تقديم :
أخي المواطن . . . يسر مركز الإرشاد الزراعي بكلية الزراعة بالرياض - جامعة الملك سعود ، أن يقدم لكم هذه النشرة الإرشادية عن " أهم سلالات الماعز وأوجه الاستفادة منها . لإلقاء الضوء على معظم الجوانب التي تساعد المبتدئ والمهتم بتربية الماعز للإطلاع على المعلومات الأساسية ، وتنبيهه إلى العوامل المختلفة التي ينبغي عليه الاهتمام بها قبل الشروع بدراسة جدوى القيام بمشروع ناجح ومثمر لتربية الماعز بغرض إنتاج كل من الحليب واللحم .
ويأمل مركز الإرشاد الزراعي أن يكون قد وفق في توفير المعلومات التي تحتاجها عن سلالات الماعز وأوج الاستفادة منها ، وأن يكون ذلك عوناً لكم للمساهمة في تنمية الثروة الحيوانية في هذا البلد الكريم في ظل رعاية خادم الحرمين الشريفين ، وبالله التوفيق .
مقدمة :
المعلومات المتوفرة عن الماعز فيما يبدو محدودة ، ومن الملاحظ أن الماعز تتواجد بأعداد كبيرة في المملكة ، وأن للحمه وحليبه شعبية خاصة في بعض مناطق المملكة . ولعدم توفر معلومات مختصرة وواضحة عن الطبيعة الفسيولوجية للماعز وأهم سلالاتها وأوجه الاستفادة من حليبها ولحومها ، فقد تم تجميع المعلومات في هذه النشرة المختصرة لوضع الخطوط العريضة لأسلوب الاستفادة من مثل تلك المعلومات في تحسين ورفع إنتاجية الماعز في المملكة .
والماعز ( Goat ) حيوانات مجترة صغيرة الحجم قصيرة الذيل ، من رتبة الثدييات ذوات الظلف . وتعتبر متعددة الأغراض في التربية ( حليب ، شعر ، لحم ) . وهي حيوانات ليس لها غدة بين الأظلاف ، وتتبع العائلة البقرية جنس الماعز ( Caprin ) ، وقد تم حصر أكثر من 140 سلالة في العالم ، وتوجد الأصول البرية للماعز الحالي في إيران وآسيا الصغرى وحوض البحر الأبيض المتوسط .
وللماعز القدرة على إنتاج التوائم حتى أربعة . وهي حيوانات نشطة وذكية . وتنافس الأغنام في إنتاج المنافع المتعددة ، إضافة إلى مقدرتها على رعي المراعي الفقيرة ، ومقدرتها على الاستفادة من ما تحتويه الشجيرات من أعلاف ، وقدرتها على التكيف على البيئات المختلفة . وقد تنافس بعض الأبقار البلدية في إنتاج الحليب ، ولهذا سميت الماعز " بقرة الرجل الفقير " . وفي بعض الدول كاليونان وبلغاريا ورومانيا تمثل الماعز ثلاثة أضعاف أعداد الأغنام لديها .
تنتشر الماعز في مناطق كثيرة من العالم ، ويبلغ تعدادها في العالم قرابة 640 مليون رأس ( أنظر جدول 1 ) ، وتتركز في المناطق الاستوائية ( 78 % من ماعز العالم ) . ونسبتها في الدول الآسيوية 56 % ، وفي الدول الأفريقية 32 % . وأهم الدول في تربية الماعز الهند والصين ، وبعض دول حوض البحر الأبيض المتوسط وبريطانيا . ومن الدول الأفريقية نيجيريا وأثيوبيا والسودان ، وعدد من الدول ذات المراعي المحدودة الخصب . وتلعب تجارة أجبان وجلود وشعر الماعز دور اقتصادي مهم في دخل كثير من الدول .
جدول رقم ( 1 )* : أعداد الماعز في العالم ( مليون رأس )
عام 1995 م عام 1989 م الدول 174.9 169 الأفريقية 401.1 340.7 آسيا 1.0 1.8 الشرق الأدنى 6.7 5.6 روسيا 15.9 15.2 أوروبا 14.9 14.7 أمريكا الشمالية24.8 43.5 أمريكا اللاتينية 639.4 570.3 المجموع
* المصدر : الكتاب السنوي الإحصائي ( الإنتاج ) ، منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة ( 1996 م ) ، المجلد 49 ، جدول 90 ص 192 - 194 .
