Admin Admin
عدد المساهمات : 34923 نقاط : 160789 السٌّمعَة : 1074 تاريخ التسجيل : 14/05/2009 الموقع : http://www.autoformer.net/
| موضوع: جذاذة الدرس الخامس: خصائص الاسلام: العالمية والتوازن الثلاثاء نوفمبر 17 2009, 20:03 | |
| الوسطية بين الإفراط والتفريط وسطية الإسلام تستلزم الابتعاد عن الإفراط والتفريط في كل شيء ، لأن الزيادة على المطلوب في الأمر إفراط ، والنقص عنه تفريط ، وكل من الإفراط والتفريط خروج عن جادة الطريق . فوسطية الإسلام تقتضى إيجاد شخصية إسلامية متزنة تقتدي بالسلف الصالح في شمول فهمهم واعتدال منهجهم وسلامة سلوكهم من الإفراط والتفريط ، والتحذير من الشطط في أي جانب من جوانب الدين ، والتأكيد على النظرة المعتدلة المنصفة والموقف المتزن من المؤسسات والأشخاص في الجرح والتعديل فوسطية الإسلام تلزم الأمة الإسلامية بمقاومة الغلو والتطرف في الدين ، ورد الغلاة إلى منهج الاعتدال والحكمة ، ورعاية حقوق نفسه وحقوق غيره ، وحينما نتحدث عن وسطية الإسلام يتبادر إلى أذهاننا ما يقابلها من كلمة سائدة على ألسنة الناس اليوم وهي التطرف الديني ، فالإسلام يدعو إلى الوسطية ويحذر من التطرف بجميع صوره وأشكاله . وقد ألف فضيلة الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي كتابا في هذا الصدد تحت عنوان : " الصحوة الإسلامية بين الجحود والتطرف " ، وبين فيه حقيقة التطرف وأسبابه وسبل العلاج منه ، وسنذكر نبذة ملخصة مما قال . فالنصوص الإسلامية تدعو إلى الاعتدال وتحذر من التطرف ، وتعبر عنه بعدة ألفاظ منها : الغلو والتنطع والتشديد ، فمن خلال تلك النصوص أصبح من الواضح الجلي أن الإسلام ينفر أشد النفور من هذا الغلو ويحذر منه أشد التحذير . قال تعالى : )) قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ وَلاَ تَتَّبِعُواْ أَهْوَاء قَوْمٍ قَدْ ضَلُّواْ مِن قَبْلُ وَأَضَلُّواْ كَثِيرًا وَضَلُّواْ عَن سَوَاء السَّبِيلِ (77) )) المائدة وقال تعالى : (( يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ وَلاَ تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ إِلاَّ الْحَقِّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ فَآمِنُواْ بِاللّهِ وَرُسُلِهِ وَلاَ تَقُولُواْ ثَلاَثَةٌ انتَهُواْ خَيْرًا لَّكُمْ إِنَّمَا اللّهُ إِلَهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَن يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَات وَمَا فِي الأَرْضِ وَكَفَى بِاللّهِ وَكِيلاً (171) )) النساء عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( إياكم والغلو في الدين ، فإنما هلك من قبلكم بالغلو في الدين )) مسلم ويقول شيخ الإسلام ابن تمية : قوله " إياكم والغلو في الدين " عام في جميع أنواع الغلو في الاعتقادات والأعمال . عن ابن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( هلك المتنطعون " قالها ثلاثا )) مسلم أي المتعمقون المجاوزون الحدود في أقوالهم وأفعالهم ." عن أنس بن مالك ان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (( لاتشددوا على أنفسكم ، فيشدد عليكم ، فإن قوما شددوا على أنفسهم فشدد عليهم ... )) قال تعالى : (( يَا بَنِي آدَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ (31) )) الأعراف وقال تعالى : (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تُحَرِّمُواْ طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللّهُ لَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُواْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ (87) )) المائدة وقد اتضح من النصوص الشرعية المذكورة وغيرها أن الإسلام منهج وسط في كل شيء ، في التصور والاعتقاد والتعبد والتنسك والأخلاق والسلوك والمعاملة والتشريع ، وينهى عن الغلو والتطرف . الإسلام دين الوسطية "وكذلك جعلناكم أمة وسطا " هكذا قال ربنا عز وجل مبيناً واحدة من خصائص