الشرقاوي وافق
منهجية الإنشاء الفلسفي 613623
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا منهجية الإنشاء الفلسفي 829894
ادارة المنتدي منهجية الإنشاء الفلسفي 103798
الشرقاوي وافق
منهجية الإنشاء الفلسفي 613623
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا منهجية الإنشاء الفلسفي 829894
ادارة المنتدي منهجية الإنشاء الفلسفي 103798
الشرقاوي وافق
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 منهجية الإنشاء الفلسفي

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin
Admin
Admin


ذكر عدد المساهمات : 34923
نقاط : 160659
السٌّمعَة : 1074
تاريخ التسجيل : 14/05/2009
الموقع : http://www.autoformer.net/

منهجية الإنشاء الفلسفي Empty
مُساهمةموضوع: منهجية الإنشاء الفلسفي   منهجية الإنشاء الفلسفي Dc3srhibiyuaw8ppyxj6الأحد أغسطس 28 2011, 04:30

النص للتحليل والمناقشة
ملاحظة وتنبيه: هذه توجيهات ونماذج للإستئناس والإقتداء، وليست أبدا أبدا للإستعمال الحرفي !!


تمهيد: ليست الفلسفة أو بالأحرى الكتابة
الإنشائية الفلسفية سوى تعبير عن الحس السليم وممارسة له، بما يمليه هذا
الحس من ضرورة الإنسجام، وملاءمة الجواب للسؤال، الإلتزام بالموضوع أو
الإشكال وعدم الخروج عليه، التدرج، عدم التناقض، الحرص على دقة المعلومات،
الوعي بالهدف ومتابعته....
غير أن الإنشاء الفلسفي - بمقدمته وعرضه وخاتمته- ليس سوى المرحلة
النهائية المكتملة لسيرورة تبدأ بالقراءة المتمعنة والمتأنية للنص، تعقبها
مرحلة إعدادية نكرسها للبحث عن المعلومات الملائمة وعن الشكل الأنسب
لتنظيم هذه المعلومات أي التصميم.
ولعل بعض أسباب فشل الكتابة الإنشائية يرجع إلى سوء إنجاز المرحلة
الإعدادية أحيانا أو عدم إنجازها بالمرة أحيانا أخرى. وفيما يلي تعليمات
وخطوات تبسيطية على شكل أسئلة موجهة تستهدف المساعدة على إنجاح هذه
المرحلة الإعدادية التي يتوقف عليها نجاح إنشائنا الفلسفي أثناء التحرير
النهائي.



النص للتحليل والمناقشة

تعليمات وخطوات تبسيطية على شكل أسئلة موجهة للمساعدة في الإعداد الأولي للموضوع



المقدمة:





ماوظيفتها؟


وظيفتها التمهيد للموضوع وتبرير وجوده
أو الإعلان عنه. وبما أن كل تفكيرفلسفي ينطلق من إشكالية ما يحاول كشف
أبعادها ونتائجها أو يحاول إعادة صياغتها أو اقتراح سبيل أو سبل
لمعالجتها، فإن المقدمة هي محل الطرح الإشكالي، ولكن الحس السليم يعلمنا
أيضا أنه لايمكن الشروع مباشرة بطرح السؤال أو الإشكال، فلابد من نوع من
التمهيد يأخد بالقارئ تدريجيا إلى الإشكال. وعليه فالمقدمة تتضمن شقين
مترابطين:



**التمهيد( للإشكال) ثم



**التعبير عن هذا الإشكال وصياغته وطرحه:



تعليمات مساعدة : لتحديد اشكالية النص، يمكن أن نطرح على أتفسنا السؤال التالي:


- ماهو السؤال أو الإشكال الذي يعتبر النص بمثابة جواب عليه أو معالجة له؟
بالجواب على هذا السؤال، أحدد السؤال المركزي الذي سأطرحه في آخر المقدمة وكذا الأسئلة المتفرعة عنه.


حسنا، ولكن كيف أمهد له الآن وأِؤطره؟



تعليمات مساعدة: (لصياغة التمهيد):


لإنجاز التمهيد، علينا أولا أن نطرح على أنفسنا أحد الأسئلة التالية:

- ماهو موضوع النص؟



- أو ماهو المجال أو القضية التي يتحرك ضمنها النص؟



- أو ماهو المفهوم أو المفاهيم الأساسية التي يتمحور حولها النص؟



بالجواب على أحد هذه الأسئلة أحدد الإطار العام للنص الذي ينبغي الآن أن "أنسجه" ضمن تمهيد مناسب، بأحد الأساليب التالية:





ا- التأطير النظري أو الإشكالي أو التاريخي (تاريخ الفلسفة بالطبع) لقضية النص:


مثال:* يستمد التساؤل حول قيمة الحقيقة
معناه من الفلسفة المعاصرة التي تستهدف في بعض اتجاهاتها إعادة النظر في
مسألة القيم أو قلبها أحيانا، من هنا يمكن التساؤل....


* لم تطرح اشكالية طبيعة العقل ووظائفه بشكل منهجي متخصص إلا مع الفلسفة
الحديثة. فمع ديكارت تحديدا، تراجعت الحمولة الموضوعية للعقل واتخد معنى
ذاتيا أضيق. بيد أن هذا الإنقلاب لم يكن سوى فاتحة لطرح أسئلة حول طبيعة
ووظيفة هذه الملكة التي تتوفر عليها الآن الذات العارفة، من قبيل: هل...





ب- تعريف المفهوم المركزي في النص: بشكل ينفتح على الإشكالية المراد طرحها:


مثال: *للغة معنيان: عام وخاص، يهمنا
هنا المعنى الخاص الذي يفيد – حسب لالاند – وظيفة التعبير
الكلامي عن الفكر داخليا وخارجيا. ولكن هل نفهم من ذلك أن اللغة وظيفة
التعبير الكلامي عن فكر مستقل عنها وسابق في الوجود عليها ؟ أم أن الفكر
لايوجد إلا أثناء ومن خلال وظيفة التعبير الكلامي أي أن اللغة والفكر
كيانان متصلان متزامنان؟



ج- الإنطلاق من التقابلات:


مثال :* يبدو الإنسان أحيانا حرا في
اختيار شخصيته وفق مشيئته وإرادته، في حين تكشف ملاحظات أخرى عن كونه مجرد
نتاج لإكراهات وإشراطات خارجة عن إرادته. فهل الإنسان الآن...