[pagebreak]
أهم سلالات الماعز :
يتم تصنيف الماعز اعتماداً على الأسس التالية :
أولاً : مجاميع حجمية :
اعتماداً على ارتفاعه عند عظمة الكتف ( القارب ) ، أو حسب حجم الجسم وتشمل :
1. السلالات الكبيرة : يكون ارتفاعها أكثر من 65 سم ، والوزن يصل إلى 65 كجم ، وهي ماعز متعددة الأغراض ، ويمثلها الماعز الأوروبي .
2. السلالات الصغيرة : يكون ارتفاعها بين 51 - 65 سم ، والوزن يصل إلى 40 كجم ، وهي ماعز متخصصة في إنتاج الحليب أو اللحم ، ويمثلها الماعز الأسيوي وماعز الدول العربية .
3. السلالات القزمية : يكون ارتفاعها أقل 51 سم ، والوزن يصل إلى 25 كجم ، وهي ماعز متخصصة لإنتاج اللحم غالباً ، ويمثلها الماعز الأفريقي .
ثانياً : حسب الموطن ( أوروبية ، أفريقية ، آسيوية ، وشرق أوسطية ) :
وهذه تشمل عدة أنواع تتباين فيما بينها من ناحية الحجم والإنتاج دخل كل وطن مترامي الأطراف .
ثالثاً : حسب الأهمية الاقتصادية وغرض التربية أو الوظيفة إلى :
1- ماعز إنتاج الحليب ( Milking Goats ) : ويوجد منها أكثر من 60 نوعاً انتخبت لمقدرتها الوراثية على إنتاج الحليب ، وارتفاع كفاءة التحويل الغذائية لهذا الغرض . وتوصف الماعز في هذه المجموعة حسب كمية الإنتاج وحسب نسبة الدهن في الحليب . ويبلغ طول موسم الحلابة في الماعز الأوروبي 178 يوم بمتوسط إنتاج 5 لتر في اليوم ، وقد يستمر الإنتاج لمدة 10 أشهر .
وتشمل أنواع الماعز الأوروبية الأصل مثل :
1-1- الألبين ( Alpin ) : ذات اللون الأبيض أو الأسود . وهو أكثر أنواع الماعز انتشاراً في أوروبا . ويسمى باسم البلد الموجود فيها ، فيقال : ألبين فرنسي ، ألبين إيطالي ، ألبين سويسري ..... وهكذا .
1-2- ماعز السانين ( Saanen ) : بيضاء كريمية اللون ، كبيرة الحجم ذات الآذان المنتصبة والمتجهة للأمام ، وأمكن انتخابها في بريطانيا وهولندا ليكون لديها القدرة على تحمل الجو الدافئ .
1-3- التوجنبرج ( Toggenburg ) : ذات اللون البني المبقع .
1-4- السلالات الهجين كالأنجلونوبيان ( Anglo-Nubian ) : وهي سلالة انتخبت في بريطانيا كسلالة ثنائية لهذا الغرض ، ونتجت من خلط الماعز الهندي ( جامنابري ) مع الماعز المصري النوبي ، وتعتبر من الماعز المنتجة للحليب ، وهي حيوانات كبيرة الحجم ، وعديمة القرون ، وذات أنف مقوّس ، وأرجل طويلة . يوجد منها عدة ألوان ( أسود أو أبيض أو بني أو أحمر ) وقد يسود اللون الأبيض . وتستخدم للتضريب مع السلالات المحلية في المناطق الاستوائية لتحسين إنتاج الحليب واللحم .
1-5- الماعز المالطي ( Maltese ) : الذي يتشابه مع الدمشقي .
2- الماعز المنتج للشعر الحريري ( Mohair Goats ) : حيث تربى هذه السلالات لغرض الحصول على الشعر الصوفي الناعم الطويل أو القصير الذي ينمو عليها وتشمل :
2-1- ماعز الأنجورا ( Angora ) ( المرعز ) : وهي ماعز متوسطة الحجم ، بيضاء اللون ، ذات قرون تنحني للخلف ، وهي جذابة المنظر ، وذات شعر حريري طويل ملتوي . وتشتهر به منطقة أنقرة بتركيا . هذا وقد تم تكاثره في عدد من الدول الأخرى مثل : جنوب أفريقيا ، وولاية تكساس الأمريكية . وينتج الموهير الطويل رفيع الألياف ( 20 ميكرون ) خاصة من الحيوانات الصغيرة السن . ومن الملاحظ أن صناعة الملابس القطيفة الثمينة ( الموهير ) تتركز في كل من : بريطانيا وإيطاليا .
2-2- ماعز الكشمير ( Cashmere ) : توجد منطقة في باكستان والهند . وهي ماعز متوسطة الحجم ، وذات قرون حلزونية ، وآذان طويلة ، واللون أبيض مائل للاصفرار . ويتميز شعر الكشمير بطوله واستقامته وملمسه الحريري ، لهذا يستعمل في صناعة أرقى الأقمشة ( الشيلان ، الكشمير ) خاصة المأخوذ من طبقة الشعر القصير الناعم الملاصق للجسم .
