تزايدت في الآونة الأخيرة
مشكلة انعدام الثقة بين طرفي العلاقة الزوجية لأسباب مختلفة تتطلب دراسة
معمقة من قبل المختصين والمهتمين ، ولقد حاولت في هذا المقال التأكيد على
العلاقة بين التعريف اللغوي للثقة ومضامين الزواج المستقر والآمن ،
فالثقة : مصدر قولك وثق به يثق ؛ وثاقة وثقة ائتمنه ، وأنا واثق به وهو
موثوق به ؛ وهي موثوق بها وهم موثوق بهم ؛ كما يفاد من قواميس اللغة
ارتباط الكلمة بالعهد والميثاق الذي هو جوهر وأساس قيام العلاقة الزوجية
بقوله أن المواثقة هي المعاهدة ؛ ومنه قوله تعالى : وميثاقه الذي واثقكم
به " واستدلال قاموس لسان العرب بحديث كعب بن مالك الذي قال ؛ ولقد شهدت
مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، ليلة العقبة حين تواثقنا على الإسلام أي
تحالفنا وتعاهدنا والميثاق لغة : العهد ؛ وهو الأصل في العلاقة التي
وصفها الباري العظيم بالميثاق الغليظ وهو ما يتأكد به الزواج الصحي لأن
تقوية الروابط لن تكون إلا بوجود الثقة بين طرفي العلاقة ، التي يجب أن
نعمل على تنميتها وتقويتها كقيمة من خلال التعامل والتشارك في الحياة على
أسس قوامها الشفافية والصدق والإخلاص بعيدا عن الخداع أو الكذب أو التكتم ،
وهي ما يجب أن لا يبدأ مع انعقاد علاقة الزوجية وارتباط شخصين بهذا
الرباط المقدس لأجل بناء أسرة متوازنة
أنت والقانون د فائزة الباشا
الخيانة الزوجية وأزمة الثقة
تزايدت
في الآونة الأخيرة مشكلة انعدام الثقة بين طرفي العلاقة الزوجية لأسباب
مختلفة تتطلب دراسة معمقة من قبل المختصين والمهتمين ، ولقد حاولت في هذا
المقال التأكيد على العلاقة بين التعريف اللغوي للثقة ومضامين الزواج
المستقر والآمن ، فالثقة : مصدر قولك وثق به يثق ؛ وثاقة وثقة ائتمنه ،
وأنا واثق به وهو موثوق به ؛ وهي موثوق بها وهم موثوق بهم ؛ كما يفاد من
قواميس اللغة ارتباط الكلمة بالعهد والميثاق الذي هو جوهر وأساس قيام
العلاقة الزوجية بقوله أن المواثقة هي المعاهدة ؛ ومنه قوله تعالى :
وميثاقه الذي واثقكم به " واستدلال قاموس لسان العرب بحديث كعب بن مالك
الذي قال ؛ ولقد شهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، ليلة العقبة حين
تواثقنا على الإسلام أي تحالفنا وتعاهدنا والميثاق لغة : العهد ؛ وهو الأصل
في العلاقة التي وصفها الباري العظيم بالميثاق الغليظ وهو ما يتأكد
به الزواج الصحي لأن تقوية الروابط لن تكون إلا بوجود الثقة بين طرفي
العلاقة ، التي يجب أن نعمل على تنميتها وتقويتها كقيمة من خلال التعامل
والتشارك في الحياة على أسس قوامها الشفافية والصدق والإخلاص بعيدا عن
الخداع أو الكذب أو التكتم ، وهي ما يجب أن لا يبدأ مع انعقاد علاقة
الزوجية وارتباط شخصين بهذا الرباط المقدس لأجل بناء أسرة متوازنة ؛ بل
قبل ذلك لأن الصدق في التحدث عن محاسن وسيئات من هو أو هي مقدمة على الزواج
من قبل الغير مسألة جوهرية لضمان استقراره مستقبلا وهو ما نعبر عنه
قانونا بأن ما بني على باطل فهو باطل ، أما ما نشهده من تصرفات من إحدى
طرفي العلاقة أو كلاهما ؛ ويتم تبريره بأسباب واهية دون مبالاة بما
يترتب عليه من آثار جسيمة لا تمس فقط الطرف الآخر ؛ بل تطال ثمرة هذا
الزواج وهم الأطفال وكذلك المجتمع بأكمله ؛ عندما يقول البعض أنه رجل ومن
حقه الدخول في علاقات مع نساء أخريات ، ويتناسى إن علاقاته المتعددة تنعكس
سلبا علي نفسه أولا ؛ بتحوله إلى إنسان لا يثق في الآخرين ؛ باعتقاده أن
الجميع مخادع مثله بما في ذلك زوجته ، وهو ما قد يتسبب في انتشار الفاحشة
وانهيار القيم الأخلاقية ؛ ولا نستغرب بأنه من يسأل عن سبب انحدار هذه
القيم .
