لماذا بيداغوجيا الإدماج ؟

من الإشكاليات التي واجهت النظام التربوي في بلادنا- كغيره من الأنظمة التربوية في العالم- مشكلة تجزئة المعارف التي ميّزت المناهج السابقة؛ إذ تضمّ في ثناياها قائمة من المفاهيم يجب على المتعلم تعلّمها، وبعض المهارات عليه اكتسابها في كل مادة من المواد الدراسية. والنتيجة هي تراكم المعارف لدى المتعلم دون إقامة روابط بينها، مّما يحول دون امتلاكه لمنطق الإنجاز والاكتشاف. بعبارة أخرى، يجد نفسه يتعلّم من أجل أن يتعلّم، وليس لفعل شيء ما أو تحليل واقع والتكيّف معه استنادا على ما تعلّمه.
وكحلّ لهذه الإشكالية، تمّ اعتماد المقاربة بالكفاءات كاختيار بيداغوجي يرمي إلى الارتقاء بالمتعلم، من منطلق أنّ هذه المقاربة تستند إلى نظام متكامل ومندمج من المعارف، الخبرات، والمهارات المنظّمة والأداءات، والتي تتيح للمتعلم ضمن وضعية تعليمية/تعلمية إنجاز المهمّة التي تتطلّبها تلك الوضعية بشكل ملائم.
ومن ثمّ، تغدو هذه المقاربة بيداغوجيا وظيفية تعمل على التحكم في مجريات الحياة بكل ما تحمله من تشابك في العلاقات وتعقيد في الظواهر الاجتماعية، وبالتالي، فهي اختيار منهجي يمكّن المتعلم من النجاح في الحياة، من خلال تثمين المعارف المدرسية وجعلها صالحة للاستعمال في مختلف مواقف الحياة.
إنّ هذه المقاربة كتصوّر ومنهج منظِّم للعملية التعليمية/التعلمية، تستند إلى ما أقرّته النظريات التربوية المعاصرة وبخاصّة النظرية البنائية التي تعدّ نظرية نفسية لتفسير التعلم وأساسا رئيسا من الأسس النفسية لبناء المنهاج المدرسي، الذي ينطلق من كون المعرفة:
- تُبنى ولا تنقل؛
- تنتج عن نشاط ؛
- تحدث في سياق؛
- لها معنى في عقل المتعلم؛
- عملية تفاوضية اجتماعية؛
- تتطلّب نوعا من التحكم.
من هنا، فالمناهج - ومن خلالها مختلف المواد الدراسية- تستهدف تنمية قدرات المتعلم العقلية والوجدانية والمهارية ليصبح مع الأيام وبمرور المراحل الدراسية مكتمل الشخصية، قادرا على الفعل والتفاعل الإيجابيين في محيطه الصغير والكبير، وعموما في حياته الحاضرة والمستقبلية. ولكي تكون المناهج في خدمة هذا التوجّه، كان من الضروري التركيز على الكيف المنهجي بدلا من الكم المعرفي من خلال نظام الوحدات الذي يمكّن المتعلم من التركيز على مضامين بعينها تتوفّر فيها شروط التماسك والتكامل تمكّن المتعلم من كيفية الاعتماد على النفس، تفجير طاقاته، إحداث تغيّرات ضرورية في ذاته لتكيّف مع حاجات طارئة. إنّه مسعى يمكّن المتعلم من اكتساب كفاءات ذات طبيعة مهارية وسلوكية تتكيّف مع الواقع المعاصر سواء في عالم الشغل أو المواطنة أو الحياة اليومية.
هذا النوع من المناهج، يركّز على بيداغوجيا الإدماج، باعتبارها مسار مركب يمكّن من تعبئة المكتسبات أو عناصر مرتبطة بمنظومة معينة في وضعية دالة، قصد إعادة هيكلة تعلّمات سابقة وتكييفها مع متطلّبات وضعية ما لاكتساب تعلم جديد. ومن ثمّ، فالمنهاج المبني على هذه البيداغوجيا يقود المتعلم نحو تأسيس روابط بين مختلف المواد من ناحية، وربط هذه الأخيرة بخبراته وقيمه وكفاءاته وواقع مجتمعه من جهة أخرى. وعموما، فإنّ المناهج ذات الطبيعة الإدماجية تعمل على جعل المتعلّم:
- يعطي معنى للتعلمات التي ينبغي أن تكون في سياق ذي دلالة، وفائدة بالنسبة له، وذات علاقة بوضعيات ملموسة قد يصادفها فعلا؛
- يتمكّن من التمييز بين الشيء الثانوي والأساسي والتركيز عليه لكونه ذا فائدة في حياته اليومية أو لأنّه يشكّل أُسسا للتعلّمات التي سيقدم عليها؛
