مقدمـة: المصطلحات
تمثل الولايات المتحدة الأمريكية أول قوة عالمية
في مختلف الميادين.
- فما هي أسس قوتها؟
- وأين تتجلى مظاهر هذه القوة؟
- وما هي المشاكل التي تواجهها؟
І – تجليات القوة الاقتصادية العالمية للولايات المتحدة الأمريكية:
1 ـ في القطاع الفلاحي:
تتنوع المنتوجات الفلاحية بالولايات المتحدة الأمريكية، إذ تحتل المراتب
الأولى في إنتاج الذرة والصويا (المرتبة 1 عالميا) والقطن (المرتبة الثانية)
والقمح (المرتبة الرابعة)، كما تعتبر خزانا للعالم لمادة الحبوب والمصدر الأول
لمجموعة من المنتوجات الفلاحية (الأرز 53 % من الإنتاج موجه للتصدير
القطن 48 % - 44 %).
تختلف مناطق انتشار المزروعات حسب تنوع المناطق المناخية، حيث تنتشر
زراعة القمح بالسهول العليا، أما الذرة والصويا فتزرعان بالسهول الوسطى في
حين تختص المناطق الجنوبية في الزراعات شبه المدارية.
توفر تربية الماشية حوالي 23 % من الإنتاج العالمي للحوم وحوالي 15 %
من إنتاج الحليب وتنتشر تربية خفيفة للأبقار بالمناطق الغربية في حين تتركز تربية
الأبقار الحلوب بالشرق والشمال الشرقي.
2 ـ في القطاع الصناعي:
تتجلى قوة الصناعة الأمريكية في تنوعها ومكانتها العالمية، ويمكن تقسيم
المجالات الصناعية الكبرى بالولايات المتحدة الأمريكية إلى ثلاث مناطق كبرى:
• مناطق الصناعات القديمة بالشمال الشرقي كمينابوليس - شيكاغو- بوسطن
نيويورك...وتختص في الصناعات الثقيلة والميكانيكية.
• مناطق الصناعات الحديثة بالجنوب الشرقي القديم، والتي تحتكر إلى حد كبير
صناعة النسيج وبعض الصناعات الميكانيكية.
• مناطق الصناعات الدقيقة ذات التكنولوجيا العالية بالجهة الغربية، وعلى
رأسها منطقة السيليكون فالي و سايت لايك سيتي وتختص في المعلوميات
والصناعات الفضائية.
تحتل الصناعة الأمريكية المراتب الأولى عالميا في عدة صناعات خاصة الصناعة
الثقيلة والميكانيكية والصناعات الكيماوية، كما تتصدر قائمة المنتجين العالميين في
ميدان الالكترونيات والصناعات الفضائية، بالإضافة إلى منتجات أخرى كالنسيج والمواد
الغذائية والسينما.
عمدت الولايات المتحدة مؤخرا إلى إعادة توطين صناعاتها داخل البلاد، إما بسبب
نفاذ المواد الأولية من بعض المناجم أو بحثا عن اليد العاملة الرخيصة بالحدود مع
المكسيك.
3 ـ التجارة الخارجية:
تعتبر الولايات المتحدة أول قوة تجارية كبرى حيث تبلغ قيمة الاستثمار المباشر
ملايير الدولارات في معظم مناطق العالم (كندا- بريطانيا - اليابان - أمريكا اللاتينية
إفريقيا)، وهي تتربع في قلب النظام الاقتصادي العالمي حيث تنسج علاقات اقتصادية
مع كل الدول تقريبا إذ تبلغ قيمة صادراتها إلى آسيا 160 مليار دولار سنويا ونفس
المبلغ بالنسبة لأوربا الغربية، كما تستورد من عدة مناطق (330 مليار دولار قيمة
وارداتها من آسيا وحدها...)، وبهذا فهي تسيطر على حوالي نصف التجارة العالمية.
