أنشد شَمر:
قد يَنْطِقُ الشِّعْرَ الغَبِيُّ ويَلْتَئِي
على البَيِّن السَّفّاك وهو خَطِيبُ
قوله: يلتئي، أي: يُبطىء، من (اللأي)، وهو الإبطاء.
ورُوي عن النبيّ صلى الله عليه وسلّم أنه قال: «إن من البَيان لَسِحْراً».
قال أبو عُبيد: البيان، هو: الفهم وذكاء القَلب مع اللَّسَن.
قال: ومعناه: أنه يَبلغ من بيان ذي الفَصاحة أنه يَمدح الإنسان فيُصدَّق فيه حتى يَصْرِف القُلوب إلى قوله وحُبّه، ثم يَذُمّه فيصدَّق فيه حتى يصرف القلوب إلى قوله وبُغضه، فكأنه سَحر السامعين بذلك، وهو وجه قوله: (إن من البيان لسِحْراً).
تهذيب اللغة
قال الـخطابـي وابن التـين: البـيان نوعان أحدهما ما يقع به الإبـانة عن الـمراد بأي وجه كان والآخر ما دخـلته صنعة تـحسين اللفظ بحيث يروق للسامعين ويستـميـل قلوبهم وهذا الذي يشبه بـالسحر لأنه صرف الشيء عن حقـيقته،
روى أن رجلاً طلب إلـى عمر بن عبد العزيز حاجة كان يتعذر علـيه إسعافه بها فـاستـمال قلبه بـالكلام فأنـجزها له ثم قال: هذا هو السحر الـحلال. قال ابن عبد البر: وقد سار هذا الـحديث سير الـمثل فـي الناس إذا سمعوا كلاماً يعجبهم قالوا: إن من البـيان لسحراً، وربـما قالوا السحر الـحلال ومنهم أخذ القائل:
وحديثها السحر الـحلال لو أنه
لـم يجر قتل الـمسلـم الـمتـحرّز
إن طال لـم يـملل وإن هي أوجزت
ودّ الـمـحدّث أنها لـم توجز
شرك العقول ونزهة ما مثلها
السامعين وغفلة الـمستوفز
شرح الزرقاني على موطأ مالك
يُروى عن ثلاثة شبان أتى بهم عسس الحجاج بن يوسف لما سمعوهم يعرفون بانفسهم شعراً ، فلما أعادوا على الحجاج الأبيات التي قالوها عفا عنهم و تمثل قائلا:
كن ابن من شئت و اكتسب أدبا...يغنيك مضمونه عن النسب
ان الفتى من يقول ها انذا... و ليس الفتى من يقول كان أبي