3- ماعز إنتاج اللحم : وهي حيوانات صغيرة الحجم ممتلئة ، وتوجد في المناطق الاستوائية وتحت الاستوائية ، ولحوم الماعز الصغيرة بصفة عامة جيدة ولذيذة ، وتتميز بانخفاض الدهن فيها غالباً . وفي العادة يتم فطام الجدي بعمر 2 - 3 شهر . ولإنتاج اللحم الجيد يفضل خصي التيوس لتلافي الرائحة المميزة غير المرغوبة للتيوس غير المخصية . كما أنه من الأفضل تسويقها كحيوان لحم عند أعمار صغيرة .
4 - الماعز الهجين : وتنتج من تهجين عروق محلية مع بعضها ، أو مع سلالات أجنبية أخرى . والهجين الناتج له مميزات أو عيوب اعتماداً على صفات التيس والأم المستخدمة ، والصفات التي يمتلكانها ، وسياسة إدارة القطيع . وأشهر السلالات الخليطية : الأنجلونوبيان ( Anglo-Nubian ) السابق ذكرها .
[pagebreak]
تحسين ورفع إنتاجية الماعز في المملكة :
يوضح جدول ( 2 ) وضع الماعز في المملكة حيث يشير إلى تواجد الماعز بأعداد تقرب من 4.3 مليون رأس تعادل 22 % من الوحدات الحيوانية بالمملكة . وتشير آخر الإحصائيات لعام 1995 م إلى أن أعداد الماعز في المملكة يقرب من 6.1 مليون عبارة عن 4.3 مليون رأس في المزارع التقليدية والمتخصصة ، بالإضافة إلى 1.8 مليون رأس لدى البادية . وتربى أغلبها بالطرق التقليدية المتمثلة بالرعي في المنطقة الغربية والجنوبية من المملكة . ويهتم بتربية الماعز في المناطق الصحراوية ، أو في أحواش تربية وتسمين . كما تكثر تربيتها في المنازل والمزارع الصغيرة بسبب الشعبية الخاصة للحم وحليب الماعز في بعض مناطق المملكة .
جدول رقم ( 2 )* : أعداد الماعز في المملكة ( حسب المناطق ) بالرأس
العدد المنطقة1994 م1990 م1986 م27001173452291الشرقية 439536314686264238الرياض 20465515028388592القصيم 264261209139106612حائل10538711915293768الشمالية 31089325619198974المدينة المنورة 767899557436498965مكة المكرمة 1166472273825199025الباحة 2606211266376975662عسير 679514525379601807جيزان 822705505641661نجران 430850937482973091495المجموع
* المصدر : بتصرف من جدول 5-أ ص 15 ، الماعز - إعداد فيصل الشلهوب وعبد العزيز العمري - وزارة الزراعة والمياه - نشرة 1413 هـ إدارة أبحاث الثروة الحيوانية ص 48 . والعدد السابع 1417 هـ من المؤشرات الإحصائية عن الزراعة والمياه في المملكة العربية السعودية ( جدول 5 ) . والعدد التاسع 1416 هـ من الكتاب الإحصائي الزراعي السنوي ( جدول 1-33 ص 66 ) .
ويربى في المملكة أنواع من الماعز أغلبها تأقلم على الظروف البيئية السائدة ، وتشمل :
1- الماعز العربي المحلي المعروف بالعارضي ( البدوي الأسود ) :
وهو ماعز متوسط الحجم مندمجة الجسم ، وهي ماعز سوداء اللون غالباً وتكون عسلية أو بيضاء ، وتمتاز بطول الشعر الخشن . القرون موجودة في الجنسين ، وهي نصف دائرية معقوفة للخلف في الإناث ، وقد تكون حلزونية في الذكور ، والآذان طويلة متدلية . تنتشر الماعز العارضي في منطقة نجد ، والنوع الموجود بالحجاز قصير الآذان والقرون . ويعتبر متوسط النمو جيد وقد يقرب من 200 جم / اليوم ، والوزن الحي بعمر سنة في حدود 40 كجم . والماعز العارضي من أكثر السلالات من حيث العدد والأهمية والانتشار في المملكة . وتشير الدراسات التي تمت في كلية الزراعة بالرياض إلى قابيلة تطوير إنتاج الحليب منها لقدرتها على إنتاج 3 لتر / اليوم لمدة 120 - 150 يوم .