د- الإنطلاق من تجربة شخصية أو واقعة ملموسة أو أدبية أو من الحس المشترك:


مثال :* كثيرا ماينتاب الواحد منا أفكار
أو أحاسيس لا يعثر لها على كلمات مناسبة لوصفها أو التعبير عنها أو
إبلاغها للآخرين، ألا يحق لنا والحالة هذه أن نعلن أسبقية وانفصال الفكر
عن اللغة؟ أم...


* في رواية أوراق، يقول الراوي عن اللغة بأنها "ستار سميك يحجب المعنى"،
وهذا يتناقض وما نعرفه عن اللغة من كونها أداة للتواصل ونقل المعلومة أو
الخبر، مما يفترض أن تكون شفافة لا ستارا معتما، فهل اللغة...




المنزلقات والأخطاء:
لكون المقدمة أول ما يصادف أو "يصدم" قارئ
موضوعنا، فإنها تنبئ عن قيمة الموضوع ككل: بحيث قد تترك لديه انطباعا يؤثر
سلبا أو ايجابا على طريقة تعامله مع بقية موضوعنا، لذا يستحسن تجنب بعض
المنزلقات والأخطاء أثناءها، من قبيل:



-إطالة التمهيد بالإسترسال في تفاصيل إما أنها لاعلاقة لها بالموضوع، وإما أنها مرتبطة بالموضوع لكن موقعها العرض لاالمقدمة.



-طرح أسئلة كثيرة إما لاعلاقة لها بالموضوع، وإما أننا لانستطيع معالجتها كلها في العرض.


-كتابة تمهيد عام جدا وغير مفض إلى الإشكال المطروح، بحيث يكون في الحقيقة
صالحا لجميع الموضوعات، كالمفتاح الذي يفتح جميع الأقفال !!.








الــــــــــعرض:







بشكل تقليدي، يتكون العرض من جزئين أو فقرتين متكاملتين
مترابطتين والفصل بينهما مصطنع بهدف الشرح والتوضيح : التحليل والمناقشة.


التحليـــــل







جزء من الموضوع أبرهن من خلاله على مدى فهمي السليم لأطروحة النص و
لمضمونه وحججه ومسار تشكل أطروحته ، وإدراك دلالة أفكاره وينبغي أن نتذكر
على الدوام أن دلالة النص غير واضحة وبديهية وإلا لما سئلنا عنه! فقد تكون
الدلالة اللغوية أو الدلالة الفلسفية غامضة أو هما معا. وعليه فإن المجهود
الفكري الأكبر يتجه نحو شرح وتوضيح المادة المعرفية التي يحملها النص







تعليمات مساعدة:
لتهييء العرض، في هذه المرحلة التمهيدية، يمكن أن نطرح على أنفسنا الأسئلة التالية: المستهدف من الأسئلة
- ماهو بالضبط جواب النص على السؤال المطروح في المقدمة؟ ماهو الموقف الذي يتخده إزاء الإشكالية؟ ------> أطروحة النص
- ماهي العناصر المعرفية والمعطيات التفصيلية لهذا الموقف داخل النص؟ مثلا: الأفكار الجزئية ، الأمثلة... -------> الأفكار الأساسية للنص
- ماهي المفاهيم الرئيسية؟ كيف يمكن شرحها وتعريفها؟ وفي أي سياق ينبغي إدراج ذلك؟ --------> توضيح المفاهيم أو البنية المفاهيمية
- من
بين أفكار النص، أيها يؤدي وظيفة حجاجية واضحة؟ مثلا: مقارنات، أمثلة،
استدلال بالخلف، أسئلة استنكارية، أساليب لغوية بلاغية للإقناع، وقائع...
-------> البنية والأسلوب الحجاجي.
- هل أجد في النص أفكارا يوضح أو يشرح بعضها بعضا؟ ------> الفهم الكلي للنص وإضاءة بعضه ببعض.
- هل
أملك - من خلال معرفتي باللغة العربية ومن خلال رصيدي المعرفي الفلسفي -
أفكارا أو أمثلة أو استشهادات ذات صلة تسمح بتوضيح وشرح أفكار النص وحججه؟
----> إستدعاء المكتسبات الملائمة لفهم النص.
- هل يتضمن النص إشارات مقتضبة أو تلميحات إلى أفكار أو أطروحات فلسفية أعرفها؟ ------> توضيح مااكتفى النص بالتلميح إليه.
- هل يمكنني أن استنبط من أفكار النص وحججه أفكارا وحججا إضافية تنتمي إلى رصيدي المعرفي بحيث أزيد الأولى وضوحا؟ ------- > تطوير وإعادة بناء البنية الحجاجية للنص.
- هل يمكنني في الأخير أن أنظر إلى النص من عل، فأنسبه إلى تيار فلسفي أو أصنفه ضمن مذهب فلسفي معروف؟ ------> موضعة النص في إطار موقف أو مذهب أو تيار فلسفي.






