يتناول الكاتب بالبحث والتحليل العديد من، المراجع التاريخية اليونانية، وكتابات بعض المؤرخين، وما دوّنه المستشرقون، وما جاء في التوراة، ليدحض إمكانية "الحديث عن لغات أمورية وكنعانية وآرامية "، لأنها "مسألة لا تستند على أسس صحيحة"، إذ ما من آثارات على وجودها الفعلي في بلاد الشام. كما أنه يؤكد العثورعلى غالبية أسماء القرى اللبنانية، "في أسماء مماثلة لقرى وحصون ومناطق وعشائر في اليمن"، ويشرح بإسهاب وبالتفصيل هذه المقاربة بحسب الأحرف الأبجدية، معتمدا في ذلك على عدة مقاييس منها "إظهار الجذر اللغوي الثلاثي"، وعلى اسم القبيلة والعشيرة وليس على الجغرافيا، ومعتمدا أيضا "على بعض المراجع لتصحيح لفظ الاسم الذي يخضع للتبدل أحيانا"، فيفسّر مثلا أن كلمة "دير" التي تسبق العديد من أسماء القرى، والتي تعني بيت الرهبان، تعني في اليمن "البيوت القليلة"، وأن كلمة "مار" التي تعني القديس، لها معنى "مدّبر العشيرة أو شيخها".
بحث مثير للإهتمام في هذا الكتاب الذي يضمّ من المعلومات حول الأسماء التي يعود بها المؤلف إلى أصلها ليقيم ربطاً بينها وبين محيطها، وليجد لها دلالة تاريخية قد تساعد القارئ في إيجاد بعض الحلقات الناقصة من تدوين التاريخ، مما قد يعيد طرح الأسئلة حول بعض المسلّمات التاريخية.
mediafire.com/?hwkmt0ctztt