أما البعض الآخر فأولئك الذين يشاهدون الانحراف ويعودون إلى
منازلهم بمشاعر متضاربة تجاه بناتهم وزوجاتهم ، فهذا رئيس يبتز العاملات أو
الموظفات لديه ويستدرج بعضهن للدخول معه في علاقة ، وسائق تاكسي ينقل
الزبائن ويعلم بخيانات البعض بل ويساهم معهم في تحقيق مكاسب طائلة غير
مشروعة ... .
ويعتقد البعض أن العفة إلتزام على المرأة دون الرجل ،
وهي مغالطة ، لذلك فأن الإخلاص بين الزوجين ليس التزاما على الرجل دون
المرأة لأن الزانية لابد أن يكون بصحبتها زاني ، والشيخ معه الشيخة وهو
النص المنسوخ في القرآن الكريم الذي قرر رجم المحصن لا مجرد الاكتفاء
بالجلد لخطورة ما يرتكبه الأزواج من معاصي بخيانتهم لبعضهما البعض ،
والخيانة هنا موضعها عدم الإخلاص في العلاقة الزوجية ؛ لا الخيانة التي
تتحقق بإفشاء ما دار من حديث بين الزوجين من قبل أحدهما ؛ ولا في إهانة
الزوجة في غيبتها بالتقليل من قيمتها والتحدث عنها باعتبارها شيء لا كائن
له حقوق أو إهانة الزوجة لزوجها وعدم احترامه أمام الآخرين ، أو في
اختلاس مال الزوجة أو العكس ، فتلك خيانات صغري وهي مؤشرات تنبئ عن وجود
خلل وانعدام الثقة والاحترام بين طرفي العلاقة ، والسؤال المطروح لماذا تقع
الزوجة في الخطيئة بارتكابها الفاحشة وهي أم لأطفال أو أبناء بلغوا الرشد ؟
هل لعدم شعورها بالإشباع العاطفي ؟ أو لإحساسها بعدم الثقة في الزوج الذي
تعلم بخيانته ولا تستطيع مواجهته ؟ أو لمرض ما تعانيه ويدفعها للانحراف ؟
أم لشعور بعدم الاكتفاء المادي بالنسبة لمن عشن في عوز ؟ أم هي ممن يردن
الرفاهية على حساب الشرف ؟ وإلا لماذا تترك أم أطفالها دون أدنى شعور
بالمسئولية تجاه عائلتها لتتورط في علاقة مع آخر أو آخرين ؟ ولا نريد أن
نطرح هذه التساؤلات على الأزواج لأن معظمهم – الرجال - يتصرفون باعتبارهم
ذكور يملكون الحق في الدخول في علاقات غير مشروعة لإشباع غرورهم ،
بمبرر إنه رجل ولا يعوره شيء ؛ وهي الثقافة الذكورية السائدة ولكن سؤالي ،
لماذا تخونك زوجتك إذا كنت رجلا وقادر على إشباع حاجات نساء كثر ؟ وأين
أنتم من قوله تعالي :" كَيْفَ تَأْخُذُونَهُ وَقَدْ أَفْضَى بَعْضُكُمْ
إِلَى بَعْضٍ وَأَخَذْنَ مِنكُم مِّيثَاقاً غَلِيظاً " [النساء : 21]
وقوله تعالي :" الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ
مِّنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ وَلا تَأْخُذْكُم بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ
اللَّهِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ
وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ [ سورة النور