2- الماعز التهامي :
ماعز متوسط الحجم ، وتنتشر في منطقة السهل الساحلي لمنطقة تهامة عسير على ساحل البحر الأحمر ، وذات لون أبيض للجسم والرأس ، وتكون الأرجل والبطن حمراء أو مشوب بالحمرة أو مبقعة ، والذيل قصير ملتف للجسم ، والإناث ( الجفار ) بقرون قصيرة ، والذكور ( التيوس ) بقرون كبيرة منحنية .
3- الماعز الجبلي :
ماعز صغير الجسم ، وتنتشر في المنطقة الجبلية من جبال السروات المحاذية للبحر الأحمر . وهي متعددة الأوان ، وذات قرون خنجرية متوسطة الطول لكلا الجنسين ، والآذان قصيرة ، والشعر طويل .
4- كما يربى في المملكة عدد من أنواع الماعز التي دخلت من المناطق الأخرى ، وذلك تبعاً لشهرتها أو لنوعية إنتاجها كالماعز المصري والشامي والهندي . وبعض هذه الأنواع استقر في المملكة منذ مدة طويلة ، وتأقلم على بيئتها مثل :
4-1- الماعز المصري : وهو من النوع الزرائبي النوبي طويل الأرجل بدون قرون ، والآذان طويلة متدلية . والماعز المصري مشهورة بتحملها للظروف الجوية القاسية ، وبكثرة إنتاجها للحليب ، وبكفاءتها التناسلية المرتفعة ( عالية في التوائم ) . والماعز المصري خليط الأوان ولكن يغلب فيها اللون الأسود ، والأنف مقوس ، ولها شعر ذقن قصير تحت الفك ، وذات ضرع كيسي كبير بندولي المظهر . وينتشر الماعز المصري في المنطقة الغربية من المملكة بكثرة كحيوانات تربية منزلية . ويستعمل كحيوانات تربية وتهجين لتحسين السلالات المحلية والأوروبية في الإنتاج أو في تحمل الظروف القاسية .
4-2- الماعز الشامي أو الدمشقي : نشأ في غوطة دمشق ، ويعتبر أصل لعدد من أنواع الماعز في مصر وقبرص . وهي من الماعز كبيرة الحجم ( 40 - 60 كجم ) المنتجة للحليب ( 2 - 5 لتر ) ، والعالية في نسبة التوائم ( 1.8 ) ، والجداء الناتجة ذات لحم جيد . وهي حيوانات عديمة القرون غالباً ، وذات شعر طويل ناعم نسبياً ، وأغلبها حمراء اللون أو بلون بني فاتح ، وذات آذان طويلة متدلية ، ولها جبهة محدبة ، وأنف محدب مميز ( معقوف ) . وأغلب الأفراد لها لوزتان أسفل الحنجرة قد يصل طولها إلى 8 سم . والضرع جيد التكوين . وقد اهتم بالماعز الشامي حديثاً في المنطقة الوسطى من المملكة ، حيث يعتبر من المقتنيات الخاصة لهواة تربية الماعز في المملكة ، وتصل أسعارها إلى أثمان خيالية نظراً لندرتها وصعوبة الحصول عليها . وينصح عند شراء هذه السلالة استبعاد الحيوانات ذات الفك السفلي الطويل ، والفك العلوي القصير ، لأن هاتين الصفتين تعمل على عدم تطابق الأسنان ، مما يؤدي إلى عدم مقدرة الحيوان على قضم الأعلاف ، وبالتالي خفض الكمية المأكولة ، ونقص الاستفادة من الغذاء المقدم .
[pagebreak]
4-3- الماعز الهندي ( Jamnpari ) والماعز الباكستاني ( Barbari ) : وهما يشبهان ماعز الأنجلونوبيان . وألوانها متعددة ( الأبيض والأسود والبني ) ، وغالباً لها بقع بيضاء أو بنية ، ولها آذان طويلة جداً متدلية ، وجيدة في إنتاج الحليب . وتعتبر هذه السلالة من المقتنيات الخاصة لهواة تربية الماعز في المملكة .
4-4- كما أدخلت بعض أنواع الماعز الأوروبي ( Saanen ) مشاريع حديثة في منطقة الخرج وجدة .