صيغ مساعدة:
صيغ للحديث عن أطروحة النص: "يدافع النص عن أطروحة مفادها..."
"يسعى النص إلى إثبات..."
"النص في مجمله دفاع عن ..."، "
من الواضح أن النص ينتصر لأطروحة مفادها..."
للحديث عن المفاهيم والبنية المفاهيمية: "ومن الجدير بالذكر أن ... يفيد..."
"من المعروف أن ... يعني..."،
"إذا أردنا الوقوف على مفهوم... سنجد أنه يدل على..."
"نلاحظ حضورا قويا لمفهوم... ويقصد به..."
"لكن مالمقصود ب...؟ يقصد به..."
" وفي هذا الإطار نشير إلى أن ...... تعني ......".
صيغ للحديث عن الأسلوب الحجاجي للنص: "لإثبات هذه الفكرة استعمل النص أسلوب...ليوضح كيف أن..."
"هنا لجأ النص إلى...لإبراز..."،
" ولكي يدلل على...قارن..."
، "لنلاحظ كيف استعمل... ليصل إلى أن..."،
"لايكتفي النص ب... بل..."
صيغ للحديث عن مسار تشكل الأطروحة داخل النص: "فيما يخص بنية النص نلاحظ أنه انطلق من ... إلى..."
"بعد أن حدد النص... انتقل إلى..."،
" اعتمد النص عموما على أسلوب....."،

صيغ لإستدعاءالمكتسبات المعرفية الملائمة:
" ولنضرب لذلك مثلا..."
، "وبعبارة أخرى..."،
"وهذا يعني أن..."
"الشيء الذي يتطابق والأطروحة القائلة..."، "
" يمكن أن نفسر ذلك بالقول..."
لكن، مالمقصود ب...يفهم من ذلك أن..."،
"ولعل هذا ما ذهب إليه أيضا..."





المناقـــــــــــــــــشة




ماوظيفتها؟



جزء من الموضوع أبرهن فيه على قدرتي على الحكم على موقف النص وتقييمه أو إبراز حدوده.

تعليمات مساعدة: لإنجاز هذه الخطوة في المرحلة التمهيدية، يمكن أن أطرح على نفسي ألأسئلة التالية:
- هل لدي ملاحظات أو تعليقات حول الأسلوب أو البناء الحجاجي للنص؟ حول قوة الحجج أو ضعفها، ملاءمتها أو عدم ملاءمتها؟ -------- مناقشة داخلية؛
- هل هناك نتائج أو جوانب أهملها النص أثناء تناوله للموضوع -------- مناقشة داخلية؛
- إن لم يكن، أفلا توجد مواقف وأطروحات فلسفية مغايرة تتبنى منظورا أو تحليلا مخالفا لتحليل النص؟ -------- إبراز حدود النص.مناقشة خارجية؛
- إن لم يكن، أفلا توجد مواقف وأطروحات فلسفية تتبنى منظورا أو تحليلا مكملا لتحليل النص؟ ------------ lموضعة النص في سياقه الفلسفي، مناقشة خارجية


صيغ مساعدة:
أ- صيغ للإنتقال إلى المناقشة: --"نلخص ماسبق بالقول إن النص ينتصرللأطروحة القائلة...ولكن إلى أي حد.../ هل صحيح أن.../ألا يمكن...؟"
--"انتهينا مع النص إلى أن...ولكن..."
-- "يتبين وفق منطق النص أن...فإلى أي حد..."،
-- " لحد الآن نظرنا إلى ... من زاوية..... ماذا لو ....؟" إلخ....
ب- صيغ للشروع في المناقشة الداخلية: -- "نلاحظ بأن البنية الحجاجية للنص لاتعتمد سوى على..."
-- " إن أغلب حجج النص ذات طبيعة..."
-- " إن النص يحيل على... دون أن يقدم توضيحا حول..."
-- " استشهد النص بــ.... ولكن ماذا عن .....؟"إلخ....
ج- صيغ للشروع في المناقشة الخارجية: --"يمكن أن نتناول الإشكالية من زاوية أخرى..."
-- "على النقيض مما سبق، تؤكد الفلسفة أو التصور الفلاني بأن..."
-- " إننا بهذه الأسئلة ننفتح على تصور مغاير..."
-- "بهذه الأسئلة، نتموقع ضمن تصور معارض يرى بان..."






الخاتمة:




ماوظيفتها؟



جزء من الموضوع نعبر فيه عن الخلاصة التي نخرج بها من كل هذا التحليل والمناقشة.


تعليمات مساعدة:


لإنجاز هذه الخطوة، يمكن أن أطرح على نفسي السؤال التالي:


كيف أصبحت أنظر إلى الموضوع الآن بعد تحليله ومناقشته؟



صيغ مساعدة:بما أن الخاتمة حصيلة
مسار العرض، فإن هذه الحصيلة ستعكس موقفنا من التقابل أو من جملة
التقابلات التي كان العرض مسرحا لها . والتقابل نوعان:


-تقابل تناقض: إذا كانت المواقف متناقضة لايمكن الجمع بينها وكان حضور
أحدها يلغي الآخر (كتقابل العقلانيين والتجريبيين، أو تقابل القائلين
بالحرية أو الحتمية بالنسبة للشخصية) وكنت أرجح أحدهما فيمكن استعمال صيغة
مثل : "إذا بدا ضمن رأي أول بأن..... فأن التفكير العميق في الإشكالية
يِكد بأن....."؛ أما إدا كنت محايدا، سأقول مثلا: " إن قضية أو إشكالية
.... متعددة الأبعاد، بحيث تبدو من جهة..... ومن جهة أخرى......".


- تقابل تعارض: عندما تكون المواقف مختلفة ولكن يكمل بعضها بعضا كتكامل
موقفي جاكبسون وديكرو بصدد وظيفة اللغة. في هذه الحالة نبرز التكامل
الموجود.



المنزلقات والأخطاء أوماينبغي تجنبه:



تجنب الأحكام القاطعة لأن الفكر
الفلسفي ذوطبيعة منفتحة؛وتجنب طرح أسئلة أبعد ماتكون عن الموضوع التي
انتهينا منه و تجنب إعادة طرح نفس أسئلة المقدمة وكأننا لم نستفد شيئا
وكأننا خرجنا من الموضوع كما بدأناه !!

منهجية
التعامل مع االقولة المذيلة بسؤال







ملاحظة وتنبيه: هذه توجيهات ونماذج للإستئناس والإقتداء، وليست أبدا أبدا للإستعمال الحرفي !!