هذا الدين وهذه الأمة الإسلامية وهى الوسطية فلا تفريط ولا إفراط يدخل المسلم المسجد ليقضى فريضة الله ثم يخرج ليمارس عمله ومتطلبات حياته ولكن لا يدخل المسجد ويمكث فيه عمره كله لا يخرج منه وكذلك لا يصوم الدهر كله بل يصوم ويفطر والذين جاءوا إلى رسول الله e فقال أحدهم : أما فأصوم الدهر ولا أفطر وقال الثانى : أما أنا فأقوم أصلى ولا أرقد وقال الآخر : أما أنا فاعتزل النساء فلما علم النبى e بحديثهم هذا قال لهم :" أما إنى أتقاكم لله وأخشاكم له ولكنى أصوم وأفطر وأصلى وأرقد وأتزوج النساء فمن رغب عن سنتى فليس منى . ويستوعب الدرس جيداً الصحابى الجليل سلمان الفارسى رضى الله عنه الذى يرى رجلاً مسلماً يقوم الليل ويصوم النهار فيضيع بذلك حق امرأته عليه فيقول له : إن لربك عليك حقاً ولأهلك عليك حقاً فاعط كل ذى حق حقه ، ويقره النبى على ذلك ويقول :" صدق سلمان" . فالإسلام وسط بين طائفة ألفت الجانب التعبيرى واقتصرت على الجانب الأخلاقى كالبوذية وبين طائفة تفرغت للعبادة والإنقطاع عن الحياة والإنتاج كالرهبانية المسيحية لكن الإسلام يكلف المسلم أداء شعائر محدودة فى اليوم كالصلاة أو فى السنة كالصوم أو فى العمر كالحج ليظل موصولاً بالله دائماً ثم يطلق بعد ذلك ساعياً منتجاً يمشى فى الأرض ويأكل من رزق الله . ووسطية الإسلام فى الأخلاق واضحة بينة بين غلاة المثاليين الذين تخيلوا الإنسان ملاكاً أو شبه ملاك فوضعوا له من القيم والآداب ما لا يمكن له وبين غلاة الواقعيين الذين حسبوه حيواناً أو كالحيوان فأرادوا له من السلوك ما لا يليق به وكانت نظرة الإسلام وسطاً بين هؤلاء فالإنسان فى نظر الإسلام مخلوق مركب فيه العقل وفيه الشهوة قد هدى إلى الخير وإلى الشر وفيه استعداده للفجور واستعداده للتقوى ومهمته جهاد نفسه حتى تتزكى . والإسلام وسط بين من شرعوا تعدد الزيجات بغير عدد أو قيد وبين من أنكره ورفضه ولو اقتضته مصلحة وفرضته الضرورة والحاجة فقد شرع الإسلام التعدد بشرط العدل بين الزوجتين وإلا فلا "فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة" . وعن وسطية الإسلام يقول الدنماركى المسلم على يولى: "إن الاعتدال والتوسط فى كل شئ ، هما الفكرة الأساسية فى الإسلام
====================================================================== الخصائص العامة الإسلام : العالمية والتوازن و الإعتدال 1) النصوص : الآية 158 من سورة الأعراف + حديث عبد الله بن عمر
أ- مدلولات الألفاظ والعبارات :
- يا أيها الناس : خطاب للجميع العربي والعجمي والأحمر والأسود .
- وكلماته : جميع الكتب السماوية السابقة أو ( تشريعاته ).
- متين : متُن – متانة صلُب واشتد وقوي ، فهو متن ومتين .
- فأوغل : يقال أوغل في العلم أو الدين : ذهب وبالغ وأبعد .
- المنبت : انبت : انقطع ، والمنبت هو من يبالغ في طلب الشيء ويفرط حتى ربما يفوّته على نفسه .
ب- استخراج المضامين :
1- تدل الآية الكريمة على أن سيدنا محمدا t رسول من الله إلى الناس كافة ودعوته عالمية وشاملة .
2- تحذير النبي t من التشدد والغلو وبيان عاقبته ، وإرشاده إلى التوسط والاعتدال .
3) تحليل ومناقشة عناصر الدرس :
I – خاصية العالمية :
أ- مفهوم العالمية :
هو أن رسالة الإسلام غير محدودة بعصر ولا جيل ولا بمكان فهي تخاطب كل الأمم وكل الأجناس وكل الشعوب وكل الطبقات وهي هداية رب الناس لكل الناس ورحمة الله لكل عباد الله ،
ب- الأدلة على عالمية الإسلام :
- فمن آيات القرآن : قوله تعالى : ( قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جمبعا...) وقوله : ( تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا) وقوله تعالى : ( وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين ) .... وغيرها .
- ومن السنة : قوله t [ أنا رسول من أدركت حيا ومن يولد بعدي ] وقوله t : [ والذي نفسي بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني ثم لا يومن بي إلى دخل النار [ رواه مسلم .
