المعالجة بالأعشاب HERBALISM
وهي الطريقة العلاجية المعتمدة بشكل كامل على استعمال الأعشاب ، غالباً على هيئة سوائل تشرب ، في علاج جميع الحالات المرضية على أساس النظرة الكلية للمريض المشتركة بين جميع طرق العلاج البديل .
الأصـل
لقد قيل بأنّه ، في المجتمعات القديمة جداً ، يولد الإنسان وهو يعرف كيف يستخدم الأعشاب . ثم فقدَ الإنسان بعض هذه المعرفة بتطور المجتمعات وتمددها المؤدي إلى نشوء الحضارات التي تلت . وفي هذه الفترة الأنّتقالية استعان الإنسان بالطيور والحيوانات لمعرفة القدرات العلاجية للأعشاب . فكان الهندي الأحمر يراقب الدب ، على أساس أنه الأقرب فزيولوجياً إلى الإنسان ، في طعامه ودوائه . وهناك الكثير من الأدوية العشبية أخذت أسماؤها من الحيوانات ، بل إن الصينيين مثلاً لا يزالون يستعملون أعشاش بعض الطيور لعمل حساء يعتبرونه مقو ومنشط للجسم . وكانوا يصنفون الأعشاب حسب خواصها الحارة والباردة . فكان المصاب بمرض حار كالحمى الشديدة يعطى دواء بارد كالفواكه الباردة أو أوراق النبات أو تويج الأزهار . في حين أن المصاب بمرض بارد كسوء الهضم أو سوء الدورة الدموية كان يعالج بالنباتات عميقة الجذور أو لحاء بعض الأشجار التي تؤثر على الأعضاء العميقة في الجسم . ولا أظن أنّ هناك مجتمعاً لم تكن المعالجة بالأعشاب في يوم ما هي الطريقة العلاجية أو الطب المتداول فيه ، وبعد أن بدأ الإنسان بالتدوين صار يسجل كل ما يختص بالأعشاب من شكلها إلى خصائصها العلاجية إلى غير ذلك . ووصلتنا هذه المخطوطات ، مثل مؤلفات ابن سينا والأنّطاكي والبيروني وجيرارد طبيب الملك جيمس الأنّكليزي وكوليير صاحب كتاب ( الكامل في الأعشاب لا ) .
ثم اضمحلّ استعمال الأعشاب في العلاج عندما انتشر العلاج وفقاً للطب المتداول ، وأصبح محصوراً في زوايا ضيقة لا ينظر فيها إلى استعماله إلا على أنه من أساطير الأولين وأدوية العجائز ، وأصبح مباعاً في بلداننا مع المواد الغذائية والتوابل في الدكان الصغير في الشارع الضيق القديم والمسمى دكان العطار أي الذي يبيع العطور . أما الكم الهائل من الأعشاب فكان من نصيب شركات الدواء التي تستخلص منها المواد الكيمياوية الدوائية و.
والآن ، بعد أن بدأ الطب التكاملي بالانتشار كان من ضمن العلاجات التي انتشرت المعالجة بالأعشاب على أساس أنها ، مثل باقي العلاجات، أمينة وفعالة في نفس الوقت .
الطريقة العلاجيـة
أساســيات
يمكن أن يكون استعمال الأعشاب للعلاج فناً بسيطاً ، بل إنّ هذا العلاج قد عرف منذ القدم بأنه (فن البساطة). ولقد سميت الأعشاب باسم البساطة هذا لأنّ بإمكان عشب واحد أن يشفي حالات مرضية مختلفة ، فمثلاً ينفع الشاي المعد من الشويلاء والكمفري لتخفيف أعراض التسمم ، وفي نفس الوقت لمعالجة كاحل مصاب ، وكذلك للخدوش العميقة ، وأيضاً لعسر الهضم .
ويحذّر بعض المعالجين من خطورة الانغماس كثيراً في تعقيد الأمر بكثرة التصانيف . فهم يرون بأنه ، على الرغم من وجود مكان لهذا التعقيد أي وجود الحالات المرضية التي لا بد أن يكون لها أعشاب معينة لمعالجتها بنجاح ، إلا أنه من الضروري عدم الابتعاد عن الخبرة الأساسية البسيطة لاستعمال أنواع معدودة من الأعشاب .
وهناك ثلاثة مبادئ لذلك :
الأول هو أنّ نوع المرض يعتمد إلى درجة ما على الظروف البيئية لتلك المنطقة . وبشكل مشابه ، تكون الأعشاب التي تنمو في منطقة ما مناسبة لعلاج الحالات المرضية الموجودة في تلك المنطقة
أما المبدأ الثاني فهو استعمال أعشاب خفيفة القوة ، فهذه يمكن استعمالها بحرية ، كما أن لها تأثيرا عاماً على الجسم بجميع أجهزته .