- يتدرّب على توظيف معارفه في الوضعيات المختلفة التي يواجهها؛
- يركّز على بناء روابط بين معارفه والقيم المجتمعية والعالمية، وبين غايات التعلمات، كأن يكون مثلا مواطنا مسؤولا،عاملا كفءا، شخصا مستقلاّ؛
- يقيم روابط بين مختلف الأفكار المكتسبة واستغلالها في البحث عن التصدي للتحديات الكبرى لمجتمعه، وما يضمن له التجنيد الفعلي لمعارفه وكفاءاته.
ولتمكّن المتعلم ممّا سبق ذكره، يستلزم أنشطة تعلم ذات الخصائص الآتية:
- اعتبار المتعلم محور العملية التعليمية/التعلمية؛
- التركيز على إدماج الكفاءات المستعرضة في الأنشطة التعليمية/ التعلمية؛
- الاهتمام بتنمية الأنشطة الفكرية والتحكم في توظيف المعارف؛
- جعل المتعلم يوظّف مجموع الإمكانات المتنوعة (معارف، قدرات، معارف سلوكية)؛
- إدماج التعلمات يقاس كمّا بعدد الأنشطة التي تتدخل في تحقيقه، ويقاس نوعيّا بكيفيات تنظيم التعلمات.
ولكي يتمّ إنجاز النشاط بالشكل المأمول والعمل على تحقيق الهدف منه، على المدرس أن يتيح للمتعلم :
- الانهماك الفعال، وذلك بتوفير الوقت الكافي للمتعلم لتأمين انخراطه في عمل يفضّله ويرغب فيه، ويشعر بأنّه يستجيب لحاجاته، أي وضعية يمارس فيها تعلّمه بكيفية نشطة، وموظّفا طاقاته المختلفة؛
- الانغماس، من خلال توفير محيط مثل الوسائل المسهّلة للقيام بالنشاط التعلمي المستهدف؛
- التملك، بمعنى جعل المتعلم يشعر بأنه صاحب النشاط التعلمي أو ما ينتج عنه، وذلك بحكم اختياره وإنجازه للنشاط في شكله ومحتواه؛
- النمذجة؛ بمعنى تمكين المتعلم من أن يرى توضيحا عمليا من المدرس للكفاءات المستهدفة؛
- الاستجابة المشجّعة، أي أنّ أداء المتعلم يجب أن يتبعه ردّ من المدرس ليشعر بأنّه محلّ رعاية واهتمام، وأن يكون الرد بنّاء ومشجّعا.
وهذا التعليم/ التعلم، يحتاج إلى طرائق تدريس نشطة، من بينها التدريس بالمشكلة، إذ يوضع المتعلم أمام وضعيات تعلّم باعتبارها نشاطات معقّدة تطوّر لديه روح الملاحظة، الإبداع، الفعل، وبمعنى آخر إنجاز مهمّات مثل ( كتابة رسالة شفهية أو كتابية، حلّ مشكل في الرياضيات،..) وتعتبر الوضعيات بمنظور بيداغوجيا الإدماج:
- وضعيات للتعلّم: فيها يقترح على المتعلم إنجاز هدف خاص لدرس أثناء تعلمات منهجية تقوده إلى صياغة موضوع، فكرة، استنباط، تعريف، عرض قاعدة..الخ، وهذه الوضعيات تُنمَّى من خلال نشاطات ملموسة تستجيب لحاجات المتعلم؛
- وضعيات للإدماج: بحيث تختبر أثناء مهلة توقّف للمتعلم خلال التعلمات المنتظمة، هذ المهلة هي ما يطلق عليه" لحظة الإدماج" حيث يقوم أثناءها المتعلم بتجنيد مختلف المعارف، حسن الأداء، وعلى أساس لحظة الإدماج هذه وبناء عليها يتمّ تطوير المعرفة السلوكية؛
- وضعيات للتقويم: ذلك أنّ وضعيات التقويم تماثل وضعيات الإدماج، إذ كلّما حقّق المتعلم نجاحا في عملية الإدماج، نال ما يعبّر عن هذا النجاح.
وأخيرا، فأساليب التعليم والتعلم تغيّرت، وبتغيّرها أصبح دور المدرس يرتكز على مساعدة المتعلم باعتباره في قلب منظومة التعلم، إذ يقوم بتعلّماته بنفسه اعتمادا على طرائق تدريس نشطة تمكّنه من تجاوز اكتساب المعارف إلى الوعي بالذات، اكتساب الكفاءات، اكتساب قيم وااتجاهات، القدرة على التفكير المنطقي، حلّ المشكلات، تقييم المفاهيم، الثقة بالنفس، الاستقلالية، وذلك هو الهدف الجوهري الذي تسعى إلى تحقيقه مختلف الأنظمة التربوية في العالم ومنها منظومتنا.

