كانت النية تتجه - حين أخذت في رسم حدود هذا البحث - أن يكون دراسة مبسطة موجزة، ولكن المطلبين: التبسيط والإيجاز قد يقعان في تعارض أحيانا، فالتبسيط مثلا يتطلب القدر اليسير من الأحكام النظرية والقواعد الفكرية، والإكثار من الأمثلة والمقارنات، والإيجاز يعني الاكتفاء بأمثلة قليلة. ثم أن التبسيط في ميدان مثل ميدان الشعر المعاصر ناشب - طواعية - في أنواع مختلفة من الصعوبات، قد يكون غاية في ذاته، حين يراد تقريب هذا الشعر للقراء، ولكن هذا لا يعني أن <عملية> التبسيط سهلة، أو أنها ممكنة في بعض المواقف. ثم أن من يريد أن يكتب بحثا في <اتجاهات> الشعر المعاصر، يحتاج إلى أن يكون بين يديه دراسات عن أفراد الشعراء، وآلا ذهب - كما ذهبت - يدرس كل شاعر على حدة، ليستخلص من تلك الدراسة المطولة بعض الظواهر التي يدرجها تحت عنوان <الاتجاهات>، وهذا يعني أن البحث المبسط قد استغرق جميع الجهد المبذول - والوقت الطويل - في عدد كبير من دراسات غير مبسطة.
بهذا التمهيد نقارب مع الدكتور احسان عباس في مؤلفه اتجاهات الشعر العربي المعاصر مختلف الاتجاهات التي عرفها الشعر العربي الحديث بالتركيز على البعد النفسي والفكري الذي تجسده قصائدة وليس فقط الاقتصار على دراسة الاتجاهات السياسية والقومية وغيرها ...التي تحول النص الشعري حسب رأي الكاتب الى "وثائق" لا تتعدى حدود العرض التاريخي والوصف السطحي لمظاهر لا يعد فن القريض من أهم شواهدها أو وثائقها.
الكتاب يعد حسب رأي الكثير من النقاد الأكثر تميزا من جملة الكتب التي صدرت قبله وبعده في نفس الموضوع ،لما يحمله من خصوصية ومنهجية الا أن هذا الكتاب وحسب الناقد والروائي محمد حور لم يحصل على إجماع الدارسين؛ نتيجة لمواقف إحسان عباس من العديد من قضايا الشعر العربي المعاصر
عموما الكتاب قيم جدا وغني أنصح كل من يريد الاستزادة والمعرفة بمطالعته
لتحميل الكتاب المرجو الضغط على الرابط التالي:
ضع ردا ليظهر الرابط