شعبة الآداب الامتحان الموحد لنيل شهادة البكالوريا
دورة: يونيو 2003
الدورة العادية
المادة: اللغة العربية
الشعبة: الآداب تخصص لغات.
أولاً: درس النصوص (14 نقطة)
الواقع الاجتماعي في شعر حافظ و شوقي
يتأثر الشاعر بالواقع الاجتماعي الذي يعيش فيه، و هو في الوقت نفسه يؤثر في هذا الواقع بما يصدر عنه من أشعار يتلقاها أفراد المجتمع، و يتأثرون بما فيها، وهذا التأثير و التأثر نسبي يختلف من شاعر إلى آخر، و إن كان معاصراً له، على نحو ما هو ظاهر في شعر كل من شوقي و حافظ؛ إذ أنهما تعاصرا في حياتهما، إلا أنهما تباينا في تأثيرهما و تأثرهما بالواقع الاجتماعي الـذي عاشا فيه. و من ثم كان الفرق بيِّناً في رؤية كل منهما لصورة مصر و الواقع الاجتماعي للمصريين في مطلع القرن العشرين، و طرح الحلول لما يعاني منه المجتمع من صنوف الأمراض الاجتماعية. إن الفرق بين رؤية كل منهما لمصر و الواقع المصري حدد موقف كل منهما من الواقع الاجتماعي...
و الدارس "للشوقيات" يحس بأن رؤية أمير الشعراء لمصر و واقعها الاجتماعي، إنما هي رؤية (مصر التاريخ)، بما وقع فيه من أحداث عبر قرون طويلة، و من ثم جاءت هذه الصورة مطبوعة بتوقيعات فرعونية و يونانية .. و إسلامية و عثمانية؛ إنها صورة الوجدان و الكيان المعنوي أكثر من صورة المكان و تبعيته أو استقلاله. و لعل هذا ما يجعلنا – و نحن نقرأ شعره بحثاً عن الواقع الاجتماعي- نحس بالتركيز على بناء الوجدان و الكيان المعنوي، كحل للمشكـل المصـرية بالعلـم و الأخلاق.
أما شاعر النيل فيرى أن حل المشكلة المصرية، إنما يقوم على فهـم طبيعة مشـاكل المكـان و حلها، و من ثم كان التركيز على كشف عيوب الحياة المصرية السياسية و الاجتماعية؛ فتوقف طويلاً عند فرقة الرأي بين القادة، و الاستسلام و الخضوع للمستعمر و أدواته، و هو لم يغفل أهمية العلم في هذا الصدد، لكنه كان ينظر إلى العلم في إطار الواقع، أي في إطار مصر و المصريين.
إننا نحس في "الشوقيات"، حين يعرض صاحبها للواقع الاجتماعي، أننا أمام كيان ثابث ثبوت التاريخ، أما عند شاعر النيل فإن هذا الكيان متحرك، غير أنه أصيب بغفوة أوقفـت هـذه الحـركة، و الشاعر يريد أن يبعث في هذا الكيان روح اليقظة. و لعل اختلاف بيئتي الشاعرين كان من وراء هذه الفروق؛ ذلك أن شاعر النيل ينطلق في حديثه عن الواقع الاجتماعي، و كأنه يتحدث بلسان مصر، متأثراً بمعاناته و معاناة شعبها؛ ففي شعره نحس نبض هذا الشعب و واقعه الاجتماعي؛ يصوره لنا رجل من أبناء الشعب، شاءت الأقدار أن يعيش كادحاً مكافحاً طول حياته، لم ينعم بحياة مستقرة مترفة، و من هنا شكلت هذه المعاناة أحاسيسه و صوره؛ فجاءت معبرة عن الواقع الاجتماعي، و ما كان عليه أبناء الشعب من فرقة...
أما أمير الشعراء، فإن ما نعم به من حياة مترفة مستقرة، جعل نبض مصر عنده هادئاً إلى حد ما، و لعله من أجل هذا كان يرى مصر بصورة التاريخ و وثائقه، و يخاطب في المصريين عقولهم أكثر من التركيز على الوجدان و إثارته، و من ثم، كان الحل عنده حلاً هادئاً، يتمثل في مطلبين أساسيين: العلم و الأخلاق... أما حافظ فكان ينشد الحل في عمق الكيان الشعبي، وكان يريد أن يهز هذا الكيان هزة توقظه من ثباته، و تحركه حركة دائبة، تناسب حجمه في عمق تاريخ الإنسانية.
إن رؤية شوقي أقرب ما تكون إلى رؤية "الدبلوماسي" الرسمي و ما تتسم به من نزعة رسمية هادئة و تقريرية؛ أما حافظ فإن رؤيته رؤية "الصحفي" الذي اتخذ من قلمه وسيلة لاستثارة همة أبناء وطنه.
محمد عويس محمد/مجلة: فصول ../ المجلد الثالث/ العدد 2 ص 246-247 / يناير-فبراير-مارس 1983.(بتصرف)
ادرس هذه المقالة دراسة أدبية متكاملة، معتمداً خطوات القراءة المنهجية مركزاً على ما يلي:
*تحديد القضية المركزية المطروحة و توضيحها.
*بيان المنهج النقدي الذي اعتمده الكاتب للدفاع عن أطروحته و مناقشته.
*رصد خصائص المقالة.
*استخراج بعض مظاهر الاتساق و الانسجام في النص و بيان دورها في تبليغ أطروحة الكاتب.
ثانياً: درس المؤلفات (6 نقط)
تعكس رواية "الريح الشتوية" تطور المجتمع المغربي و مستوى وعيه الوطني، مما ادى إلى الإيمان بالمقاومة اختياراً أساسياً لاسترجاع الأرض و تحرير الوطن.
إنطلاقاص من هذا القول، و اعتماداً على قراءتك الرواية، اكتب موضوعاً تبرز فيه المتن الحكائي للرواية و البعد الاجتماعي فيها