السنة الدراسية وفق مقاربة الإدماج

تتكون السنةالدراسيةمن34 أسبوعا من الدراسية الفعلية،تقدم خلالها ثمانية مجالات في ثمان وحدات ديداكتيكية،وفق التقسيم التالي:
*الأسبوع الأول من السنة الدراسية للتقويم التشخيصي؛
*الاسبوع34 خاص بإجراءات آخر السنة؛
*أسابيع العتبة(8-9)،(17-16)،(25-24)،(33-32)للدعم العام والدعم الخاص أو ما يصطلح عليه هنا بالإدماج المرحلي؛
وتخصص باقي الأسابيع لبناء الجديد،والإدماج الجزئي،وقد تم تقسيم السنة الدراسية إلى دورتين اثنتين هما:

[right]

الاسابيع	الأنشطة
1	للتقويم التشخيصي
2-3-4-5-6-7	لبناء الجديد وفق الإدماج الجزئي
8-9	الإدماج المرحلي-العتبة1
10-11-12-13-14-15	لبناء الجديد وفق الإدماج الجزئي
16-17	الإدماج المرحلي-العتبة2

18-19-20-21-22-23	لبناء الجديد وفق الإدماج الجزئي
24-25	الإدماج المرحلي-العتبة3
26-27-28-29-30-31	لبناء الجديد وفق الإدماج الجزئي
32-33	الادماج المرحلي-العتبة4
34	إجراءات آخر السنة