الاستفادة من تربية الماعز في عدد من المنتجات كالآتي :
أولاً : أثناء التربية :
يتم الحصول على عدد من المنافع أهمها :
1- الحليب Goat Milk :
تعتبر إناث الماعز ( الجفار أو الصخال ) من الحيوانات ذات الإنتاج الجيد للحليب . وتبدأ في الإنتاج مع الولادة الأولى لها بعمر 15 - 18 شهر . ويستعمل الحليب المنتج لرضاعة المواليد ، وعادة ما يتم حلابة الماعز ذات الإنتاج العالي بعد اكتفاء صغارها الرضيعة ، أو تربى الماعز أساساً لإنتاج الحليب في المشاريع الحديثة ، بينما تربى المواليد الصغار على بدائل الحليب التجاري . وتنتج المعزة ما مقداره 2 - 4 لتر من الحليب يومياً لمدة 2 - 3 شهور أثناء فترة الرضاعة أو الحلابة المنظمة بعد الولادة ، وقد تستمر في الحلابة بعد فطام مواليدها إذا لم تلقح لمدة تقرب من 300 يوم منتجة ما يقارب من 1200 لتر حليب اعتماداً على السلالة والتغذية وعدد مرات الحلابة . وتستمر في الحلابة حتى الموسم السادس أو أكثر في ظروف التغذية والرعاية الجيدة ، وغالباً ما يصل إنتاج الماعز إلى القمة بعمر أربع سنوات . ويتركب حليب الماعز من الماء 87.6 % والجوامد 12.4 % عبارة عن ( الدهون 3.8 % - اللاكتوز 4.4 % - البروتين 3.4 % - الأملاح 0.8 % ) . وحليب الماعز أبيض سهل الهضم ، وجيد غذائياً للأطفال خاصة الذين لديهم حساسية لحليب الأبقار بسبب صغر الحبيبات الدهنية ، وكون تركيب البروتين فيه سهل الهضم . كما اكتسب حليب الماعز دعاية طبية لخلوه من ميكروب السل ، ولفعله الملين ، وملاءمته للمرضى الذين يعانون من أمراض الربو Asthma والصداع النصفي Migraine ، ويعتقد أن له أهمية في علاج الكيتوزز Ketosis وأمراض الكبد ، ويتميز بارتفاع محتواه من الفوسفور وفيتامين ب1 . كما أشيع عن أضراره في حالة استخدام حليب غير مبستر من حيوانات مصابة – كحامل لمرض الإجهاض المعدي ( البروسيلا أو الحمى المالطية ) ، وحمى البحر الأبيض المتوسط ، ومرض فقر الدم ( الأنيميا ) .
طرق الاستفادة من حليب الماعز :
تقليدياً يتم شرب الحليب مباشرة بعد غليه ، أو يصنع منه اللبن الخض ( أو الصميل ) ، واللبن الزبادي ، أو يصنع منه السمن البلدي ، أو الجبن ، أو يستعمل في عمل الأقط . وفي الصناعة الحديثة يتم تصنيع حليب الماعز المنتج في المشاريع الحديثة أو الحليب المجمع من جمعيات تعاونية إلى عدة منتجات ذات قيمة غذائية واقتصادية عالية أهمها :
o إنتاج الحليب المبستر : حيث أمكن بسترة الحليب وتسويقه بشكل طازج .
o إنتاج الحليب المعقم طويل الأجل : حيث يتم تعقيم الحليب بالغلي أو بطريقة البسترة العالية UHT لتوفير حليب طويل الحفظ يمكن تناوله خلال 6 شهور .
o تصنيع اللبن الرائب أو لبن الزبادي : ويتم بإضافة بادئ إلى الحليب الدافئ ( 40 ْ م ) لمدة 12 ساعة .
o صناعة الجبن : حيث يصنع من حليب الماعز أفضل أنواع الجبن الأبيض وأغلاها ثمناً ، وقد اشتهر منها أجبان من حليب الماعز الهولندية والفرنسية .
o صناعة القشدة أو الزبدة : من الملاحظ أنه يصعب انفصال الدهن من حليب الماعز مقارنة بحليب الأبقار لصغر الحبيبات الدهنية , وتصنع القشدة أو الزبدة بعد فصل دهن الحليب بالطرد المركزي . وزبدة حليب الماعز لها مستهلكين ذوي ذوق خاص .
o صناعة الحليب البودرة : حيث يتم تجفيف الحليب عن طريق تحويله إلى رذاذ تحت التفريغ والحرارة المنخفضة . ويستعمل لتغذية الأطفال ، وذوي التغذية الخاصة .
1) الاستفادة من الشعر :
وهو عبارة عن الشعر المجزوز من الحيوان الحي ، حيث يتم جز الماعز سنوياً قبل حلول فصل الصيف ، أو مرتين في السنة في بعض المناطق . ويمكن الحصول على 1 – 3 كجم شعر لكل حيوان حسب نوعه ، أو من الشعر المزال من الجلود المعدة للدباغة . وأفضل أنواع الشعر الطويل المقصوص من الحيوان الحي ، ويصل طول الخصلة 10 – 25 سم . ويصنع من الشعر الناعم ( الحريري ) المنسوجات ، وأقمشة الملابس الناعمة ( القطيفة ) والبطانيات ، والعقل الجيدة ( المرعز ) . ويصنع من الشعر الخشن البسط ، والسجاد ( المفارش ) وبيت الشعر ، والحبال .