والمبدأ الثالث هو استعمال هذه الأعشاب خفيفة القوة بجرعات كبيرة . فلأنّها خفيفة لا بد من الجرعات الكبيرة للتغلب على المرض . وهذا المبدأ الثالث يوضح أن شرب كوب أو كوبين من الأعشاب التي تباع كبدائل للشاي العادي لا يحقق نتيجة كما يظن الناس ، بل يجب أن تكون الكمية كبيرة والقوة أكبر . أما فيما يخصّ المبدأ الأول فإن استعمال الأعشاب التي تنمو في منطقة المريض صحيح إذا كان الأثر المطلوب تحقيقه على مدة طويلة نسبياً . أما إذا كانت الحالة تتطلب السرعة فقد يكون ضرورياً أن نستعمل أعشاب من مناطق أخرى ، وهو الحاصل في الممارسة العملية . ويتحتم ذلك عندما يكون المريض غير راغب في تناول كميات كبيرة من الأعشاب ، أو أن يكون صبره قليل على احتمال الآلام ، أو أنه يأكل مأكولات مناطق أخرى ، أو أنه لا يستطيع أو لا يرغب في توفير الوقت اللازم لجمع الأعشاب الموجودة في منطقته . ومن هذه تجد أن أياً منا لا بد وأنه واقع في أحد هذه الأقسام ، وعليه فلا بد من الاعتماد على الأعشاب المحضّرة من الشركات المختصة بذلك بأشكالها المختلفة . وهناك ثلاث وظائف للأعشاب عند استعمالها كعلاج . أولاها طرد الفضلات وتنقية الدم من السموم ، وثانيها مساعدة الجسم على شفاء نفسه ، وثالثها بناء الأعضاء ( بتنشيطها وتقويتها ) .
الوظيفة الأولى ، في المرحلة الأولى من العلاج عادة ، هي تخليص الجسم من السموم المسببة من الفعاليات الفيزياوية العادية ومن المرض نفسه ولا يجب أن يجرى ذلك للمريض الضعيف أو الذي يعاني من مرض تحولي مزمن ( أي الذي يغير من أنسجة الجسم ) . ففي هذه الحالة يجب البدء بالأعشاب التي تبني فهؤلاء بحاجة إلى المحافظة على الجسم ببناء خلاياه واستقراره أثناء الأزمة وبمجرد تحقق ذلك فإنّه يمكن المباشرة بعملية الطرد والتنقية .
وهناك حاجة أكبر لطرد السموم لهؤلاء الذين يكون غذاؤهم المعتاد غني بالمنتجات الحيوانية والأطعمة المنقاة (كالسكر الأبيض )، وحالتهم تستجيب عادة للأعشاب الورقية والزهرية . أما أولئك الذين يقتصر غذاؤهم على الخضراوات والفواكه فيحتاجون هم أيضاً لطرد السموم لأنّ عمليات التمثيل تكون عادة ضعيفة ، وهؤلاء تنفعهم الأعشاب القشرية والجذرية .
فعلها في الجسم
تقسم الأعشاب حسب فعلها في الجسم ، أي استجابة الجسم لها ، إلى أقسام ثمانية هي :
1- التحفيز ، وهو تحفيز القوة الحيوية الطبيعية في الجسم لمقاومة المرض . ومن هذه الأعشاب الثوم والفلفل الأسود والزنجبيل .
2- التهدئة ، وتعطى عندما يكون المريض بحالة عصبية وقلقة وحساس بالشكل الذي يعرقل عملية التغلب على المرض . ومن هذه الأعشاب جذر الكمفري وقشور الدردار وجذر الفوذنج الجبلي .
3- تنقية الدم ، وهذا يحتل أهمية فائقة عند المعالجين بالأعشاب لأنّهم يعتقدون بأن الدم إذا تمت تنقيته ومعادلة الحامضية الفائضة فإنّ المرض لا بد وأن يزول . ومنها الإخيناسيا انجستفوليوم والهندباء البرية والسفراس .
4- التنشيط ، وهو بناء طاقة الأجهزة ، خصوصاً لأولئك الضعاف والمرهقين ، وكذلك للحالات المرضية الحادة ولبناء الطاقة للذين يعانون من الأمراض المزمنة . ومنها بعض النباتات البحرية مثل عشب البحر المحروق وكذلك البقدونس والفصفصة .
5- إدرار السوائل ، وهو موازنة كميات السوائل في الجسم وبالخصوص الماء الذي يشكل معظمها . فإن وجود ماء أكثر من اللازم يؤدّي إلى الإحساس بالضعف والخوف والكآبة ، أما وجود ماء أقل من اللازم فيؤدي إلى الغضب الشديد وغيره من ردود الفعل القوية . ومن هذه الأعشاب شراب الذرة وعنب الدب والعرعر .