تحليل ومناقشة الانشطة تبعا للاسابيع المقررة؛
·اولا:اسبوع التقويم التشخيصي؛
1)-التعريف:يقصد به الاسبوع الاول من السنة الدراسية،حيث تنجز فيه عدةاجراءات وعمليات منتظمة ومحددة بكفيةعلمية دقيقة،تقاس من خلالها مكتسبات المتعلمين السابقة،وتكون فيها الكفايات والقدرات السابق تحصيلها بمثابة الاطار المرجعي لهذاالتقويم؛اذن الهدف من هذا التقويم هو فحص وضعيات الانطلاق،لان تلك البيانات والمعلومات ستمكننامن اتخاذقرارات
تكون حاسمة في كل تعليم لاحق؛
ان هذه المعلومات ستساعد المدرس بخاصة في وضع مشروعه التربوي السنوي،بناء على معطيات النتائج المحصل عليها،وحفاظا على الاهداف المسطرة،واستحضار الغلاف الومني المخصص اذن هو:
*اجراء عملي من اجل فرز المعيقات والتمثلات،وتحديد الصعوبات ثم تفييء المتعلمين من خلال تقدير الخصائص الفردية،وكذارصدالصعوبات والاستعدادات الخاصةبكل متعلم،أي ان المدرس الناجح هوالدي سيستفيدمن نتائج هذاالاسبوع ليخطط تعلماته وفق البيداغوجية الفارقية ،ومكن ثم ضرورة استحضار بيداغوجيا الخطأ وباقي البيداغوجيات الفعالة؛
*اجراء يقصد به التعرف على مكتسبات المتعلمين ورصد خصوصياتهم من اجل ضمانت انطلاقة جيدة لسنة دراسية جديدة،من خلال تكييف العمليات والاجراءات السنوية مع خصوصيات المتعلمين النفسية والمعرفيةوالعمرية،واستحضارا لحاجياتهم من خلال تخطيط علمي عملي،ودقيق للتعلمات المراد بناؤها؛
*انه اجراتء نهدف من خلاله تكييف الطرائق والوسائل وفق حاجات المتعلمين وخصوصياتهم،من اجل توجيه المتعلمين نحو ما يناسبهم ومايستجيب لحاجاتهم،انه تشخيص يهدف الى العمل على ارساء تقويم تكويني مستمر ومتكامل،
*انه اجراء يهدف الى تسهيل تمرين الخطاب التربوي المبني على حاجات وتمثلات المتعلمين؛
2)-وظائف التقويم التشخيصي خلال الاسبوع الاول من السنة الدراسية:
* اتخاذ قرارات مبنية على اسس علمية عملية؛*تفييء المتعلمين من اجل تكييف التعلمات وفق الحاجيات والخصوصيات؛
* التعرف على مستوى المتعلمين المحصل عليه في السنوات السابقة؛ *رصد تمثلات المتعلمين؛
*رصد مكامن القوة والضعف عند المتعلمين ،وتحويل المشاكل الى اجراءات وعمليات قابلة للتنفيذ؛
*رصد ثغرات البرنامج والوقوف على مكامن قوته ومكامن ضعفه،وعلى مدى ملاءمته للخصوصيات المحلية والوطنية؛
3)-الوسائل المعتمدة خلال اسبوع التقويم التشخيصي:تتعدد وسائل التقويم خلال هذا الاسبوع من ملاحظة واختبارات وروائز،فما هي الوسيلة الانجع؟
افضل خلال هذا الاسبوع التقويم الأداتي على التقويم التفاعلي الذي الذي يسمح بفحص التعلمات دون اللجوء الى ادوات القياس لان التقويم الأداتي يستعمل ادوات تمكننا من الحصول على المعلومات الكافية حول التعلمات،وهذا يتطلب منا ايجاد روائز تتضمن مواصفات دقيقة علمية عملية؛
انواع الروائز:تختلف باختلاف الصنافات،فمثلا وفق صنافة بلوم ستتضمن الانواع التالية:- التذكر- الفهم- التطبيق- التحليل-التركيب- التقويم؛ اما اذاكانت وفق صنافة كانيي: gagné فالتصنيف هنا يميز بين خمس نواتج للتعلم منها المعلومة اللفظية والمهارية العقلية،والمهارات الحركية؛
مواصفات الرائزالداعم للتقويم التشخيصي:ينبغي ان تشمل الاداة موجعيا محدد واسئلة تهم تعلمات هامة وكدلك محتوى يشكل وضعيات بها صعوبات وتحديات للمتعلمين،ان تشمل كدلك انشطة مهيأة لتسهيل تغدية راجعة دقيقة لفائدة المتعلمين،وينبغي ان يكون الاختبار المتداول قصيرا شيئا ما؛
تنبيه:يوظف الاطار المرجعي عند بناء اداة التقويم التعلمات استنادا الى المعايير التالية كالتغطية والتمثيلية والمطابقة؛

