هذه هي العواقب الجسدية والنفسية للزواج المبكر
»لا لزواج القاصرات«:
ما هي التبعات الصحية والنفسية الناتجة عن زواج الفتيات في سن مبكرة؟ حملة «سيدتي» الهادفة إلى ممانعة زواج القاصرات حاولت الإجابة عن هذا السؤال من خلال معلومات مستمدّة من مستشفى سعد التخصصي بالخُبر عبر الإستشاري في أمراض النساء والولادة الدكتور خالد عزمي والإختصاصية النفسية الدكتورة فاطمة الحداد.
يتحدّد سنّ الزواج المثالي حسب نمو الفتاة الجسدي والنفسي. ومن المعلوم أن بعض دول أميركا الجنوبية منعت الزواج قبل سنّ 12 عاماً، فيما حدّد بعض الدول الآسيوية ومن بينها الصين هذه السنّ بـ 21 عاماً.
النمو الجسدي
صحيّاً، يفضّل أن تكون قد مرّت أربع سنوات على بلوغ الفتاة المقبلة على الزواج، مع انتظام الدورة الشهرية لديهـا، حســب الإستشاري في أمراض النساء والولادة الدكتور خالد عزمي.
وممّا لا شك فيه أن النمو الجسدي يعتبر من أبرز العوامل المؤهّلة للزواج والحمل والولادة، فضلاً عن النضوج العقلي والنفسي.
تهتّكات في الجهاز التناسلي
ويؤكّد عزمي «أن ثمة تبعات صحية مترتّبة عن الزواج في سنّ مبكرة، وتشمل: حدوث تهتّكات في الجهاز التناسلي عند بدء ممارسة العلاقة الزوجية، نزيف قد يتطوّر مستواه إلى الحاد في الأعضاء التناسلية، نقص في العناصر الغذائية الأساسية لنمو الجنين عند الحمل مع عدم اكتمال نمو العظام والحوض لدى الأم، زيادة احتمال الولادة المبكرة وتعسّر الولادة أو الولادة بعملية قيصرية، إرتفاع فرصة الإصابة بتسمّم الحمل أو حدوث الحمل العنقودي، عدم الوعي الكافي في مجال تنظيم الحمل ممّا يزيد من احتمالات الولادة المتكرِّرة بدون فاصل زمني بين الولادات ويشكّل عبئاً جسدياً ونفسياً على الفتاة...». ويقول: «إذا كان بعض هذه التأثيرات ممكن العلاج رغم صعوبته وتأثيراته السلبية، إلا أن بعضها الآخر يصبح أمراً واقعاً لا مفرّ منه، ويحتّم على «الصغيرة» التعايش معه والرضوخ له بصبر».
ويشير إلى «أن عدم اكتمال وعي الأم ونقص خبرتها في تنشئة أبنائها وجهلها احتياجاتهم النفسية والصحية والتعليمية، كلّها عوامل تؤثّر سلباً على أسلوب رعايتها وتربيتها لهم، ممّا يعرّض الأبناء أيضاً إلى مشكلات ومخاطر صحية عدّة كغياب التغذية السليمة وعدم إتمام فترة رضاعة كافية والتعرّض لحوادث منزلية».
إضطرابات نفسية وسلوكية
بدورها، تشرح الإختصاصية النفسية الدكتورة فاطمة الحداد «أن ثمة سمات شخصية تحدّد العمر الأمثل للزواج»، مضيفةً: «بشكل عام، تكون الفتاة التي تجاوزت سنّها العشرين مهيّأة بدرجة كبيرة للإرتباط الزوجي، إذ تبلغ في هذه المرحلة النضوج النفسي والصحي والإستقرار والقدرة على تحمّل المسؤولية، وتكتسب الخبرات اللازمة من البيئة المحيطة، خصوصاً في ما يتعلّق بالعناية بالأطفال».
وإذ تشدّد على «أن الفتاة في سن مبكرة لا تكون مهيّأة نفسياً لممارسة العلاقة الزوجية ولتحمّل مسؤوليات الأسرة»، تشير إلى دور الزواج في سنّ مبكرة في الإصابة باضطرابات نفسية وسلوكية. وتردف قائلةً: «قد ينتج عن زواج القاصرات صدامات وخلافات زوجية، إما نتيجة ارتباط العلاقة الزوجية بالألم أو بسبب المسؤولية الكبيرة التي تتجاوز قدرتها عند إنجاب الأطفال».
وتشرح الحداد «أن جسم الفتاة الصغيرة ليس مهيّأً للتغيّرات الفسيولوجية المصاحبة للحمل، ويعتبر هذا السبب رئيسياً في إصابتها بالأمراض النفسية كالإكتئاب والتوتر والقلق والأرق والوسواس القهري، وبالتالي قد يؤثّر على العلاقة الزوجية والعناية بالمولود»، مضيفةً «أن هذا الإضطراب قد يجعلها مصدراً لقرارات غير سليمة وحكيمة ويضعها في موقع العاجزة عن تربية أبنائها بشكل سوي وسليم. لذا، لا يمكن فصل الرابط بين الحالتين الجسدية والنفسية للفتاة، فكل منهما يؤثّر على الآخر، وإذا ما صحّ الجسد صحّت النفس والعكس صحيح