدات الدلالية لا يكفي لكشفبواطن القصيدة و افاقها الفكرية لذلك ننطلق منها لرصد الحقول المعجمية التي تنطويعليها القصيدة وهي تتفرع الى حقلين نجسدهما في الجدول التالي :


…



…

كتابة الألفاظ الموافقة للحقل المعجمي.
ومن خلال أعمدة الجدول يتبين أن الحقل المهيمن هو الحقل الدال على (…) لان الشاعر بصدد التغني ب(…) لذلك فالعلاقة بين الحقلين علاقة (…)،و الألفاظالمجسدة في الجدول تبين أن الشاعر انتقى لغة بسيطة مفهومة صعوبتها تكمن في تركيبعناصرها وهي تبرز توظيف الشاعر لعاطفة متأججة وخيال خصب في إبداع الصورالشعرية ومنها:
*التشبيه في (…).
* المجاز في (…).
*الانزياح في (…).
* الرمز في (…) .
وهذه الصور رغم بساطة ألفاظها تحفل بإحاءات عديدة تدل علىالصدق في الأحاسيس لان منطلقها الذات المنفعلة لذلك فهي تحمل وظيفة تأثيرية لان هدفالشاعر التأثير في المتلقي بالكشف عن مستوى (…) وكلها معاني تدعمها الهيمنة الواضحةللأساليب الخبرية الفعالة في إبراز معاناة الشاعر من حيث نجد : *التأكيد (…)
* النفي(…). …
دون إغفال الأساليب الإنشائية الدالة على الدينامكية و الحركيةحيث نجد:

*النداء(…) .
* الاستفهام(…)…
مع ا الهيمنة الواضحة للجمل الفعلية المؤدية نفس الوظيفةفي (الاسطر…) وبعدها نشد راحلتنا نحو الإيقاع الذي اختاره الشاعر للتعبيرعن عالمه الخاص لتضمينه مختلف عواطفه المتأججة تجاه (…)والذي حرص فيه على تكسيررتابة البنية التقليدية للقصيدة العربية العمودية حيث بناها على الشكل الأفقيالمعتمد الأسطر الشعرية المتفاوتة في الطول و القصر و المنظمة وفق مقاطع شعرية معالتخلي عن صرامة القافية والروي التقليدية بالتنويع فيهما استجابة لتبدل المواقفوتطور العواطف حيث نجد في الروي حروف عديدة (…)أما وزن هذه الأسطر فيقوم على تكرارتفعيلة (…)مع تكسير الوقفة العروضية التي ظلت من الثوابت الإيقاعية في القصيدةالتقليدية فضلا عن تكسير الوقفة الدلالية التي يتوقف فيها تمام المعنى في سطر معينكما نجد في (…). وعلىأما على مستوى الإيقاع الداخلي تستوقفنا خاصيتا التكرار والتوازي حيث نجد (…)
*تكرار الحروف(…).
*تكرار الألفاظ (…).
*تكرار العبارات(…).
أما التوازي التركيبي فنجده (…) وكلها عناصر إيقاعية مكنت منالتنوع والتعدد الموسيقي في إطار الوحدة العضوية للنص.

هكذا زاوج (…)بين التشكيل الإيقاعي الموسيقي والتشكيلالفني التصويري في الخروج بالنص الشعري العربي الحديث من إسار القصيدة القديمةوصرامة عمودها التراثي التقليدي لتحقيق شعرية خاصة مكسرة لبنية القصيدة الفنيةوالجمالية؛ للتعبير عن موضوع موحد على امتداد القصيدة هو(…) .

المصدر: من انجاز الاستاد القدير السيد زايدجرو