تمهيد: ليست الفلسفة أو بالأحرى الكتابة الإنشائية الفلسفية سوى تعبير عن
الحس السليم وممارسة له، بما يمليه هذا الحس من ضرورة الإنسجام، وملاءمة
الجواب للسؤال، الإلتزام بالموضوع أو الإشكال وعدم الخروج عليه، التدرج،
عدم التناقض، الحرص على دقة المعلومات، الوعي بالهدف ومتابعته....
غير أن الإنشاء الفلسفي - بمقدمته وعرضه وخاتمته- ليس سوى المرحلة النهائية
المكتملة لسيرورة تبدأ بالقراءة المتمعنة والمتأنية للنص، تعقبها مرحلة
إعدادية نكرسها للبحث عن المعلومات الملائمة وعن الشكل الأنسب لتنظيم هذه
المعلومات أي التصميم.
ولعل بعض أسباب فشل الكتابة الإنشائية يرجع إلى سوء إنجاز المرحلة
الإعدادية أحيانا أو عدم إنجازها بالمرة أحيانا أخرى. وفيما يلي تعليمات
وخطوات تبسيطية على شكل أسئلة موجهة تستهدف المساعدة على إنجاح هذه المرحلة
الإعدادية التي يتوقف عليها نجاح إنشائنا الفلسفي أثناء التحرير النهائي.

القولة المذيلة بسؤال
ملاحظة:
أن المهارات المعرفية والمنهجية المطلوبة لتحليل ومناقشة قولة فلسفية هي نفسها المطلوبة لتحليل ومناقشة نص فلسفي
مع فارق بسيط: هو أن صغر حجم القولة لايسمح بنفس إمكانيات التحليل، فالقولة
تتكون غالبا من جملة وحيدة يتيمة أو بضعة جمل وبالتالي لاتقدم لنا حجاجا
كافيا لتبرير أطروحتها أو لتوضيح مراد صاحبها بأمثلة ومقارنات...

تعليمات وخطوات تبسيطية على شكل أسئلة موجهة للمساعدة في الإعداد الأولي للموضوع


المقدمة:
ماوظيفتها؟
وظيفتها التمهيد للموضوع وتبرير وجوده أو الإعلان عنه. وبما أن كل
تفكيرفلسفي ينطلق من إشكالية ما يحاول كشف أبعادها ونتائجها أو يحاول إعادة
صياغتها أو اقتراح سبيل أو سبل لمعالجتها، فإن المقدمة هي محل الطرح
الإشكالي، ولكن الحس السليم يعلمنا أيضا أنه لايمكن الشروع مباشرة بطرح
السؤال أو الإشكال، فلابد من نوع من التمهيد يأخد بالقارئ تدريجيا إلى
الإشكال. وعليه فالمقدمة تتضمن شقين مترابطين:
**التمهيد( للإشكال) ثم
**التعبير عن هذا الإشكال وصياغته وطرحه:
تعليمات مساعدة : لتحديد اشكالية القولة، يمكن أن نطرح على أتفسنا السؤال التالي:
- ماهو السؤال أو الإشكال الذي يعتبر القولة بمثابة جواب عليه أو معالجة له؟
بالجواب على هذا السؤال، أحدد السؤال المركزي الذي سأطرحه في آخر المقدمة وكذا الأسئلة المتفرعة عنه.
حسنا، ولكن كيف أمهد له الآن وأِؤطره؟
تعليمات مساعدة: (لصياغة التمهيد):
لإنجاز التمهيد، علينا أولا أن نطرح على أنفسنا أحد الأسئلة التالية:
- ماهو موضوع القولة؟
- أو ماهو المجال أو القضية التي يتحرك ضمنها القولة؟
- أو ماهو المفهوم أو المفاهيم الأساسية التي يتمحور حولها القولة؟
بالجواب على أحد هذه الأسئلة أحدد الإطار العام للنص الذي ينبغي الآن أن "أنسجه" ضمن تمهيد مناسب، بأحد الأساليب التالية:

ا- التأطير النظري أو الإشكالي أو التاريخي (تاريخ الفلسفة بالطبع) لقضية القولة:
مثال:* يستمد التساؤل حول قيمة الحقيقة معناه من الفلسفة المعاصرة التي
تستهدف في بعض اتجاهاتها إعادة النظر في مسألة القيم أو قلبها أحيانا، من
هنا يمكن التساؤل....
* لم تطرح اشكالية طبيعة العقل ووظائفه بشكل منهجي متخصص إلا مع
الفلسفة الحديثة. فمع ديكارت تحديدا، تراجعت الحمولة الموضوعية للعقل واتخد
معنى ذاتيا أضيق. بيد أن هذا الإنقلاب لم يكن سوى فاتحة لطرح أسئلة حول
طبيعة ووظيفة هذه الملكة التي تتوفر عليها الآن الذات العارفة، من قبيل:
هل...

ب- تعريف المفهوم المركزي في القولة: بشكل ينفتح على الإشكالية المراد طرحها:
مثال: *للغة معنيان: عام وخاص، يهمنا هنا المعنى الخاص الذي يفيد – حسب
لالاند – وظيفة التعبير الكلامي عن الفكر داخليا وخارجيا. ولكن هل نفهم من
ذلك أن اللغة وظيفة التعبير الكلامي عن فكر مستقل عنها وسابق في الوجود
عليها ؟ أم أن الفكر لايوجد إلا أثناء ومن خلال وظيفة التعبير الكلامي أي
أن اللغة والفكر كيانان متصلان متزامنان؟
ج- الإنطلاق من التقابلات:
مثال :* يبدو الإنسان أحيانا حرا في اختيار شخصيته وفق مشيئته وإرادته، في
حين تكشف ملاحظات أخرى عن كونه مجرد نتاج لإكراهات وإشراطات خارجة عن
إرادته. فهل الإنسان الآن...
د- الإنطلاق من تجربة شخصية أو واقعة ملموسة أو أدبية أو من الحس المشترك:
مثال :* كثيرا ماينتاب الواحد منا أفكار أو أحاسيس لا يعثر لها على كلمات
مناسبة لوصفها أو التعبير عنها أو إبلاغها للآخرين، ألا يحق لنا في هذه
الحالة أن نحكم بأسبقية وانفصال الفكر عن اللغة؟ أم...
* في رواية أوراق، يقول الراوي عن اللغة بأنها "ستار سميك يحجب
المعنى"، وهذا يتناقض وما نعرفه عن اللغة من كونها أداة للتواصل ونقل
المعلومة أو الخبر، مما يفترض أن تكون شفافة لا ستارا معتما، فهل اللغة...