2) الاستفادة من السماد :
يعتبر سماد الماعز من الأسمدة العضوية المفيدة جداً للزراعة ، لاحتوائه على تركيزات عالية من النيتروجين . وتقوم الماعز بتسميد تربة المزارع أثناء رعيها . ويمكن الحصول على 2 – 4 متراً مكعباً من السماد من كل حيوان سنوياً حسب نظام التربية المتبع ، وحجم القطيع .
ثانياً : الاستفادة من ذبائح الماعز :
يتم الحصول على عدد من المنافع أهمها اللحم حيث تعطي الماعز – نتيجة لصغر حجمها ونموها الجيد – ذبائح تناسب العوائل الصغيرة . ولحوم الماعز مفضلة لدى شريحة كبيرة من مجتمع المملكة ، والدليل انتشار مطاعم اللحم المندي والمظبي والمضغوط ، خاصة تلك التي تستخدم ذبائح التيوس المسمنة والمخصية .
وأشهر لحوم الماعز في المملكة العربية السعودية الناتجة عن ذبح الماعز الحرّية ( العارضية – ماعز المنطقة الوسطى والشمالية الشرقية ) ، وتيوس الماعز المصري والتهامي . وتذبح التيوس أو الجفار غير الصالحة للتربية غالباً بعمر 8 – 12 شهراً . ويقل الإقبال على ذبائح التيوس الكبيرة ، لوجود رائحة غير مقبولة ، ولخشونة اللحم بها . وتشتهر بعض الدول كاليونان وقبرص ومالطا لأكلاتها الشعبية المعتمدة على لحوم الماعز .
1) المنتجات الرئيسية المأخوذة من ذبائح الماعز :
يمكن الحصول على عدة منتجات صالحة للأكل من ذبح فئات مختلفة من الماعز ، ويجب التأكد من أن الحيوانات المعدة للذبح مرتاحة ورويانة ، ويفضل أن تكون صائمة عن الأكل لمدة نصف يوم ، وقبل الذبح يجب على الشخص المتمرس أو الطبيب البيطري في المسلخ إجراء الفحص الظاهري للتأكد من خلوها من أي علامات مرضية غير مرغوبة شرعاً أو صحياً . وبعد الذبح لا بد من فحص الذبيحة بيطرياً للتأكد من خلوها من الأمراض المعدية ، والتأكد من سلامة الذبيحة للاستهلاك الآدمي قبل السماح بتسويق اللحم أو استهلاكه . ونسبة التصافي من اللحم الماعز تتراوح ما بين 50 – 55 % من الوزن الحي ، وتعتمد على عمر الحيوان وأسلوب تغذيته . وأهم المنتجات المأكولة كما يلي :
[pagebreak]
a) اللحم : ويمكن الحصول عليه من ذبح الفئات الآتية من الماعز :
i) من المواليد الذكور أو الإناث التي تربى للذبح بعمر الفطام ( 3 – 6 شهور ) : تتراوح أوزان الذبائح في هذه الفئة ما بين 5 – 10 كجم ، وهي لحوم خاصة وغالية ، وتصلح للشواء فقط ، وتعتبر من حيث إنتاج اللحوم خسارة اقتصادية لعدم تمكين الحيوانات من استمرا النمو لإعطاء كمية لحم أكثر ، وأحسن جودة في مرحلة النمو الاقتصادي حتى قرب النضج الجسمي . وهذه الرغبات بالذبح المبكر يجب أن تحدّ لأنها تعتبر إهدارا للثروة الحيوانية ، وعدم نموها .
من المواليد الذكور أو المواليد الإناث التي لا تصلح للتربية بسبب عيب خلقي أو خليط وراثي غير مرغوب ( الجداء أو الجدايا أو الصخال : وهذه تربى للذبح بعمر 6 – 12 شهراً ( حولية ) حسب نوع السلالة ومواصفات الذبيحة المطلوبة ، وتتراوح أوزان الذبائح في هذه الفئة ما بين 10 – 20 كجم . واللحوم الناتجة هي أفضل أنواع اللحوم ، وخاصة إذا كانت الجديان مخصية عند الولادة . وتصلح اللحوم للمندي والشواء .
i) من تسمين الذكور والإناث الزائدة عن الحاجة ، أو التي بها عيب تناسلي ، أو خلقي ولا تصلح للتربية : وأعمار هذه الحيوانات تكون بحدود سنة ونصف إلى سنتين ، وتتراوح أوزان الذبائح في هذه الفئة ما بين 15 – 25 كجم . واللحوم الناتجة جيدة للطبخ ، وغالباً ما تكون سمينة .