6- التعريق ، وهو إخراج العرق من الجلد لمعالجة الأمراض المسببة خارجياً كالبرد والحمى والأنفلونزا . وهو يتم إما بواسطة الأعشاب الإسترخائية مثل بلسم الليمون والفوذنج الجبلي ، أو بواسطة الأعشاب المحفزة مثل النعناع وخلطة من الشايين والزنجبيل والليمون والعسل .
7- التقيؤ ، وهو إخراج ما في المعدة عند الإحساس بالغثيان أو التخمة أو التسمم . ومنها شراب الأبيكاك واللوبيليا
8- إطلاق البطن ، وهو إخراج الفضلات المجتمعة في الجهاز الهضمي كما في حالات الإمساك الشديدة والتي تؤدي إلى امتصاص السموم من الفضلات إلى الدم ومن هذه الأعشاب الصبّار وعرق السوس وا لكسكرة .
طرق الاستعمال
لا شك في أن طريقة الاستعمال الشائعة هي الشاي . إلاّ أن هناك طرق عديدة غيرها وهي :
1-التحميلة ، وتدخل في الشرج .
2- الدوش ، وهو يستعمل غالباً لتنظيف فرج المرأة أو تطهيره من المكروبات .
3- المعجون ، ويخلط مع العسل ليعطى للأطفال الذين لا يحبون طعم العشب .
4- ا لحقنة الشرجية .
5-الكمادة ، وهي في حالة الأعشاب القوية بحيث لا تعطى للشرب .
6- ا لكبسولة الجلاتينية .
7- المرهم .
8- الزيت ، وهو تركيز للزيوت الأساسية الفعالة لبعض ا لأعشاب .
9-الأقراص .
10- لمسحوق أو المنقوع مع لفافة لإبقاء المادة في مكانها.
11-المعجون الكثيف ، وهو يلصق في مكانه بدون لفافة لكثافته .
12- التدخين ، وهو للسعال والنزلات الشعبية .
13-الشراب .
14- المسحة .
وبالنسبة للشاي تجدر ملاحظة وجوب اتّباع الطريقة الصحيحة في إعداده وعدم اعتباره كأي شاي عادي . فيجب مراجعة الكتب الخاصة بطب الأعشاب لمعرفة كمية الماء ومدة الغلي وعملية التجفيف وكل التفاصيل الأخرى.
خواص الأعشاب
إنّ الشيء الرائع والجدير بالملاحظة هو احتواء الأعشاب على خواص علاجية متعددة . لذا ، فإن لكل منها مجموعة من الآثار المعينة على أجهزة معينة في الجسم ، وكذلك آثاراً عامة تماماً . وبالاختيار المتوافق الدقيق بين خواص الأعشاب والأعراض المرضية فإنه يمكن مجابهة الإطار الكامل للمرض مرة واحدة وتحقيق الشفاء بسرعة وباستعمال أقل جرعة ممكنة .
ويحتوي كل عشب على مئات العناصر البيوكيمياوية التي يمكن أن يكون لها تأثيراّ على الجسم . وقد قسمت خواص الأعشاب حسب تأثيراتها الفيزيولوجية في الجسم . وقد ذكروا للأعشاب أكثر من مائة خاصية ، إلا أن ما سنذكره يغطي كل ذلك ، وهي :
1- المغيّرة 2- المسكنة للآلام 3- المضادة للحموضة 4- المضادة للإجهاض 5- المضادة للربو 6- المضادات الحيوية 7- المضادة للرشح 8- المبردة أو المانعة للحمى 9- مطهرات الجلد.10- المضادة لتشنج العضلات 11- المقوية جنسياً 12- المدررة 13- الجامعة، لمعرفة النزيف أو الإفرازات ومعالجة اللوزتين والبواسير 14- المضادة للغازات 15- المدررة للصفراء إلى الأمعاء الدقيقة. 15- الملطفة للأنسجة المخدشة أو الملتهبة 16- المعرّقة 17- المساعدة على التقيؤ 18- المساعدة على الطمث بتقديم وقته عادة 19- المنعمة والحافظة للجلد20- المخرجة للبلغم 21- المدرة للحليب 22- الملينة 23- الموقفة للنزيف 24- المهدئة للأعصاب 25- المذيبة والطاردة لحصوة المرارة والمجاري البولية. 26- المسهلة 27- المحفزة لتقلص الرحم لتسهيل الولادة 28- المخدرة للأعصاب 29- القاتلة لطفيليات القناة الهضمية أو الجلد. 30- المسيلة للعاب 31- الرافعة لجريان الدم إلى قرب الجلد لرفع الضغط عن مناطق أعمق 32- الرافعة للطاقة والدورة الدموية 33- المحسنة لوظائف الأجهزة 34- الشافية للجروح.
العضلية للأمعاء كالزنجبيل.