تناول العديد من العلماء والرواد وبعض الدول المتقدمة أهداف التربية الرياضية كل حسب الفلسفة التربوية والاجتماعية للدولة، أو حسب المدرسة التي ينتمون إليها ويدينون لها، وبالرغم أن هناك اختلافاً في كيفية صياغة الألفاظ، أو في تحديد أولويتها تبعاً للظروف الخاصة لهذه المجتمعات، إلا أن معظمها يهدف إلى إعداد الفرد إعدادا متكاملاً ليسهم في تحقيق متطلبات المجتمع.
ولهذا يجب النظر إلى أهداف التربية الرياضية في ضوء معايير خاصة، لها فاعليتها وتأثيرها في العملية التربوية، على أن ترتبط هذه الأهداف بفلسفة الدولة وأمانيها وتطلعاتها المستقبلية وتعبر عن مشاكل المجتمع واحتياجات الأفراد فيه ( العفيفي ، 1976 : 34 ).
ولقد زادت أهمية التربية الرياضية في عصر النهضة وأعادت التوازن بين مختلف النواحي العقلية والجسمية والأخلاقية فلقد زاد الاهتمام بالتمتع بالحاضر، وتقوية الجسم، وانتشرت النظرية والفلسفة التي تؤمن بأن الجسم والعقل لا يمكن الفصل بينهما وان عملية التعلم ستصل إلى ذروتها إذا كان البدن صحيحاً معافى، وان الواحد منها ضروري لقيام الآخر بوظيفته على الوجه الأكمل، حيث يشير “جون ديوي John Dewy ” إلى أن الأهداف التربوية يجب أن ترتبط بحياة الفرد الاجتماعية وحاجاته الضرورية، ارتباطاً وثيقاً فهما اللذان يحددان ما يجب أن يتعلمه ( أحمد ، 1970 : 251 ).
وقد أشار نيكسون وجويت ( Nixon & Jewett , 1981 : 40 ) أن أهم أهداف التربية الرياضية من وجهة نظرهما هي اللياقة البدنية وتنميتها، والتنمية الاجتماعية، وتنمية الاتجاهات والمعارف والمعلومات بالإضافة إلى تنمية التوافق العضلي العصبي .
ونقلاً عن “هذرنجتون Hetherington ” و”وود وكاسيدي Wood & Cassidy ” حيث قسما أهداف التربية الرياضية إلى أهداف آتية فورية، ويقصد بها متطلبات القيادة الرشيدة الصالحة، وأهداف بعيدة ويقصد بها تطوير مقدرة الفرد على التكيف بسهولة مع الآخرين، وتبنى “Bucher” هذه الأهداف التربوية حيث قصد بها تنمية العمليات الغريزية والعمليات الذهنية، وتنمية أجهزة التوافق العضلي العصبي وتنمية الأجهزة العضوية، وتنمية الناحية العقلية والصحية . ويؤكد ” ناش Nash ” أن مجموعة من الأهداف ضرورية للتربية الرياضية وتتلخص هذه الأهداف في أهداف عامة وأهداف خاصة، بحيث تتكون الأهداف العامة من هدفين اثنين هما : التنمية المتناسقة للصفات الفردية مثل اهتمامات الفرد وإمكاناته وقدراته عن طريق الممارسة الرياضية، والآخر التنمية المتناسقة للاهتمامات والمثل العليا، والعادات التي تستهدف الفرد وحياته وصحته، أما الأهداف الخاصة فهي تتضمن الجوانب البيولوجية والنمو العضلي والحيوية العضلية والعصبية، والعادات الصحية السليمة ، وإصلاح نواحي النقص التي تسهم في تنمية الفرد ليصبح مواطناً صالحاً التنمية العضلية، والعقلية والتنمية الانفعالية والعضوية والترويحية (144 -159 : 1983 Bucher, ).
وقد أشار ” جوردون اندروود “ ) 40-41 : 1983 , Underwood ( إلى أهداف التربية الرياضية الضرورية لتحقيق الأهداف التربوية بشكل سليم والتي استخلصها من دراسته العلمية التي أجراها في بريطانيا والتي تتمثل في الجوانب التالية:-
- تنمية الجوانب الترويحية وأوقات الفراغ .
- تنمية الجوانب الصحية .
- تنمية اللياقة البدنية .
- تنمية النواحي الاجتماعية .
- اكتساب السعادة والمرح .
ويتضح للباحث مما سبق ومن خلال استعراضنا لأهداف التربية الرياضية من وجهة نظر العلماء والرواد مثل احمد العفيفي (1976) ، وسعد احمد (1976) ، ” Charles Bucher “ (1983) و(1983) ، جوردون اندروود (1983) أنَ هناك اتفاقاً واضحاً في معظم الأهداف من حيث المضمون والمحتوى، وذا كان هناك اختلاف في تحديد أولوياتها وهي تحديد الأهداف البدنية والمعرفية والصحية والحركية وان التربية الرياضية تحقق النمو العضلي والتوافق العضلي والعصبي .
( العفيفي ، 1976 : 34 ). (أحمد ، 1970 : 251 ). (144 -149 : 1983 Bucher,). (40-41 : 1983 Underwood,).
ولهذا يرى الباحث أن أهداف التربية الرياضية يمكن تحقيقها وقبولها في الواقع المعاصر؛ لتسهم في عملية التحديث حيت يتضح أهميتها في شتى المجالات المختلفة وتحقيقها لعدة أغراض هامة في جوانب شخصية الفرد الرياضي وغير الرياضي ولهذا يمكن أن نحدد أهداف التربية الرياضية كما يلي :
- أهداف بدنية . – أهداف عقلية .
- أهداف حركية . – أهداف نفسية .
- أهداف اجتماعية . – أهداف صحية .
- أهداف ترويحية . – أهداف معرفية .