بعد الجولة 16 من النسخة الثانية لدوري المحترفين الاردني لكرة القدم، برزت من جديد ظاهرة المدرب الوطني ومدى الحاجة إليه، في ظل واقع مالي مرير تعيشه أندية دوري المحترفين التي تنفق على لاعبيها ومدربيها وفرقها أكثر بكثير مما يدخل صناديقها، جراء تواضع إيراد مداخيل مباريات الموسم والانحسار الجماهيري، وكذلك تواضع تسويق بطولاتنا ودورينا بل وحرمان معظم فرقنا ومباريات دورينا من حقها في نقل تلفزيوني فضائي أو حتى أرضي، لدرجة اعتقدنا معها ان مباريات دورينا تقام خلف أبواب موصدة ووسط مدرجات فارغة ليس تنفيذاً لعقوبة اتحادية، بل انعكاس حقيقي لحالة احباط أصابت أوساط كرتنا التي أضحت تتحدث عن ذكريات وانجازات الماضي «أيام الزمن الجميل» أكثر من حديثها عن طموحات المستقبل في عصر الاحتراف وانفاق الملايين.
نعود الى ظاهرة وحكاية مدربنا الوطني.. ومدى الحاجة للعودة إليه وتعزيز حضوره ومنحه ما يستحق من دعم معنوي وتقدير مالي وما يستحق من دورات الصقل والتأهيل واكتساب المزيد من الخبرات.
تسعة من أندية دوري المحترفين اهتدت لطريق المدرب الوطني.. مظهر السعيد «الفيصلي»، جمال ابو عابد «الجزيرة»، عيسى الترك «البقعة»، عبدالمجيد سمارة «الرمثا»، اسلام ذيابات «كفرسوم»، محمود الخب «اتحاد الرمثا»، د.ناجح ذيابات «الكرمل»، أسامة قاسم «الحسين»، وخلدون عبدالكريم «اليرموك» وهذان الأخيران حمدا في موقعيهما منذ بداية الموسم، بينما عانى الآخرون من ظاهرة الإقالة أو الاستقالة واتخذوا مشجبا لأخطاء الآخرين. ثلاثة أندية فقط اختارت المدرب «الخواجا».. الكرواتي دراغان «شباب الأردن» والعراقيان ثائر جسام «الوحدات بعد الفيصلي» وكاظم خلف «العربي» بينما سقط كثيرون من المدربين العرب والأجانب في رحلتهم مع فرق دورينا هذا الموسم من قبيل العراقي عادل يوسف والتونسي عمر مزيان «الوحدات»، السوري عماد خانكان «الجزيرة»، السوري عبدالرحمن إدريس «البقعة»، والسوري عبدالناصر عيسى «الرمثا»، والعراقي جبار حميد «اتحاد الرمثا والكرمل والعربي»، والعراقي نزار أشرف «شباب الأردن والرمثا»، العراقي جلال طعمة «كفرسوم». مدربنا الوطني يا سادة يحتاج دعمنا وثقتنا، والمدرب الأجنبي نحتاجه في أوقات ومناسبات استثنائية وليس بصفة دائمة..
مدربنا الوطني يا سادة يحتاج فرصة جديدة للعمل في الموقع الأول مع المنتخبات الوطنية.. إذ لا يعقل غياب المدرب الوطني عن هذا الموقع في منتخبات الرجال والأولمبي والشباب والناشئين وحتى في خماسيات الكرة، مكتفين فقط بمدرب وطني لمنتخب السيدات!!
مليون دينار أو يزيد تكلفة سنوية يتحملها صندوق اتحاد الكرة للانفاق على تعاقده مع قرابة عشرة مدربين من مصر والعراق وانجلترا والبرازيل.
رقم مذهل في عالم وتاريخ الكرة الأردنية وإن كان ضئيلاً بل خجولاً في دول أخرى خليجية أو عربية أو أوروبية وغيرها.
لا نقول ذلك دفاعاً عن مدرب وطني مظلوم، أو هجوماً على مدرب عربي أو أجنبي يعمل بإخلاص في ملاعبنا.. ولكنها الحقيقة التي أردنا التطرق اليها.. عسى أن يكون عام 2010 عام المدرب الوطني.
وعام الاستفادة من تجارب الآخرين ونجاحها تجربة حسن شحاتة مع منتخب مصر ورابح سعدان مع الجزائر وفوزي البنزرتي مع تونس. والله الموفق
"نقلا عن صحيفة السبيل الاردنية"