يعتبر كتاب عشرة ايام هزت العالم ، من اروع واصدق ما كتب عن الثورة الروسية عام 1917. ومؤلفة جون ريد وهو صحفى شيوعى اميركى، قد تعرض لكثير من المخاطر وهو يتنقل بين الثوار وجنود الجيش الاحمر ووبين العمال و الفلاحين البلاشفة ..لرصد اهم واصعب المواقف السياسية والشخصية والانسانية التى تتكامل مع بعضها لترسم لنا ادق تفاصيل الثورة الروسية بكل سلاسة ويسر فى اسلوب روائى وادبى شيق للغاية حتى ان القارىء العادى والذى لا يعرف مسبقا من هم البلاشفة ، او ماهى ثورة اكتوبر او ثورة فبراير ؟ والعديد من اسامى الاحزاب السياسية والمدن الروسية ..سيكون لدية صورة واضحة تماما عن اكتوبر وتضحيات الشعب الروسى فى سبيل اسقاط القيصرية فى فبراير ثم حكومة الرأسماليين المؤقتة فى اكتوبر واعلان نجاح او ثورة اشتراكية فى العالم . وان كان جون ريد قد عانى الامرين فى سبيل اعداد هذا الكتاب متحملا دوى الرصاص والانفجارات من حولة ....فقد عانى ما هو اشد من ذلك فى وطنة (امريكا) عندما اراد ان ينشرة ..فحتى ذلك الوقت لم يكن ينشر فى اميركا واوروبا الا احقر الاكاذيب والادعائات البرجوازية لتشوية الثورة الروسية حتى لا يلفتوا نظر عمال وفلاحين بلادهم لبطولة اخوانهم فى روسيا وكيف استطاعوا انتزاع السلطة من ايدى مستغليهم ، وتعرضت المخطوطة الاصلية لست محاولات سرقة على ايدى قطاع طرق لاتلافها ، ولكن رغم كافة المصاعب والعراقيل . فقد اصدر الكتاب فى اميركا عام 1919. واصبح المؤلف الاول فى الادب العالمى الذى قص على الانسانية جمعاء، حقيقة الثورة الاشتراكية المنتصرة فى روسيا ، هذة الثورة التى دشنت بداية عصر جديد فى تاريخ الانسانية ....عصر الثورة البروليتارية ....واترككم مع مقدمة الكتاب..ورابط التحميل.
مقدمة كروبسكايا(1) للطبعة الروسية الأولى
عشرة أيام هزّت العالم»، ذلك هو العنوان الذي أعطاه جون ريد لكتابه الرائع. يسترجع هذا الكتاب بكثافة وحدَّة مدهشتين الأيام الأولى من ثورة أكتوبر. إننا لا نلقى هنا مجرد تعداد للأحداث، أو مجموعة من الوثائق، وإنما سلسلة من المشاهد المعاشة، صادقة إلى درجة أنها لا بد وأن تسترجع في ذهن كل الذين عايشوا الثورة المشاهد التي حضروها. إن كل هذه اللوحات، المرسومة بدقة، تعبر عن مشاعر الجماهير. وتسمح بالتالي بفهم المعنى الحقيقي لمختلف أطوار الثورة العظيمة.
قد يبدو غريبا، لأول وهلة، أن يكون مؤلف هذا الكتاب أجنبيا، أمريكيا يجهل لغة البلد وتقاليده. يبدو وكأن لا بد له من أن يرتكب أجسم الأخطاء، عند كل خطوة، وأن يتغافل عن عوامل أساسية.
إن الكتّاب الأجانب لا يكتبون عن روسيا السوفييتية كما يكتب جون ريد، فإما أنهم لا يفهمون معنى الأحداث، وإما أن يلجأوا إلى التعميم انطلاقا من وقائع معزولة لا تكون هي الوقائع الأساسية المميزة. وصحيح أن القليل منهم فقط قد شاهد الثورة شخصيا.
لم يكن جون ريد مراقبا لا مباليا. إن كونه ثوريا وشيوعيا قد مكّنه من فهم معنى الأحداث، معنى النضال الكبير. من هنا هذه النظرة العميقة والتي لولاها ما كان هذا الكتاب.
إن الروس لا يتكلمون، هم أيضا، عن ثورة أكتوبر مثلما يتكلم جون ريد عنها: فإما أن يطلقوا حكما، وإما أن يكتفوا بوصف الفترات التي شاهدوها. أما كتاب ريد فإنه يرسم لوحة شاملة لثورة الجماهير الشعبية كما حدثت فعلا. لذا فهو يكتسب أهمية بالغة بالنسبة للشباب، للأجيال الطالعة التي ستصبح ثورة أكتوبر بالنسبة لها جزءا من التاريخ. إن كتاب ريد ملحمة بطريقته الخاصة.
يرتبط جون ريد بوشائج لا تنفصم بالثورة الروسية. كانت روسيا السوفييتية عزيزة عليه، قريبة إلى قلبه، وفيها أصيب بالتيفوييد، وها هو يرقد الآن عند عتبة «الجدار الأحمر» في الكرملين. فالذي وصف جنازة ضحايا الثورة، كما وصفها جون ريد، يستحق مثل هذا الشرف.
لتحميل الكتاب