·ثانيا:اسابيع بناء الجديد في المدرسة الابتدائية؛
هي الاسابيع(2-3-4)(5-6-7)(10-11-12)(13-14-15)(18-19-20)(21-22-23)(26-27-28)(29-30-31)
تتضمن وحدات دراسية،كل وحدة دراسية تشمل3اسابيع،يخصص الاسبوعان الاول والثاني لبناء المفاهيم وادماجها جزئيا،فيما يخصص الاسبوع الثالث لادماج المفهومين المقدمين سابقا؛
امثلـــة ميدانيـــــة:
الوحــدة:الاولى:القيم الاسلامية والوطنية والانسانية
الفئة المستهدفة:الثالث ابتدائي؛
الكفايـــــة:كان يكون المتعلم قادرا على تركيب جمل مفيدة؛
الكفايات الثانوية: - ان يكون المتعلم قادرا على التمييز بين الجملة المفيدة وغير المفيدة؛
- ان يكون المتعلم قادرا على التمييز بين اقسام الكلمة؛ - ان يكون المتعلم قادرا على التمييز بين ازمنة الفعل؛
الاهداف التعليمية: - ان يتعرف الجمل المفيدة وغير المفيدة؛
- ان يكون قادراعلى استعمال علامات الترقيم؛- ان يتعرف اقسام الكلمة؛-ان يتمكن من التمييزبين ازمنة الفعل؛
المكتسبات القبلية:الرصيد اللغوي المكتسب خلال السنتين الاولى والثانية من التعليم الابتدائي؛
الامتـــــدادات:توظيف الجمل في الكتابات الانشائية مدرسيا،وتوظيفها في التواصل الحياتي خارج المؤسسة التعليمية؛وسائل العمل:السبورة،الكتاب المدرسي،طباشير متنوع اللون،العاكس الضوئي،شفافات،
جدول التعلمــات:يعتبرهدا المشروع تخطيطا ذا اهمية في مدى نجاح او فشل العملية التربوية،فالمدرس الناجح هو الذي يتوقع سير الفعل البيداغوجي قبل وقوعه،بناء على المعطيات والنتائج المتوصل اليها سابقا،بخاصة خلال الابوع الاول من السنة الدراسية الخاص بالتقويم والتشخيص،ومن ثم تنظيم التعلمات داخل جدولة زمنية قابلة للتطبيق،هذا اضافة الى العمل على اعداد الدعامات والوثائق والوضعيات الضرورية لادماج الكفاية المستهدفة؛
ملاحظات ومناقشات هامة:
*ان ادماج الكفاية الاساس يتم من خلال تظافر كل المواد المقررة،القراءة،التعبير الشفهي،التراكيب،الصرف والتحويلن والاملاء والتعبير الكتابي،بل حتى باقي المواد التربية الاسلاميةنوباقي المواد الاخرى،ان الاستاذ مطالب بالعمل على تظافر اهداف كل المواد وجعلها ماتئمة وممفصلة حول الكفاية المطلوبة؛بل هو مطالب بتنويع الوسائل والطرائق والتقنيات احتراما لخصوصيات المتعلم؛
*يتضمن الجدول الخاص بتخطيط التعلمات المجالي عدة مكوانات،اهمها:
-المواد المدرسة،
-اسابيع العمل والايام الدراسية،
- الانشطة التربوية؛
أ)-المواد الدراسية:تضمن هذاالجدول مكوانت الدرس اللغوي المقررفي السنةالثالثةابتدائي وهي:القراءة التعبير الشفهي ،التراكيب،الصرف والتحويل،الاملاء،والتعبير الكتابي؛
ب)-اسابيع العمل والايام الدراسية:ثلاثة اسابيع عمل ،للاشارة عند ملء الجدول لابد من استحضار جدول الحصص الزمني ولائحة العطل والمراجع والمتب الرسمية؛
الاسبوعان الاول والثاني من الادماج الجزئي:يتضمنان بناء ظواهر جديدة،اذن لابد من ايجاد وضعيات خاصة بالبناء والادماج الجزئي؛
الاسبوع الثالث:اسبوع خاص بادماج ما تم بناؤه سابقا لذا لابد من ايجاد وضعيات للتقويم وللمعالجة؛
