تكسير البنية وتجديد الرؤيا
"الشعر الحر"
1-تكسير البنية
واكب الشعر الحر المرحلة التحررية من الاستعمار خصوصا مرحلة التلاتينات والأربعينيات ولذلك سمى بالشعر الحر.
بدأت حركة الشعر الحر على يد الشاعرة العراقية نازك الملائكة فى ديوانها"شظايا ورماد"حيث دعت الى تحطيم القيود الفنية الموروثة.
وقد انطلق الشعر الحر ليكسر رتابة البيت التقليدى وهندسته المعروفة وليعتمد مفهوم السطر الشعرى.
ويعرف الشعر الحر خلاصة ب"تكسير نظام القافية الموحدة والثابتة.
الشاعر بدر شاكر السياب بالاضافة الى نازك الملائكة من رواد حركة الشعر الحر .
وتحدد أسباب ثورة رواد الشعر الحر على القافية فى ثلاثة
1-عدم القدرة على استعمال قافية واحدة.
2-الثورة على القافية تتماشى مع الثورة على نظام البيت
3-الشاعر الحديث مطالب بخلق تعابير جديدة وذلك بتحديد لغته وايقاع عباراته بما يناسب ايقاع العصر ولغته.
اذن فتكسير البنية جاء للثورة على المقاييس القديمة وذلك نتيجة لطبيعة ومتطلبات المرحلة الجديدة.
والتكسير ليس خروجا عن كل القواعد الشعرية القديمة وانما هو تعديل واضافة وتجديد وتطوير لذلك المورووث الفنى.
اذن فخصائص الشعر الحر هى
-الغاء القافية الموحدة.
-الغاء نظام الشطرين وتعويضه بنظام السطر الشعرى.
-وتعدد التفعيلة والغاء وحدة التفعيلة فى البيت.
ومن اهم شعراء ورواد الشعر الحر-تكسير البنية-" نازك الملائكة-محمود درويش-بدر شاكر السياب.
مصطفى المعداوى-وليس هو أحمد المعداوى للتنبيه".
مثال لشعر تكسير البنية
يقول بدر شاكر السياب رحمه الله
أبي.. منه جردتني النساء
وأمي.. طواها الردى المعجل
ومالي من الدهر إلا رضاك
فرحماك فالدهر لا يعدل
والان ننتقل فى حفظ الله ورعايته للمقطع الثانى والاخير من المجزوءة الثانية
2-تجديد الرؤيا
يعبر شعر الرؤيا عن موجة ابداعية جديدة ينفتح فيها الشعراء على عوالم انسانية خصبة فى التعبير عن انفعالاتهم ومعاناتهم وقلقهم الوجودى .
ويدخل شعر تجديد الرؤيا فى اطار الحركية التى يعرفها الشعر العربى الحديث بعد تجاوزه لمرحلتى احياء النموذج وتكسير البنية.
كلمة الرؤيا تعنى فى المعجم مايراه النائم فى نومه.
وفى المجال الشعرى الرؤيا تشكل موقفا جديدا من العالم والأشياء,فهو شعر وجدانى يتجاوز الظاهر الى الباطن .
ففى شعر الرؤيا يعبر الشاعر بلغة غير مألوفة من عالم غير مألوف.
شعر الرؤيا مفعم بالأساطير والرموز التى تجعل النص الشعرى منفتحا على أعماق الذات الانسانية.
من اهم رواد شعر تجديد الرؤيا
"على أحمد سعيد الملقب بأدونيس-أحمد عبد المعطى حجازى-محمد الخمار الكنونى-فدوى طوقان "
أما الخصائص فنفس خصائص شعر تكسير البنية كالغاء القافية
مثال لشعر تجديد الرؤيا
يقول أدونيس
نداء:
أيهاالركبالمنطلقفي
صحارىالأمللايبتسمله
عذبولاتلتفتإليهدرب
عنيمينكهوةالمماتوعن
يساركشقوةالحياةوكل
سيركلياليدكناءلايفتر
بهاثغرولاينشقعنهفجر
كيفوأينتطوف؟
تنبيه
"يسمى بشعر الرؤيا وليس الرؤية".
وفقكم الله
"ان الله فى عون العبد مادام العبد فى عون أخيه"