ii) من الحيوانات الكبيرة في نهاية دورتها الإنتاجية : وتكون بعمر 3 – 4 سنوات ، وتكون أوزان الذبائح في هذه الفئة ما بين 15 – 25 كجم . واللحوم الناتجة لا بأس بها للطبخ ، وغالباً ما يصنع اللحم الناتج منها كمفروم للاستهلاك المنزلي والمطاعم أو عمل البرجر أو السجق ( المقانق ) للوجبات السريعة .
b) المنتجات الثانوية المأكولة من ذبح الماعز تشمل :
i) الرأس : ويتم سلخه وتنظيفه ويؤكل كما هو مشوياً أو مندياً أو لعمل المرقة ( الشربة ) . وقد يتم تفصيص الرأس إلى لحم رأس ولسان ومخ ، حيث يباع كل جزء على حده ، وغالباً ما تباع هذه الأجزاء للمطاعم . وهي لحوم جيدة وذات قيمة غذائية عالية .
ii) المعلاق : وتكون من جزء من الكرش والكبد والقلب والكلى وأحياناً الرئة . حيث تباع كمجموعة أو كل جزء على حده ، وهناك طلب شديد على الكبد والقلب والكلى ، وغالباً ما تباع بسعر أعلى من سعر اللحم . وتستهلكها مطاعم الشوربة والتقاطيع والسندوتشات الشعبية .
iii) المقادم : وهي عبارة عن زوجي الأرجل ، حيث يتم استخدامها بعد التنظيف في مطاعم شربة الكوارع الشعبية .
iv) الأمعاء ( المصارين ) : وتشمل أساساً جزء كبير من الأمعاء الدقيقة ، وأحياناً جزء من الأمعاء الغليظة، حيث يتم تنظيفها ومن ثم استعمالها كأكياس طبيعية لحشو السجق ، أو تقطيع أو تربط مع شحم البطن ( عصبان ) وتطبخ في المنازل والمطابخ لعمل الشربة أو الأكلات الشعبية .
v) الشحم : ويشمل شحم البطن وحول الكلى ، والشحوم المغطية للذبيحة ( الشحم الخارجي ) . والأكثر استعمالاً شحم البطن وحول الكلى حيث يستعمل مباشرة كدهون للطبخ ، أو يستعمل مع الأمعاء لعمل العصبان . كما تخلط الشحوم مع اللحوم لعمل البرجر ولحوم الوجبات السريعة .
العظام : وتشمل عظام الساق ، وعظام الرقبة ، والضلوع ، والريش ، والذيل . وهذه تستعمل أساساً لعمل المرقة التي تشرب مباشرة أو لطبخ وجبات شعبية .
1) المنتجات غير المأكولة من ذبائح الماعز :
وتشمل نواتج ذبح الماعز في المسالخ الحديثة ، أو التي تترك من قبل الجزارين ولا يستفاد منها للاستهلاك الآدمي . وأغلب هذه المواد عدا الجلد والأمعاء تحول لمصنع المخلفات الملحق بالمسلخ . وهذه المواد تشمل :
a) الجلود :
حيث يتم الحصول على الجلود من الحيوانات المذبوحة ، وتدبغ لاستعمالها في صناعة القرب لحفظ الماء أو لخض اللبن ، والدلاء لسحب المياه من الآبار ، أو الصميل : وهي قرب صغيرة لحفظ اللبن الرائب وتقديمه . وتتراوح أوزان هذه الجلود ما بين 400 – 2000 جم اعتماداً على عمر الحيوانات المذبوحة ووزنها . ونظراً لأن جلود الماعز من الجلود الرقيقة اللينة ، فقد تم الاهتمام بها حديثاً ، فنجد أن جلد الماعز مطلوب بصفة خاصة للصناعات الجلدية الرقيقة ، ولإنتاج الجلود الملونة المستخدمة في العديد من الصناعات الجلدية ، كصناعة الأحذية الرقيقة ( الخف ) ، والحقائب النفيسة ، وأغلفة الكتب القديمة ، وصناعة الأثاث الفاخر . كما تدبغ جلود الماعز الصغير أو ماعز الموهير لاستعمالها للملابس الشتوية ، والجاكيتات ، والقفازات ، والحقائب اليدوية . ويتم تجميع جلود الماعز من المسالخ بعد تنظيفها ، ثم تملح وتجفف لحفظها ، ومن ثم نقلها لمصانع الجلود . ومن المناسب أن يتم التجفيف بواسطة تثبيت الجلود مشدودة على إطارات خشبية إنتاج جلود عالية الجودة . وتتأثر نوعية الجلد بدرجة التسمين ( المعتدلة أفضل ) ، وفصل السنة ( الشتاء أفضل ) ، وطريقة سلخ الجلد .