الانشطة المرتبطة بالاسبوعين الاول والثاني حسب مقاربة الادماج
حسب دوكتيل هناك اربع مراحل:
1-انشطة الاستكشاف؛
2-انشطة التعليم النسقي(المأسسة)؛
3-انشطة الادماج؛
4-اشطة التقويم؛
ولتكييفها مع المدرسة ،نضيف اليها انشطة الربط المتعلقة بالمكتسبات القبلية؛
1)-انشطة المكتسبات القبلية: هي انشطة وعمليات مرتبطة بانطلاق المناهج والدروس،الغرض منها فحص معالم الوضعية وتشخيصها بهدف الحصول على معلومات وبيانات تمكن من اتخاذ قرارات حول التعليم اللاحق وتهدف هذه الانشطة عموما الى:* الحصول على معطيات وبيانات تخص مستويات المتعلمين المعرفية والنفسية والمهارية؛
*الكشف عن تمثلات المتعلمين؛ *التعرف على الصعوبات وعلى أماكن القوة والضعف عند المتعلمين؛
*اثارة المتعلم وحفزه واعداده للدرس الجديد؛
2)-انشطة الاستكشاف:ترتبط انشطة الاستكشاف بوضعية البناء الهدف منها احداث تعلم جديد،حيث يطالب المتعلم اثناء تلك الوضعية بالتكيف مع مشكلة تعترضه،ليعودعلى استعمال مكتسباته وتمثلاته قصدتجاوزالصعوبات المفضيةالى بناءمعرفةجديدة،وهذا كان معروفا في البيداغوجيات الكلاسيكية،الا ان الجديدفي مقاربةالادماج هوتزويدالمتعلم بادوات العمل الضرورية،نذكر منها:*المعرف والمفاهيم؛ *الادوات المنهجية:اسناد مصورة واخرى مكتوبة؛
*وسائل العمل الكفيلة بحل الوضعية:نصوص-جمل-صةيرات-دعامات- - -
*اعتماد تمثلات المتعلم ومكتسباته منطلقا للاستكشاف؛
والسؤال المطروح:لماذا نمد المتعلم بهذه الوسائل؟ الجواب:لعل المتمدرسين بميدان التربية والتعليم يعلمون الجواب الصحيح الدال على ان المتعلم في مقاربة الادماج يعتبر فاعلا اساسيا في هذه المرحلة،لان الادماج يجب ان يكون شخصيا لذا فالمطلوب هو اثارة المتعلم في اسرع وقت ممكن،وهذه الاثارة وذلك التحفيز رهين بمواصفات الوضعية المشكلة التي يجب ان تكون محفزة ومثيرة،بل ومولدة لتساؤلات ترتبط بالهدف المقصود،قصد دفع المتعلم الى استعمال التحليل والتركيب لايجاد العلاقات والقرائن الرابطة بين خيوط الموضوع هدف الدرس؛
3)-انشطة المأسسة:حسب دوكتيل:انشطة التعلم النسقي هي تلك الانشطة الرامية الى تنظيم مختلف المواردالتي تمت معالجتها اثناء انشطة الاستكشاف كترسيخ المفاهيم او كتنظيم المكتسبات وممارستها،وهذا يتم بمراعاة الشروط التربوية والمعيير البيداغوجية نذكر منها:* مراعات تمثلات المتعلمين؛*اختيار الطرائق والوسائل المناسبة لخصوصيات المتعلمين المعرفية والنفسية والعمرية والبيئية؛*مساعدة المتعلمين على اختيار الطرق المناسبة والتقنيات الفعالة،
اهداف انشطة المأسسة: * موضعة التعلمات الجديدة داخل البنية القديمة؛*ربط التعلمات الجديدة بالمكتسبات القبلية؛*ادخال المفهوم الجديد وترتيبه وربطه بالمفاهيم القريبة منه؛*نسخ روابط بين المكتسبات القبلية والتعلمات الجديدة
4)-انشطة الادماج:تهدف انشطة الادماج الى جعل المتعلم يعبئ موارده ويجندها من خلال تحريك مكتسباته التي كانت موضوع تعلمات منفصلة وبالتالي اعطاؤها معنى ودلالة؛