ІІ – تتعدد العوامل المفسرة للقوة الاقتصادية للولايات المتحدة الأمريكية:
1 ـ العوامل المفسرة لقوة القطاع الفلاحي والصناعي:
تعود أهمية الفلاحة الأمريكية إلى استفادتها من الظروف الطبيعية الملائمة
(سهول شاسعة - تربة خصبة - تساقطات كافية)، كما أن الفلاحة تستفيد من اندماجها
مع باقي القطاعات الاقتصادية الأخرى، حيث تكون معها قطاعا اقتصاديا مركبا يسمى
أكريبيزنس، ومن استعمال التقنيات الحديثة والبحث العلمي ومن ضخامة الاستثمارات
المالية.
تعتبر الولايات المتحدة الأمريكية أول قوة صناعية في العالم بفضل ما يتوفر لها من
ثروات طبيعية هائلة معدنية كانت أم طاقية، بالإضافة إلى رؤوس أموال ضخمة، كما أن
الصناعة تستفيد من نتائج البحث العلمي لتطوير الصناعات الدقيقة، والتي تعتبر منطقة
السيليكون فالي أهم مراكزها.
2 ـ النشاط التجاري والجانب التنظيمي:
يستفيد النشاط التجاري من كثافة وسائل المواصلات، حيث تتوفر البلاد على شبكة
مهمة من المواصلات البرية (420 ألف كلم من السكك الحديدية وست ملايين كلم من
الطرق البرية بالإضافة إلى 80 ألف كلم من الطرق السيارة)، كما توجد مطارات ضخمة
حديثة و 850 ألف كلم من الأنابيب وكذلك خطوط الهاتف والأنترنيت.
يعد التنظيم الرأسمالي عاملا أساسيا عاملا أساسيا لتفسير القوة الاقتصادية للولايات
المتحدة وهو يستند على مبدأين أساسيين: مبادئ رأسمالية عامة (روح المبادرة الفردية،
الملكية الخاصة والمنافسة الحرة) واعتماد عقلية المقاولة باعتبارها ترجمة عملية لمبادئ
الرأسمالية.
ІІІ – يعاني الاقتصاد الأمريكي من عدة مشاكل:
1 ـ المشاكل الطبيعية والبيئية:
تعاني العديد من مناطق الولايات المتحدة الأمريكية من قساوة الظروف الطبيعية
وتوالي الكوارث حيث يتعرض الجنوب الشرقي باستمرار لأعاصير قوية تكلف خسائر
بشرية ومادية كبيرة، كما أن غربها مهدد بقوة الزلازل حيث يمر خط الزلازل بسواحلها
الغربية.
نظرا للاستغلال المفرط واللاعقلاني لخيراتها الطبيعية، فإن الولايات المتحدة تعاني
من كوارث بيئية عديدة، تتمثل في تلوث مياه الأنهار، وتدفق الأمطار الحمضية بالإضافة إلى
زحف التصحر والتعرية.
2 ـ المشاكل الاقتصادية والاجتماعية:
يعاني الاقتصاد الأمريكي من مشاكل اقتصادية كثيرة، حيث تعرض في السنوات الأخيرة
لمنافسة قوية من طرف اليابان والاتحاد الأوربي، ومؤخرا من طرف المنتوجات الصينية، كما
أن العديد من منتوجاته الفلاحية والصناعية تعاني من فائض كبير في الإنتاج مما انعكس على
الميزان التجاري الذي أصبح يعاني من عجز كبير بسبب الخلل بين قيمة الصادرات وقيمة
الواردات، فتأثرت قيمة العملة ($).
أثرت الأزمة الاقتصادية على المجتمع الأمريكي الذي أصبح يعاني من البطالة وارتفاع
عتبة الفقر والحرمان من التغطية الصحية والاجتماعية.
خاتمـة:
رغم المعيقات التي تواجه الاقتصاد الأمريكي، فإن الولايات المتحد الأمريكية
مازالت تعتبر أول قوة اقتصادية في العالم.