الآية 2 ] ، هذا ناهيك عن النتيجة التي رتبها الباري على عز وجل بالنسبة
لهؤلاء في قوله عز من قال :" الزَّانِي لا يَنكِحُ إِلاَّ زَانِيَةً أَوْ
مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لا يَنكِحُهَا إِلاَّ زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ
وَحُرِّمَ ذَلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ " [ السورة المشار إليها الآية 3 ]
كما
يجب أن لا نغفل جسامة العقاب الذي قررته الشريعة الإسلامية للمتزوجين
الذين يرتكبون الزنا ألا وهو الرجم ؛ الذي أكده عمر بن الخطاب ؛ فعن
الزيلعي في نصب الراية قال : " روى البخاري ومسلم عن ابن عباس أن عمر بن
الخطاب خطب فقال : إن الله بعث محمدا صلى الله عليه وسلم بالحق ، وأنزل
عليه الكتاب فكان فيما أنزل عليه آية الرجم فقرأناها ووعيناها ورجم رسول
الله صلى الله عليه وسلم ورجمنا من بعده ، وإني حسبت إن طال بالناس الزمان
أن يقول قائل ما نجد آية الرجم في كتاب الله ، فيضلوا بترك فريضة أنزلها
الله فالرجم حق على من زنى من الرجال والنساء إذا كان محصنا إن قامت البينة
أو كان حمل أو اعتراف ، وأيم الله ! لولا أن يقول الناس زاد عمر في كتاب
الله عز وجل لكتبتها " [ أنظر نصب الراية للحنفي الزيلعي ج3ص318 ، وهي في
صحيح البخاري ج 4 ص 122 ( باب رجم الحبلى من الزنا ) وص 115 ، وفي صحيح
مسلم ج5ص116 كتاب الحدود ( باب رجم الثيب من الزنى ] ؛ عليه فأن جريمة
الزنا وهي فعل يتطلب تعدد الفاعلين وتوافر صفة خاصة فيهم ، لأنها جريمة لا
تقوم إلا برجل وامرأة بالغين عاقلين مدركين لماهية تصرفاتهما ، وهي فعل
مشين خاصة بالنسبة للمتزوجين – كما أشرنا - لما ينطوي عليه مسلكهم من خيانة
لشريك أو شريكة الحياة أي للرباط المقدس الذي يجمعهما ؛ خاصة وأن الزواج
يعد من أسباب تحصينهم وحمايتهم من الوقوع في الرذيلة ، فهل نسأل لماذا
تنهار الزيجات إذا لم نتعلم الإخلاص والصدق ؟ ولماذا تنحرف بناتنا ونحن
نرتكب المعصية ولا نمانع تدنيس فراش الغير وكرامة الطرف المغدور به
الغافل ؛ ولا نقصد من يقبل المتاجرة بشرف عائلته من أجل دراهم معدودة أو
منصب أو .... الخ ولماذا نغفل إنه كما تدين تدان ، " أي كما تُجازي تُجازى
، أي تُجازى بفعلك وبحسب ما عملت " [ الصحاح في اللغة ] وأن صاحب السلوك
المشين الذي يتحايل على الفتيات بإيقاعهن في شركه خاصة صغيرات السن
الغافلات لن يغفر له ، كما لن يتجاوز الله عن الأزواج [ الرجل والمرأة ]
الذين يخونون بعضهما البعض ، ولا الذين يستغلون حاجة الضعيف لدفعه لارتكاب
الرذيلة .... إلا في حال التوبة ؛ ولكم تكملة الحديث .