وقت الادماج:قد يطول وقت الادماج مقارنةمع باقي الانشطة،وهو يتم من خلال وضعيةالادماج وهنا لابدمن التقريب بين المصطلحين:النشاط الادماجي والوضعية الادماجية،فالوضعية الادماجية دعامة ووسيلة ضمن سياق معين تحمل مواصفات وخصائص معينة بينما نشاط الادماج هو نشاط تعلمي يدعى خلاله المتعلم لحل الوضعية المقترحة قصد ادماج مكتسباته،لنؤكد ان دور المتعلم هنا يكون محوريا وفاعلا ومركزيا،من اجل تنظيم تعلماته،ومن خلال اعادة تركيبها وتنسيقها،لان النشاط الادماجي يدعو الى التنظيم والتنسيق ليس الى التجميع ولا الى التراكم المعرفي،فقد تكون الوضعية سليمة وجيدة،الا ان استخدامها قد يكون رديئا،هنا نقول ان الوضعية كانت جيدة الا ان النشاط الادماجي لم يكن كذلك؛
5)-انشطة التقويم:بما ان وضعيات التقويم لا تختلف عن وضعيات الادماج،فان انشطة التقويم لا تختلف عن انشطة الادماجنالا ان الاولى تؤدي وظيفة تقويم المكتسبات،وذلك باستحضار المبادئ العامة للتقويم:الملاءمة،التمثيلية والمطابقة،بكيفية تخدم الهدف النهائي من اجل العمل على تنمية الكفاية المقصودة،غير ان العملية لا تنتهي بانتهاء عملية التقويم،اذ لابد من مرحلة اخرى،الا وهي المرحلة الخاصة بمعالجة الانشطة من اجل مساعدة المتعلم على تجاوز التعثرات والصعوبات،من خلال مده بطرائق وتقنيات جديدة،وتتم المرحلة برمتهامن خلال تحليل الاخطاء المرتكبة وفق ما يلي:*الكشف عن الاخطاء ورصدها؛ *وصف الاخطاء؛ *البحث عن مصادر الخطأ؛ *اعداد العدة للمعالجة وتنظيمها؛*تنفيذ الخطة وتتبع المعطيات والنتائج قصد التصحيح والمعالجة؛
استراتيجيات المعالجة والدعم:هذا وتختلف استراتيجيات المعالجة باختلاف البيانات والنتائج المتوصل اليها،ومراعاة لخصوصيات الهدف المعالج واستحضارا للتقنيات والطرائق المتبعة،ويمكن تلخيص الاستراتيجيات في ما يلي:
أ)المعالجة بالتغدية الراجعة:- المعالجة بتصحيح اخطاء المتعلم؛ - المعالجة عن طريق التصحيح الذاتي؛
- المعالجة عن طريق المقابلة والمقارنة بين تصحيح ذاتي وتصحيح خارجي
ب)المعالجة بالتكرار او بأعمال تكميلية:
- المعالجة بدعم جزء من المادة موضوع المراجعة؛ -المعالجة بانجاز عمل تكميلي(تمارين اضافية)؛
-المعالجةبمراجعةالمكتسبات السابقةلاتقانها؛ -المعالجةبعمل تكميلي يستهدف اعادة تعلم المكتسبات او ترسيخها اودعمها؛
ج)المعالجة باعتماد استراتيجية تعلمية جديدة:
- المعالجة بنهج طريقة جديدة في تدريس المادة؛ - المعالجة باعتماد طريقة تعلم جديدة في اصال المكتسبات التي لم يضبطها المتعلمون خلال:1-انشطة الاستكشاف عند اعادة وجوب بناء التلمات؛2-انشطة التعلم النسقي في حالة تدريب المتعلم على استعمال قلعدة او طريقة؛3-انشطة الادماج في حالةمواجهةالمتعلم لصعوبات تحريك مكتسباته لحل مشكلةما؛
د)اجراء تغييرات في العوامل الاساسية:
-اتخاد قرارات تسوية في مجلس القسم حول العوامل المدرسية الاساسية المؤثرة في التعلمات،ويتعلق الامر بفقرات معرفية اساسية تتطلب اعادة التعلمات الاساس،او قرارات اعادة التوجيه او اتخاذ مواقف من العمل المقترح،او من الرفاق،او من المدرس ،وقد يتعلق الامر بالمدرسة عموما؛
- اتخاذ قرارات تسوية كالاستعانة بلأشخاص آخرين او بجهات اخرى في اطار التدبير التشاركي؛