المنزلقات والأخطاء:

لكون المقدمة أول ما يصادف أو "يصدم" قارئ موضوعنا، فإنها تنبئ عن قيمة
الموضوع ككل: بحيث قد تترك لديه انطباعا يؤثر سلبا أو ايجابا على طريقة
تعامله مع بقية موضوعنا، لذا يستحسن تجنب بعض المنزلقات والأخطاء أثناءها،
من قبيل:
-إطالة التمهيد بالإسترسال في تفاصيل إما أنها لاعلاقة لها بالموضوع، وإما أنها مرتبطة بالموضوع لكن موقعها العرض لاالمقدمة.
-طرح أسئلة كثيرة إما لاعلاقة لها بالموضوع، وإما أننا لانستطيع معالجتها كلها في العرض.
-كتابة تمهيد عام جدا وغير مفض إلى الإشكال المطروح، بحيث يكون في الحقيقة
صالحا لجميع الموضوعات، كالمفتاح الذي يفتح جميع الأقفال !!.

الــــــــــعرض:

بشكل تقليدي، يتكون العرض من جزئين أو فقرتين متكاملتين مترابطتين والفصل بينهما مصطنع بهدف الشرح والتوضيح : التحليل والمناقشة.

**التحلــــــــــــــــــــــــــــــــــــيل:



ماوظيفته؟
جزء من الموضوع أبرهن من خلاله على مدى فهمي السليم لأطروحة القولة و
لمضمونها وحججها ومسار تشكل أطروحتها ، وإدراك دلالة أفكارها ومراميها
البعيدة والقريبة. وينبغي أن نتذكر على الدوام أن دلالة القولة غير واضحة
وبديهية وإلا لما سئلنا عنها! فقد تكون الدلالة اللغوية أو الدلالة
الفلسفية غامضة أو هما معا. وعليه فإن المجهود الفكري الأكبر يتجه نحو شرح
وتوضيح المادة المعرفية التي تحملها القولة



تعليمات مساعدة:
لتهييء العرض، في هذه المرحلة التمهيدية، يمكن أن نطرح على أنفسنا الأسئلة التالية:المستهدف من الأسئلة
- ماهو بالضبط جواب القولة على السؤال المطروح في المقدمة؟ ماهو الموقف الذي تتخده إزاء الإشكالية؟ ------> أطروحة القولة
- ماهي العناصر المعرفية والمعطيات التفصيلية لهذا الموقف داخل القولة؟ مثلا: الأفكار الجزئية ، الأمثلة... -------> الأفكار الأساسية للنص
- ماهي المفاهيم الرئيسية؟ كيف يمكن شرحها وتعريفها؟ وفي أي سياق ينبغي إدراج ذلك؟ --------> توضيح المفاهيم أو البنية المفاهيمية
- من بين أفكار القولة، أيها يؤدي وظيفة حجاجية واضحة؟ مثلا: مقارنات،
أمثلة، استدلال بالخلف، أسئلة استنكارية، أساليب لغوية بلاغية للإقناع،
وقائع...
-------> البنية والأسلوب الحجاجي.
- هل أجد في القولة أفكارا يوضح أو يشرح بعضها بعضا؟ ------> الفهم الكلي للقولة وإضاءة بعضها ببعض. رغم أنها عملية غير ممكنة دائما نظرا لصغر حجم القولة.
- هل أملك - من خلال معرفتي باللغة العربية ومن خلال رصيدي المعرفي الفلسفي
- أفكارا أو أمثلة أو استشهادات ذات صلة تسمح بتوضيح وشرح أفكار القولة
وحججها؟
----> إستدعاء المكتسبات الملائمة لفهم القولة.
- هل تتضمن القولة إشارات مقتضبة أو تلميحات إلى أفكار أو أطروحات فلسفية أعرفها؟ ------> توضيح مااكتفت القولة بالتلميح إليه.
- هل يمكنني أن استنبط من أفكار القولة وحججها أفكارا وحججا إضافية تنتمي إلى رصيدي المعرفي بحيث أزيد افكار القولة وضوحا؟ ------- > تطوير وإعادة بناء الحجاج الذييفترض أنه يؤسس ويبررأطروحة القولة.
- هل يمكنني في الأخير أن أنظر إلى القولة من علٍ، فأنسب موقف صاحبها إلى تيار فلسفي أو أصنفه ضمن مذهب فلسفي معروف؟ ------> موضعة القولة في إطار موقف أو مذهب أو تيار فلسفي.


صيغ مساعدة:
صيغ للحديث عن أطروحة القولة: "تدافع القولة عن أطروحة
مفادها..."، "تسعى القولة إلى إثبات..."، "القولة في مجملها دفاع عن ..."، "
من الواضح أن القولة تنتصر لأطروحة مفادها..."
للحديث عن المفاهيم والبنية المفاهيمية: "ومن الجدير بالذكر أن
... يفيد..."، "من المعروف أن ... يعني..."، "إذا أردنا الوقوف على
مفهوم... سنجد أنه يدل على..."، "نلاحظ حضورا قويا لمفهوم... ويقصد
به..."، "لكن مالمقصود ب...؟ يقصد به..."، " وفي هذا الإطار نشير إلى أن
...... تعني ......".
صيغ للحديث عن الأسلوب الحجاجي للنص: "لإثبات هذه الفكرة استعمل
القولة أسلوب...ليوضح كيف أن..."، "هنا لجأت القولة إلى...لإبراز..."، "
ولكي يدلل على...قارن..."، "لنلاحظ كيف استعمل... ليصل إلى أن..."،
"لايكتفي القولة ب... بل..."
صيغ للحديث عن مسار تشكل الأطروحة داخل القولة: "فيما يخص بنية
القولة نلاحظ أنه انطلق من ... إلى..."، "بعد أن حددت القولة... انتقل
إلى..."، " اعتمدت القولة عموما على أسلوب....."،

صيغ لإستدعاءالمكتسبات المعرفية الملائمة:
" ولنضرب لذلك
مثلا..."، "وبعبارة أخرى..."، "وهذا يعني أن..."، "الشيء الذي يتطابق
والأطروحة القائلة..."، " يمكن أن نفسر ذلك بالقول..."لكن، مالمقصود
ب...يفهم من ذلك أن..."، "ولعل هذا ما ذهب إليه أيضا..."


