بسم الله الرحمن الرحيم
من مقدمة الكتاب
أما بعد ؛ فإن كتاب " نهج البلاغة " من الكتب الشهيرة ، التي حازت المحل الرفيع عند " الشيعة " ؛ لاحتوائه – في زعمهم – على خطب علي – رضي الله عنه - ، وهو من هو عندهم ، غلوًا وتقديسًا ، ولذا فقد بالغوا في الحفاوة بـ" النهج " ، حتى قال قائلهم : " إن الشيعة على كثرة فرقهم واختلافها متفقون متسالمون على أن ما في نهج البلاغة هو من كلام أمير المؤمنين رضي الله عنه ، اعتمادًا على رواية الشريف ودرايته ووثاقته " ، حتى كاد أن يكون إنكار نسبته إليه رضي الله عنه عندهم من إنكار الضروريات ، وجحد البديهيات ، اللهم إلا شاذًا منهم ، وأن جميع ما فيه من الخطب والكتب والوصايا والحكم والآداب حاله كحال ما يُروى عن النبي صلى الله عليه وسلم " ..
ولهذا ؛ فقد توالت على الكتاب شروحات الشيعة - كما سيأتي - ، إلا أن أشهر شرح له كان من نصيب ابن أبي الحديد ، حيث نفق سوقه عند الطرفين " أهل السنة ، والشيعة " ؛ لتذبذبه بين المذهبين ! - كما سيأتي - ، مما جعله يأتي هؤلاء بوجه ، وأولئك بوجه ، فكان كالشاة العائرة بين الفئتين .
وهذا التذبذب منه دعا أحد كتّاب السنة إلى " تشريح " جزء مهم من شرحه ، بنقد مافيه من تجاوزاتٍ ، أو تعرضٍ لثلة من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأعني به : الأستاذ محمود الملاح – رحمه الله - ، في رسالته " تشريح شرح نهج البلاغة " التي أقوم بتحقيقها ، وبعثها من جديد لعالم المطبوعات ؛ لأن طبعتها الأولى ( عام 1374هـ ) قد اندثرت ، حتى من المكتبات العامة ، ولأنها متعلقة بشرح شهير لايزال يُعاد طبعه مرارًا .
وقد قدمت قبلها ثلاثة مباحث :
1-التعريف بكتاب " نهج البلاغة " ، وتحقيق نسبته لعلي - رضي الله عنه - .
2-ترجمة ابن أبي الحديد ، وأبرز المآخذ على شرحه .
3-ترجمة الأستاذ محمود الملاح ، وحديث عن منهجه في " التشريح " .
غلاف الكتاب
حمل الكتاب من هنا