b) مخلفات الكرش :
وتشمل محتويات الكرش من الأعلاف الغير المهضومة ، وهذه لها قيمة غذائية كعلف ، حيث يتم تعقيمها وتجفيفها ، وإعادة خلطها ضمن علائق المجترات . كما أن لها قيمة سمادية بتجفيفها مع العديد من المخلفات السائلة والصلبة . وطحنها وخلطها وتشكيلها كمنتجات سماد عضوي .
c) الأمعاء الدقيقة :
لصناعة أوتار الآلات الموسيقية والخيوط الجراحية : ويلاحظ في المسالخ الحديثة وجود قسم خاص لتجميع الأمعاء الدقيقة وتنظيفها وتبريدها تمهيداً لنقلها من قبل المتعهد لمصانع الأوتار والخيوط الجراحية .
d) الدم :
خاصة ، ومن ثم يبخر ويجفف في غلايات بخارية ، ويعبأ في أكياس كمسحوق دم تباع لمصانع أعلاف الدواجن .
e) مخلفات المجازر :
وتشمل أجزاء الذبيحة المعدومة ، وقطعيات الفحص البيطري ، وأجزاء الأرجل والرؤوس غير المرغوبة ، والذبائح المرفوضة والنافقة . ويتم الاستفادة من هذه المخلفات بتحويلها إلى مصنع المخلفات المرفق بالمسلخ حيث يتم تقطيعها ، ثم تحويلها إلى قدور الطبخ البخارية لطبخها وتعقيمها . ثم يتم فصل الدهون بالطرد المركزي ، ومن ثم يجمع الدهن الناتج في براميل شحم حيواني ويستفاد منها في صناعة الصابون أو مصانع الأعلاف الحيوانية . والمتبقي بعد فصل الدهن يجفف وقد تفصل العظام أو يطحن وتعبأ في أكياس كمسحوق لحم أو مسحوق لحم وعظم ، ومن ثم تباع لمصانع أعلاف الدواجن .
f) عظام الساق والقرون والحوافر :
حيث يستفاد منها في عدد من الصناعات التقليدية ، وقد يستفاد من العظام في عمليات تكرير السكر . وكذلك استخراج الغراء من الأظلاف .
g) الغدد الصماء للماعز :
تحت ظروف وشروط صحية خاصة يتم تجميع الغدد الصماء من الذبائح تمهيداً لإرسالها للمختبرات الطبية لاستخلاص الهرمونات وصناعة عدد من المستخلصات الطبية . كما قد تستعمل الماعز الحية في المختبرات والمراكز البحثية لإنتاج اللقاحات التي تعطى للحيوانات الأخرى لوقايتها من الأمراض .
المنظمات والهيئات التي يمكن الرجوع إليها لدراسة الماعز
1 ) منظمة NOG الرسمية لتسجيل الماعز الهولندي : وهي منظمة يشترك فيها 3500 عضو لتربية 25 ألف رأس معز . وتعمل على تسجيل النسب ( بتحديد الصفات المظهرية ) والتربية والانتخاب ( بتسجيل بيانات التلقيح الطبيعي والصناعي ) ، وفحص وتسجيل نوعية الحليب . وتطبيق نظم الإدارة السليمة .
2 ) جمعية الماعز البريطانية The British Goat Society : وتقوم بتسجيل القطعان وإنتاجها من الحليب ، ونشر الكتاب السنوي ، ومجلة شهرية .
3 ) جمعية الماعز الأسترالية The Goat Society of Australia : وتقوم بتسجيل القطعان وإنتاجها من الحليب ، ونشر الكتاب السنوي ، ومجلة شهرية .
4 ) الماعز المالطي : ويراقب تنظيمه الإدارة الزراعية Department of Agriculture in Valetta .
5 ) الماعز الفرنسي : ويراقب تنظيمه وزارة الزراعة ، وجمعية Federation Caprine De la Drome .
6 ) الماعز الأمريكي : ويراقب تنظيمه The American Milk Goat Record Association في ولاية أوهايو ، وتشرف على 6 فروع لها في كافة الولايات .
المصدر
جامعة الملك سعود - كلية الزراعة .
المادة العلمية : أ.د / سعيد با سماعيل . . قسم الإنتاج الحيواني .
الإعداد الإرشادي : مركز الإرشاد الزراعي .
نشرة إرشادية رقم ( 62 ) 1419 هـ .