- وعالمية الإسلام آمر من صميم هذا الدين مركوزة فيه بحكم طبيعته تجسد منذ البداية رموزا في ( بلاد الحبشة ، وصهيب الرومي وسلمان الفارسي وعمر القرشي ) ، وأيضا كتب الرسول t إلى أمراء وملوك عصره تؤكد ذلك.
ج- أهمية عالمية الإسلام : وتتجلى في :
- تعايش الناس في سلام وأمان متآخين مترابطين على أساس مبادئ الكرامة الإنسانية والمساواة والحرية.
- القضاء على العنصرية والعصبية والطبقية بكل أشكالها– كما في الآيات والأحاديث الكثيرة
- انتشار عقيدة الإسلام في جميع أنحاء العالم منذ نزوله وإلى يومنا هذا، ويعتبر في عصرنا الحاضر من أكثر الديانات انتشارا بين الناس عن حرية واقتناع رغم المؤامرات التي تحاك ضده .
- حماية حقوق الإنسان ومبادئها الكونية .
د- مظاهر عالمية في الإسلام :
- ختم الرسالات السماوية السابقة ونسخها بالإسلام وجعله عالميا إلى كافة الناس ، قال تعالى : ( ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين) .
- كونه رسالة ربانية إنسانية رحيمة بالإنسان قال تعالى : ( وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين) .
- كونه دين سلام وتسامح لاعنت فيه ولا تشدد ولا تطرف ولا غلو .
- كونه يحقق المساواة المطلقة بين الناس ويقضي على كل الفوارق ...
- كونه خالدا ومتجددا يسد حاجات الناس جميعا في كل زمان ومكان .⋯
II- خاصية التوازن والإعتدال : ( الوسطية )
أ- مفهوم التوازن والإعتدال :
التوازن والإعتدال قرينان ومترافدان ، والمقصود منهما : التعادل والتوفيق بين الشيئين المتقابلين المتضادين بحيث لا يأخذ أحد الطرفين أكثر من حقه ويطغى على مقابله .
• أمثلة للاطراف المتقابلة أو المتضادة في حياة الإنسان : الروحية والمادية ، الفردية والجماعية ، الدنيوية والأخروية الثبات والتغير ، وغيرها .
• ومعنى التوازن بينها : أن يفسح لكل طرف منها مجاله ويعطي حقه بلا غلو ولا تقصير .
• بعض الأدلة الشرعية على وسطية الاسلام واعتداله: فمن القرآن قوله تعالى : (( وكذالك جعلناكم أمة وسطا.. )) .
وقوله تعالى : (( والسماء رفعها ووضع المزان...)) وقوله تعالى : (( والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما))
ومن السنة قوله t: ( إياكم والغلو في الدين فإن الغلو أهلك من كان قبلكم). وقوله t : ( إن لربك عليك حقا ولنفسك عليك حقا ولأهلك عليك حقا فأعط كل ذي حق حقه ).
ب- أهميتهما في الإسلام :
من حكمته سبحانه ان اختار التوازن والإعتدال شعارا مميزا لهذه الأمة التي هي أخر الأمم ولهذه الرسالة الخاتمة وبعث بها خاتم رسله جميعا وتتجلى الأهمية فيما يلي :
- أن ذالك يمثل منطق الآمان والبعد عن الخطر فالإسلام متوازن في الإعتقاد والتصور وفي التعبد والتنسك وفي الأخلاق والأداب وفي التشريع ..........
- أن ذالك طريق الوحدة الفكرية ومركزها ومنبعها ولهذا تثير المذاهب والأفكار المتطرفة من الفرقة والخلاف بين أبناء الأمة الواحدة ما لا تثيره المذاهب المعتدلة في العادة .
- أن ذلك يجعل المسلم متوازنا ولايشعر بأي تعارض بين عمله لدنياه وعمله لدينه بإعتبار كل عمل صالح عبادة وذلك منبع قوة شخصية المسلم في كل سلوكاته وأعماله ومفتاح نجاحه في الدنيا والأخرة .
===================
..".
- المرفقات
- جذاذة الدرس الخامس الخصائص العامة للاسلام العالمية والتوازن والاعتدال.doc
- لا تتوفر على صلاحيات كافية لتحميل هذه المرفقات.
- (82 Ko) عدد مرات التنزيل 0
عدل سابقا من قبل Admin في الأربعاء نوفمبر 24 2010, 23:35 عدل 3 مرات | |
|
حنان متصرفة عضو جديد
عدد المساهمات : 2 نقاط : 51522 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 19/10/2010
| موضوع: رد: جذاذة الدرس الخامس: خصائص الاسلام: العالمية والتوازن الأربعاء نوفمبر 24 2010, 15:21 | |
| هذا عمل هام جدا لكن لماذا لم يظهر محتوى الجدادة | |
|