****المناقـــــــــــــــــشة ***:


ماوظيفتها؟
جزء من الموضوع أبرهن فيه على قدرتي على الحكم على موقف القولة وتقييمه أو إبراز حدوده.

تعليمات مساعدة: لإنجاز هذه الخطوة في المرحلة التمهيدية، يمكن أن أطرح على نفسي ألأسئلة التالية:
- هل لدي ملاحظات أو تعليقات حول الأسلوب أو البناء الحجاجي للقولة؟ حول قوة الحجج أو ضعفها، ملاءمتها أو عدم ملاءمتها؟-------- مناقشة داخلية؛ لكنها غير ممكنة دائما لأن القولة لاتتضمن أحيانا أي حجاج، بل تكتفي بإعلان أطروحتها!
- هل هناك نتائج أو جوانب أهملتها القولة أثناء تناولها للموضوع -------- إبراز حدود القولة مناقشة داخلية؛
- إن لم يكن، أفلا توجد مواقف وأطروحات فلسفية مغايرة تتبنى منظورا أو تحليلا مخالفا لتحليل القولة؟-------- مناقشة خارجية؛إبراز حدود القولة
- إن لم يكن، أفلا توجد مواقف وأطروحات فلسفية تتبنى منظورا أو تحليلا مكملا لتحليل القولة؟ ------------ إبراز الامتدادات الفلسفية لأطروحة القولة إما بشكل يبرز خصوبتها وغناها أو يبرز محدوديتها.
صيغ مساعدة:
أ- صيغ للإنتقال إلى المناقشة: --"نلخص ماسبق بالقول إن القولة ينتصرللأطروحة القائلة...ولكن إلى أي حد.../ هل صحيح أن.../ألا يمكن...؟"
-- ،"انتهينا مع القولة إلى أن...ولكن..."
--، "يتبين وفق منطق القولة أن...فإلى أي حد..."،
-- " لحد الآن نظرنا إلى ... من زاوية..... ماذا لو ....؟" إلخ....
ب- صيغ للشروع في المناقشة الداخلية: -- "نلاحظ بأن البنية الحجاجية للنص لاتعتمد سوى على..."
--، " إن أغلب حجج القولة ذات طبيعة..."
--، " إن القولة يحيل على... دون أن يقدم توضيحا حول..."
-- " استشهد القولة بــ.... ولكن ماذا عن .....؟"إلخ....
ج- صيغ للشروع في المناقشة الخارجية: --"يمكن أن نتناول الإشكالية
من زاوية أخرى..."، "على النقيض مما سبق، تؤكد الفلسفة أو التصور الفلاني
بأن..."، " إننا بهذه الأسئلة ننفتح على تصور مغاير..."، "بهذه الأسئلة،
نتموقع ضمن تصور معارض يرى بان..."

<

الخاتمة:
ماوظيفتها؟ جزء من الموضوع نعبر فيه عن الخلاصة التي نخرج بها من كل هذا التحليل والمناقشة.
تعليمات مساعدة: لإنجاز هذه الخطوة، يمكن أن أطرح على نفسي السؤال التالي:
كيف أصبحت أنظر إلى الموضوع الآن بعد تحليله ومناقشته؟

صيغ مساعدة:
بما أن الخاتمة حصيلة مسار العرض، فإن هذه الحصيلة ستعكس موقفنا من التقابل
أو من جملة التقابلات التي كان العرض مسرحا لها . والتقابل نوعان:
-تقابل تناقض: إذا كانت المواقف متناقضة لايمكن الجمع بينها وكان حضور
أحدها يلغي الآخر (كتقابل العقلانيين والتجريبيين، أو تقابل القائلين
بالحرية أو الحتمية بالنسبة للشخصية) وكنت أرجح أحدهما فيمكن استعمال صيغة
مثل : "إذا بدا ضمن رأي أول بأن..... فأن التفكير العميق في الإشكالية يِكد
بأن....."؛ أما إدا كنت محايدا، سأقول مثلا: " إن قضية أو إشكالية ....
متعددة الأبعاد، بحيث تبدو من جهة..... ومن جهة أخرى......".
- تقابل تعارض: عندما تكون المواقف مختلفة ولكن يكمل بعضها بعضا كتكامل
موقفي جاكبسون وديكرو بصدد وظيفة اللغة. في هذه الحالة نبرز التكامل
الموجود.
المنزلقات والأخطاء أوماينبغي تجنبه:

تجنب الأحكام القاطعة لأن الفكر الفلسفي ذوطبيعة منفتحة؛وتجنب طرح أسئلة
أبعد ماتكون عن الموضوع التي انتهينا منه و تجنب إعادة طرح نفس أسئلة
المقدمة وكأننا لم نستفد شيئا وكأننا خرجنا من الموضوع كما بدأناه !!


السؤال المفتوح
- منهجيةالتعامل مع السؤال المفتوح



1- نوعان من الأسئلة:
من خلال استقراء المتن الذي تجمع لحد الآن من أسئلة الامتحان
الوطني للباكالوريا في الدورات الماضية، يمكن التمييز بين نوعين من
الأسئلة تبعا لمدى وضوح مطالبها و درجة ارتباطها الصريح والمباشر بإشكالية
من إشكاليات الدرس.





1/ السؤال
المباشر أو المعرفي:



الذي يستفهم حول قضية محددة سبق أن طرحت أثناء البناء الإشكالي
للدرس، وكأنه يختبر قدرات الاستيعاب ومهارة عرض المعارف في المقام الأول.
مثال: هل الشخص حر في بناء شخصيته؟ هل يتأسس الحق على القوة؟ من أين تستمد
نظرية ما صلاحيتها؟ ... وفي مثل هذه الحالات، تتأتى معالجة السؤال جوهريا
عن طريق استعراض مختلف الإجابات أو المقاربات أو المواقف الفلسفية التي
تصدت لهذا الإشكال ومحاولة الخروج بخلاصة تنتصر لأحد المقاربات أو توفق
بينها جميعا.