·ثالثا:انشطة الادماج المرحلي خلال اسابيع الدعم العام والدعم الخاص؛
تعريف: هي التي تعقب كل وحدتين ديداكتيكيتين في اللغة العربيةنوثلاث وحدات ديداكتيكية في اللغة الفرنسيةنوهي على الخصوص العتبات الاربع المحددة في الاسابيع الاتية 8-9)؛(16-17)؛(24-25)؛(32-33)؛
فبعد تقديم اربع ظواهر بكيفية منتظمة وبادماج جزئي،يأتي اسبوعا الدعم العام والدعم الخاص المخصص للادماج المرحلينالذي يقصد به تلك الانشطة والافعال التي يقوم بها المتعلمون وبتوجيه من المدرس كي يتم العمل على تنظيم وتنسيق تلك المفاهيم والمعارف والخبرات والاتجاهات(الموارد) المقدمة خلال اسابيع الجديد وفق الادماج الجزئي؛
-الكفايات الاساس لتدبير انشطة الادماج المرحلي:
لكي ينجح المدرس في تدبير انشطة الادماج المرحلي،لابد من توفرهعلى كفايات اساسننذكر منها:
1)-الاستيعاب الجيد لمفاهيم:الادماج الجزئي والادماج المرحلي والادماج النهائي؛
2)-قدته على صياغة مشاريع عمل تربوية؛
3)-امتلاكه للمقاربات الحديثة والبيداغوجيات الفعالة:مقاربة الادماج،المقاربة الحقوقية،مقاربة التدبير بالنتائجنالمقاربة التواصلية،بيداغوجيا الخطأ،بيداغوجيا الفارقيةن،،،،،،،،؛
ملخص مراحل الادماج خلال السنة الدراسية الواحدة
1)الادماج الجزئي:
*وقته:اسابيع بناء الجديد؛
*انشطته:تتم من خلال وضعيات اشكالية،وتهدف الى بناء مفهوم او مفاهيم جديدة وبكيفية متدرجة؛
*وظيفته:ربط التعلمات الجديدة بالتعلمات السابقة،بكيفية منتظمة متراصة،لا بكيفية تجميعية تراكمية؛
*المثال التطبيقي:انظر المثال السابق؛
2)-الادماج المرحلي:
*وقته:الاسابيع الخاصة بالدعم العام والدعم الخاص؛
*انشطته:تتم من خلال وضعيات ادماجية واخرى تقويمية،قصد الحصول على نقط تخص المراقبة المستمرة ؛
*وظيفته(الاهداف):تعبئةالمواردوتحريكهافي وضعيات تربويةدات دلالةومعنىبل هي ذات مواصفات وخصائص؛
*طبيعة الموارد:هي موارد مكتسبة خلال(مرحلة الادماج الجزئي)اسابيع بناء الجديد،هذه الانشطة،يتم تحريكها وتعبئتها قصد تنظيمها واعادة ترتيبها وتنسيقها بكيفية منتظمة ؛فالادماج يناقض التجميع والتراكم؛
*المثال التطبيقي:انظر الامثلة في الفصل الموالي؛
مراحله الثلاث:
- مرحلة التقويم التشخيصي؛
- مرحلة الدعم والمعالجة؛
- مرحلةالتقويم قصد الحصول على نقطة المراقبة المستمرة؛
3)-الادماج النهائي:
قد يكون هدا النوع من الإدماج خلال نهاية سنة دراسية،او قد يكون خلال نهاية سلك تعليمي،كما هو الحال عند نهاية التعليم الابتدائي،او عند نهاية التعليم الإعدادي ،اوعند نهاية التعليم الثانوي التأهيلي،فمثلا عند نهاية التعليم الابتدائي يقوم المدرس في آخر السنة الدراسية باجراء انشطة مختلفة من خلال وضعيات ادماجية تتيح للمتعلمين ادماج مواردهم انطلاقا من الكفايات المستهدفة،وهي مناسبة تمكنهم من تعبئة وتحريك مكتسباتهم قصد اعادة تنظيمها وحسن ترتيبها؛

سبل تقديم وضعية إدماجية

خلال أسبوعي الإدماج سيتوقف الأستاذ كليا عن تقديم أي تعلمات ودروس جديدة للمتعلم.فالستة أسابيع المخصصة لإرساء الموارد قد انتهت.ويعتبر آخر أسبوع منها في غاية الأهمية ،لأنه بمثابة تقويم مزدوج لطرفي العملية التعليمية-التعلمية:المتعلم والأستاذ.فالأول سيتحقق من مدى اكتسابه للموارد المدرسة وقدرته على ا

الشكر كل الشكر الجزيل لكاتب الوضوع الهام جدا
فبالنسية لي توضحت لي مجموعة من الفاهيم التي كانت لحد الان مبهمة فشكرا مرة ثانية و جزاك الله خيرا

في خدمتك

مجهود جبار حيث سيستفيذ كل من زار الموقع جزاكم الله خيرا

» بيداغوجيا الإدماج
» بيداغوجيا الإدماج
» بيداغوجيا الإدماج
» بيداغوجيا الإدماج
» بيداغوجيا الإدماج