جذور القضية الفلسطينية :
ارتبطت نشأة الصهيونية كحركة سياسية قامت على المبدأين القومي و الديني عن طريق استغلال اليهودية كديانة لإنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين.و يعتبر "هرتزل" اكبر أقطابها، نشأة في مدينة "بال"1897 عندما انعقد أول مؤتمر صهيوني و أعلن عن تأسيس المنظمة الصهيونية العالمية بمختلف أجهزتها كأداة للتهييء للحلم الصهيوني، وتقوت الحركة باستفادتها من التحالف مع الامبريالية و الذي تجسد في ظروف ح.ع.1 بإصدار وعد بلفور، كما استفادت لتحقيق أهدافها من الانتداب البريطاني على فلسطين الذي هيأ لها الشروط الملائمة للتمركز في فلسطين .
أشكال التمركز الصهيوني في فلسطين :
تحت راية الانتداب البريطاني و بفعل جهود المنظمة الصهيونية العالمية اشتد التمركز الصهيوني في فلسطين في فترة ما بين الحربين واتخذ عدة أشكال : تدفق الهجرة اليهودية، تزايد المستوطنات، تزايد الاستثمارات اليهودية،وكذلك تنوعت الامتيازات التي كانت سلطات الانتداب تقدمها للصهاينة بما فيها توليها مسؤولية قمع المقاومة الفلسطينية .
موقف الفلسطينيين من الانتداب و التمركز الصهيوني :
اقتصرت ردود الفعل الفلسطينية في البداية على مقاومة الاستيطان الصهيوني و بعدما تأكد دعم الانتداب له توسعت المقاومة الفلسطينية لتطال الاستعمار الانجليزي ومرت من مقاومة سياسية إلى مقاومة مسلحة وتعتبر ثورة البراق1929 و ثورة عز الدين القسام1935 و الثورة الفلسطينية الكبرى1936- 1939 أهم نماذجها، و كانت بريطانيا تواجه هذه المقاومة بمختلف أشكال القمع العسكري عن طريق قواتها أو الميلشيات العسكرية اليهودية (الهاغانا) ، و الإداري ن طريق إصدار كتب بيضاء تتناور فيها على طموحات الفلسطينيين للتخفيف من مفعول مقاومتهم، و في إطار الكتاب الأبيض لسنة1939 قررت بريطانيا تقسيم فلسطين إلى دولتين، و على هذا الوضع ضلت القضية الفلسطينية إلى ظروف قيام ح.ع.2 لتدخل بعدها منعطفات جديدة .