2/ السؤال
الإشكالي:



الذي لا يحيل بشكل مباشر على الإشكاليات التي سبق تناولها في
الدرس. بل إذا كان إشكال النوع الأول أي السؤال المعرفي إشكالا واضحا معطى في
ثنايا الاستفهام ذاته، فإنك مطالب هنا بصياغة الإشكال وبنائه و إدراج
السؤال ضمن إشكالية فلسفية ليتسنى إضفاء الطابع الفلسفي على المعالجة. أي
مساءلة السؤال قبل المضي قدما في الجواب عليه، وانتقاء المعلومات وترتيبها
وصياغتها على نحو يجعلها تجيب على السؤال، لأنها في شكلها الخام لا تجيب
عليه أبدا !!



مثال:


لماذا يعتبر العقل في العادة معارضا للأهواء؟ هل يمكن أن نتكلم
كما نريد؟ من يتحدث عندما أقول "أنا"؟ هل يمنع الاعتقاد الشخصي من بلوغ
الحقيقة؟ هل تسمح معرفة الغير بإقامة علاقة صداقة وتواصل معه...





ومن تأمل هذه الأسئلة الأخيرة يتضح لك أن الصعوبة الأولى تتمثل
في تحديد ورسم إطار إشكالي للسؤال، وبتعبير مدرسي، لابد أن نتساءل ضمن أي
مفهوم / درس أو ضمن أي إشكالية ينبغي إدراج السؤال ومن تم معالجته؟ وما هي
المبررات التي تصوغ لنا تأويل مرامي السؤال على هذا النحو وليس على نحو
آخر؟ وليس هناك للأسف وصفة أو منهجية جاهزة تعينك على تخطي هذه الصعوبة،
فالأمر يتوقف على ذكائك وقريحتك الفلسفية وزادك المعرفي وبراعتك المنهجية
ورشاقة أسلوبك لإقناع القارئ/ المصحح بقيمة المقاربة والمعالجة التي قمت
بها للسؤال.
وفي مثل هذه الحالات ، يصعب بكل بساطة الحديث عن منهجية أو وصفة جاهزة
لمعالجة مثل هذه الأسئلة. فكل سؤال يملي أو يوحي - بعديا لا قبليا - بمسلك
خاص في التعامل معه.


2- المتطلبات المنهجية المشتركة بين نوعي السؤال:





كيفما كانت نوعية السؤال فلابد من:






-- مقدمة
تتضمن تمهيدا مناسبا يعقبه طرح للإشكال وتفريعه إلى أسئلته
الأساسية إذا أمكن، ويمكن للتمهيد ان ينطلق من قراءة مختصرة لمفهوم أو
أكثر وارد في السؤال بحثا عن تناقض أو مفارقة أو علاقة ملتبسة تمنح
المشروعية لطرحنا الإشكالي وأسئلتنا.





- عرض
تقف فيه على مفاهيم السؤال والعلاقات المحتملة بينها، وتستعرض
مختلف الأجوبة التي يقدمها تاريخ الفلسفة على السؤال مع الحرص على التدرج
والتسلسل ومنطقية الانتقال و إلا أصبح العرض مجرد نزهة – مملة
أحيانا – في غابة وأدغال المواقف و الاستشهادات الفلسفية ! ولا
تكتف باستدعاء المعرفة الفلسفية التي تلقيتها بل لابد من إغنائها أيضا
بمواد من تفكيرك وملاحظاتك الشخصية و توضح ما غمض من الأفكار بضرب الأمثلة
الوجيزة المشفوعة بالتنبيه إلى المغزى كلما أمكن، بل وقد تنفتح على الحس
المشترك واعتقادات العامة أيضا إذا دعت الضرورة، لأن المقاربة الفلسفية لا
تكتسب كامل قيمتها إلا بالمسافة التي ترسمها بينها وبين بداهات الحس
المشترك.
باختصار، يمكنك أن تتصور العرض على النحو التالي، خصوصا إذا كان السؤال
يبتدئ بـــ "هل":

1 / نعم، وذلك لأن ....
2/ لكن، ألا يمكن...، / ماذا عن...،/ ماذا لو قاربنا الإشكال هذه المرة من زاوية
...
3/ إذن، يتبين .... نخلص ....


ويسمى هذا التصميم جدليا لأنه يحاكي مراحل الجدل عند هيغل ( الأطروحة،
النقيض، التركيب)






-- خاتمة
تلخص فيها نتائج عملية بل مغامرة التفكير التي انخرطت فيها منذ
طرح الإشكال في المقدمة وحتى آخر فكرة في العرض


3- تطبيقات: نموذج سؤال الامتحان التجريبي: ابريل2007






"هل
يستطيع الإنسان أن يكون كائنا عاقلا؟"














نموذج مقدمة تنطلق من
مفارقة:









في الوقت الذي دأب فيه الكثير من الفلاسفة على وصف الإنسان بالكائن
العاقل، بحيث تبدو صفة العقل داخلة في حدود قدرته واستطاعته مادامت صفته
الجوهرية التي تعرفه ولا تنفك عنه، فإن السؤال المطروح علينا هنا يقدم
نفسه كما لو كان مشككا في هذه الحقيقة بالذات، ويدعونا – من ثم
– إلى البحث فيما إذا كان بمقدور الإنسان أن يكون كائنا عاقلا
أي أن يتصرف ويفكر وفق مقتضيات العقل، ولكن ما هي هذه المقتضيات تحديدا ؟
ما المقصود بالكائن العاقل؟ و لماذا لا يستطيع الإنسان أن يحقق ماهيته
المفترضة هذه؟ هل يتوقف ذلك على الرغبة أم الإرادة أم الاستطاعة؟ ثم ألا
ينبغي أن نتجاوز عمومية وتجريدية مفهوم الإنسان لنبحث في استطاعة الناس،
أي الأفراد المتعينين هنا والآن، في مكان وزمان محددين ؟







عناصر لإنجاز العرض:








أ- اللحظة الأولى: من باب الوقوف على المفاهيم، يمكنك أن تشرح
ما معنى الاستطاعة. فالسؤال يقول: "هل يستطيع" ولم يقل:"هل يجب" أو "هل
يمكن". إذن مالفرق؟... و لا يخدعنك أنها تبدو كلمة واضحة بسيطة. إذن
تتناول مفهوم الاستطاعة وتربطه بإمكانيات الكائن وقدراته ومؤهلاته وتميزها
عن مفهوم الرغبة كميل وجداني وكذا الإرادة كنزوع واع نحو هدف ما.. . ثم
بانتقال مناسب، تعرج على مفهوم الإنسان في علاقته بمفهوم العقل، وتنفتح
على موقف أول يطابق بينهما أي بين الإنسان وماهيته العاقلة...إلخ و لا تنس
أن تستنتج في نهاية هذه المرحلة أن الكينونة العاقلة تدخل ضمن استطاعة
الإنسان. أي أن باستطاعة الإنسان أن يكون كائنا عاقلا لأنه لا يفعل سوى
الاستجابة لطبيعته. وتذكر أنه لا قيمة لكل المعلومات المسرودة ما لم تبرهن
أنك بصدد الجواب على السؤال لا استعراض المعلومات أو الملخص.





ب-
اللحظة الثانية:
يمكن أن تنتقد هذا التصور بأسلوب من أساليب
النقد والتشكيك والتجاوز لتنتقل إلى الموقف الثاني... لتبحث فيما يعوق
تحقيق الكينونة العاقلة كتدخل المكونات الأخرى / اللاعقل، الرغبة،
الهوى... أو غياب الإرادة.... و لا تنس هنا أيضا أن تستنتج مثلا أنه ليس
باستطاعة الإنسان أن يحقق كينونته العاقلة مادامت تتجاذبه قوى كثيرة
متعارضة مع النزوع العقلاني...






ج-
اللحظة الثالثة:
و يمكنك في لحظة التركيب أن تتجاوز الجواب
على السؤال
فتسائل السؤال بدوره : هل من المستحب أن يكون الإنسان كائنا عاقلا على
الدوام؟ وإلا ففي أية حالة؟ ...لو حرص الإنسان على ان يكون كائنا عاقلا ،
ولو اقترن هذا الحرص بالإفراط، ألا يؤدي هذا الإفراط إلى النقيض أي إلى
اللاعقلانية؟... كما هو الشأن في الرأسمالية حيث يسود العقل الحسابي ومنطق
المردودية ...






الخاتمة:








تخلص إلى موقف أو نتيجة تنسجم مع ما سبق وتعكس قناعاتك الشخصية،
نعم قناعاتك الشخصية ! لأن السؤال يخاطبك كشخص وليس فقط كمجرد تلميذ يمتحن
! و لابد أن تشير الخلاصة صراحة إلى السؤال المطروح، كأن نقول: يتبين أن
الإنسان لا يستطيع أن يكون كائنا عاقلا لمجرد أنه يختص بالعقل دون بقية
الحيوان، نظرا إلى حضور اللاعقل بجانب العقل، أو يستطيع الإنسان أن تحقيق
كينونته العاقلة بشرط أن يتخلى العقل عن امبرياليته ويمارس وظيفته النقدية
للحيلولة دون وقوع الإنسان في التبعية والوصاية...

نماذج تطبيقية








ملاحظة وتنبيه: هذه توجيهات ونماذج للإستئناس والإقتداء، وليست أبدا أبدا للإستعمال الحرفي !!




تمهيد: ليست الفلسفة أو بالأحرى الكتابة
الإنشائية الفلسفية سوى تعبير عن الحس السليم وممارسة له، بما يمليه هذا
الحس من ضرورة الإنسجام، وملاءمة الجواب للسؤال، الإلتزام بالموضوع أو
الإشكال وعدم الخروج عليه، التدرج، عدم التناقض، الحرص على دقة المعلومات،
الوعي بالهدف ومتابعته....
بعد أن استعرضنا الخطوط العامة للمنهجية هنا نقدم
في ما يلي نموذجين تطبيقين يبرزان المراحل والمقتضيات النظرية وهي قيد
التطبيق، حتى لاتظل مجرد صيغ جوفاء. ولأنه من المستحسن أحيانا أن يرى
المتعلم بأم عينيه كيف تكون السباحة عوض أن نثقل مسامعه دائما بكلام عن
مواصفات السباحة ومراحلها...





تطبيقات




الموضوع الأول: 3 أدب 2 :
نص الموضوع :


إن وجود فكر غير منطوق به شيء تؤكده الملاحظة الداخلية، بحيث يوجد الفكر
سابقا على الكلام سبقا زمنيا وسببيا، ويمكن أن تكون مدة هذا السبق الزمني
أكثر أو أقل، وهي غالبا ماتكون قصيرة إلى درجة نعتقد معها أن الفكر
والكلام شبه متزامنين. وبالإضافة إلى ذلك، فإن ماأريد قوله لنفسي وللآخرين
هو شيء كامن لم يقل بعد، أي لم يتحقق بعد بالفعل. لنقل إذن بأننا إذا
أردنا أن يوجد ذلك الشيء المجهول الذي لم يقل بعد، يجب أن يكون حاضرا بشكل
ما في فكري، إلا فإنني لن أستطيع قوله. وإذا أردت اختبار ذلك بشكل تجريبي
فسألاحظ بأن ماقلته ليس تماما ماكنت أود قوله وهو مانسميه عادة "البحث عن
الفكرة".
.. هذا النوع من الفكر السابق على كل لغة والمتداخل معها، هو مانعتقد أنه
ذاك الذي لم يقل بعد، أو مان
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://mathematiquecher.forumactif.com
 
منهجية الإنشاء الفلسفي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» منهجية المقال الفلسفي
» صيغ مساعدة في الإنشاء الفلسفي
» ماهو الإنشاء الفلسفي
» المهارات المطلوبة لكتابة الإنشاء الفلسفي
» صيغ مساعيـدة في الإنشاء الفلسفي / ياسيــن كحلي

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الشرقاوي وافق ::  المواد الادبية :: الفلسفة-
انتقل الى: